بقلم الاعلاميه هبه فتحى
نعم انها لحظات!
تلك التى تتمسك بها حين يعم صمت رهيب من حولك
ولا تسمع فيها سوى دقات هذا القلب الذى يخفق بشده وهو على وشك الانفجار،
وكأنه يعلن جرس إنذار النهايه ،
وتتحرك الوجوه من حولك فى سرعه ولكن لاترى منها إلا مسحات ضبابيه تتلاشى من امامك واصوات تاتى من بعيد رغم قربها ،
نعم انها لحظات.
هى تلك التى تمر وكأنها دهر تسارع فيها الموت من أجل البقاء، ويمر شريط حياتك أمامك وترى الحقائق ساطعه وتتمنى ان تذهب للقاء الاحبه الذين رحلوا وتركونا نصارع وحدنا فى هذه الدنيا .
انها اللحظات الفارقه والاختيار بين الاستسلام والنضال من أجل الحياه،
ثم تتذكر فجاءه .
اولادى وتنادى عليهم باقصى صوت لديك، لا لن أترك اولادى ،
هم صغار من سيرعاهم ؟!
من سيوصلهم بر الأمان ويطمئن عليهم فالليل،
من سيمسح دموعهم ويحنو لضحكاتهم،
لا لن استسلم،
انها تجربتى يا ساده،
تجربتى الشخصيه، عندما اعلن قلبى المجهد العصيان ، واراد ان يعلن اشارات نهاية الوقت،
ولكن أراد رب العزه ان يعطينى القوه لاتمسك بما تبقى منى لاستيقظ ،مع تعجب من كل فريق الانقاذ من الاطباء،
كيف اتكلم وعقلى واعى وقلبى كاد ان يتمزقك من ضرباته وقفزاته الغير مستقره، لدرجه ارادوا هم ان يفقدونى الوعى بفعل التخدير، ليستطيعوا انقاذى بالصدمات الكهربائيه،
ولكن تحدث المعجزه ويتنازل قلبى عن كبرياءه ويطيع عقلى فى ان يهدأ ويعطينى فرصه اخرى،
ايها الساده ان الحياه هبه ونعمه من الله لا نعرف قيمتها إلا عند نهايتها ،
إنها النعمه الأكبر التى اعطها الله لخلقه ليعلموا ويتعلموا
أن الخير باقى وان الحب والود والمعروف هم سر الحياه، وانه لن ينفع احدا شىء إلا من اتى الله بقلب سليم،
احمد الله على هذه التجربه القاسيه لانها اظهرت لى و الحمد لله كل الحقيقه ،
فبنك الخير لا ينضب ابدا وهو حسابك الجارى عند الله والناس ،
نحن لا نهرب من اقدارنا لاننا نؤمن بها ولكن علينا جميعا ان نغير من انفسنا من اجل لحظه لا ينفع فيها مالا ولا بنون ،
لن تنفعنا مشاعر كاذبه ولا اشخاص عابره
فاعتبروا يا أولى الألباب.
