بقلم هبه السواح
هذه ليست مقاله او خطاب إنما صوتٌ عالي في إذن كل من يهمه أمر هذا الوطن وأمر ثقافته وتدينه واعرافه التي باتت تقترب علي حافة الهاوية، نحن اليوم نواجهة كارثه بكل ما تحمل الكلمه من معني، كارثة إحتضار الإخلاق وإنحدار للذوق العام، واغتصاب لحياء الأسرة والمجتمع واتنشار فيروس متوحش تحت مٌسمي “الاستثمار وتحقيق المكاسب رغم أنف الأخلاق والحياء والاعراف” لماذا وكيف ومتي وصلنا الي هذا الحد من القاع، وكنا بالماضي القريب جيلٌ تربي علي اخلاقِ ساميه دون خدش لحيائنا او الخوف من تجمعات الاسرة حول مسلسل يعرض رساله هادفه تحقق الاستقرار وتبدل الاعتقادات من السلب الي الايجاب، كنا نلتف كأسر امام التليفزيون دون اية رقابة من الأهل نظرا لان دور الاعلام كان نزيه ونقي الرؤيه، الأن وبمنتهي الأسف والخذلان نحن نصارع اشكال وانواع وصور للدراما والسينما من اسوأ مايكن حتي في شهر رمضان المبارك شهر الله الحرام الذي يتم التجهيز له كل اول عام ليعرض فيه كم لا بأس به من المسلسلات التي تحصن نفسها من النقد اللازع فتقوم بوضع ( 16+) ليعرض كل مايفسد علي الاسر شعائرهم الدينيه.،والكارثه الاكبر وهو دور العرض السينمائي المبتذل والذي لا اجد له مسمي سوي اغتيال حياء الاسر والذي اصبح يشكل خطرآ مفزع والذي يؤدي بخروج جيلُ متفكك شهواني عدواني اصبحت نظرته الأولي هي التحرش والاغتصاب والبلطجه والبعد عن الله…
اين الرقابة؟؟
اين الاعتزاز بثقافتنا الاخلاقيه؟؟
من المسؤل عن الخطر الذي بات يطرق ابواب الأسر؟
من المسؤل عن كم الجرائم التي اصبحت تلتف حولنا وتسفك دماء كل غالِ ونفيس ؟
كيف يسمح لهذه الفئه ان تدمر اجيال قادمة؟
كيف نتركهم يغرسون افكار عارية بداخل عقول وقلوب كم عظيم من الشباب؟
الأن اصبح هناك جيلُ ذات فكرِ ارهابي ومتحرش وناقم ومتطاول علي الاعراف والقييم نتيجة مايراه من اسفاف وافكار مغلوطه، زاد التحرش والاغتصاب والخطف لكافة الاعمار، ارتفعت معدلات الطلاق بشكل مخيف، اصبح سيناريو الدراما والافلام يٌجسد ويٌطبق علي أرض الواقع دون الوقوف الحاسم لهذا الخطر، لما وكيف ومن أجل من يحدث هذا في اجيالِ ليس لها أية ذنب ان المجرم لازال لا يٌسأل ولا يٌحاكم حتي الان عما اقترفه في حق أسرِ كأملها لا تملك سوي حيائها وعاداتها ؟
اليوم الاسفاف ضيفِ استوطن عقولنا وبيوتنا رغمآ عنا.. ومصر كانت بيت الرٌسل والأنبياء وترعرع فيها مثقفين ورواد تعلمنا علي ايديهم معني الخلق والرفعه…
ماذا حدث..
الأسر تستغيث.. الخٌلق يستغيث.. الحياء يستغيث
نحن جميعآ مسؤلون أمام ضمائرنا عما يحدث لاننا سمحنا له ان يحدث
نحن جميعآ مسؤلون أمام الله عما يحدث
الوباء يتنشر وبقوة..
والأسر اصبح يتملكها اليأس
هذا ليس نداء… الأمر أصبح جلل
الكاتبه
مدرب العلـاقات الـإنســانيه
والتطوير الذاتي
“هبــــــــــــــه الســواح”
