مقالات

د.عزه فتحي…. تكتب أزمة الضمير لدى البعض آفة يجب أن تنتهى

لا يلبث أن يمر يوم إلا ويحدث أمر يوضح أن هناك أزمة ضمير فى المجتمع ابتلينا به منذ أواخر السبعينيات عندما تم اتخاذ قرار الانفتاح الاقتصادى دون ضوابط أو آليات حاكمة اجتماعية أو ثقافية أو قيمية، فسادت افلام المقاولات التى تمجد الفهلوة، والفهلوى الذى يكسب أموال طائلة دون جهد أو تعب.

وسادت ثقافة التك أواى، والتدين الشكلى، دون الاهتمام بجوهر الدين، وامتد الفكر السلفى الوهابى فى ربوع مصر ينهش فى جسد المحروسة ويهيل عليها التشدد والتطرف، والقتل والإرهاب، فأصبح بعض الناس أوصياء على الفكر والثقافة والعلوم والفنون وكل مظاهر الحياة، فأصبحت المساجد بها عيادات وليس هذا فقط بل والدروس الخصوصية أيضًا، وجمعيات للعمرة والحج.

كما سيطروا على الجامعات والأنشطة الجامعية، وتوزيع الملازم والدروس، وأصبحنا محاصرين بنوع خاص من الفكر يحكم على الناس من المظهر غير مهتم بالجوهر ،المهم تكون أمام الآخرين.

كما يريدون وليس كما تريد .فكان الحكم على الناس بالكفر اما بسبب آرائهم، أو ملابسهم او عملهم، لقد أخذوا من الدين القشور، ولم يهتموا بالروح وحقيقة وجوهر ما نفعله ونقوله، رسخوا لفكرة كيف يراك الناس فكان ولازلنا نرى بعض المحجبات يتحجبن من أجل الناس أى البشر أو من أجل المنطقة السكنية، أو من أجل الأب أو الأخ أو الزوج، وبرز الزى البكستانى للرجال، أو تقصير البنطلون فى الملابس العادية واسدال اللحية، والسبحة لزوم تكملة الهيئة.

وفى مقابل ذلك كله تجد أن الناس تنصرف من العمل قبل الموعد المحدد للدوام بأى حجة، وأن كثير من الموظفات يجهزن الخضار والطعام فى المكاتب الحكومية، أن بعض الموظفين يتركون عملهم ومصالح الناس بحجة الوضوء والصلاة وتعمد الإطالة وإذلال الناس، ناهيك عن فتح الدرج ليضع المواطن مبلغ معين لإنهاء أوراقه ومصالحه.

ورأينا انتشار الدروس الخصوصية، وعدم قيام المعلم بدوره داخل المدرسة، ورأينا مبان وعمارات جديدة تنهار علي رؤوس الناس ورأينا شوارع ترصف وبعد شهر يتم إعادة الرصف، ورأينا ونرى أطباء يتركون أدوات طبية فى بطون المرض، ورأينا ونرى إعلاميون باعوا الوطن وشباب أراد تدميره، ورأينا ونرى مسؤولين متورطين فى قضايا فساد، ورأينا ونرى مشروعات وبنية تحتية تنهار، هذا الازدواج الغريب كيف تم تمريره حيث المقولة الراسخة بأننا شعب متدين بطبعه ولكن كثير منا بلا ضميريحكم تصرفاته وأفعاله وعمله ، كيف وصلنا لهذا؟

كيف تركنا أنفسنا نصل لهذه الدرجة؟ كيف ننظر فى أعين بعضنا البعض ؟كيف نقابل الله فى صلواتنا ؟ كيف وصلنا لكل هذا الفساد؟، كيف وضمير البعض منا غائب؟ والمصيبة أن كل منا يتهم الآخر، والسؤال هل الآخر من كوكب المريخ اى كان مسؤول أو غير مسؤول؟ أنت نفسك يا سيدى فاسد. تطلب من زوجتك الالتزام وتعجب بالعاريات،تطلب من ابنك الأخلاق وانت تمارس أفعال مخلة، تتهم الآخرين بالكذب وانت مخادع، تتهم الناس بالغش وانت تتحين اللحظة لتتملص من مسئوليه أو عمل لأى حجة او تأجلها، أو تفعلها دون اهتمام.

يا سادة كل واحد فينا يحاسب نفسه الضمير الجمعى أصبح فى خطر، ولا مرة المليون بناء الإنسان ضرورة، بنائه علميا وأخلاقية وثقافيا.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى