مقالات

ريم المحب …. تكتب عودوا إلى إنسانيتكم

بقلم ريم المحب

يتحدثون عن تغيّر الدنيا حيث أنّ الناس لم تعد قلوبهم على بعضهم وأنّ الأنانية طغت على الإنسانية ولم يعد هناك عطاء دون مقابل، ففي الغالب أصبح كل شخص يبحث عن مصلحته وإفادته الشخصية دون الإهتمام والنظر إلى مصلحة وإحتياج الآخر، كما أصبح هدف كل فرد هو الصمود والقوة على مبدأ البقاء للأقوى اللهم إلا فئة قليلة لا زالت تؤمن بالقيم والمبادئ والإنسانية. الأمثلة عديدة وكثيرة ففي لبنان مثلا المُجتمع الذي يُفترض أنه مثال يحتذى به في الإنسانية والمحبة هناك ظاهرة جديدة نشهدها فعند حدوث أي إشكال بين عدة أشخاص أو أي تعدّ على شخص يعمد من يشهد هذا الحادث أو الإعتداء إلى التصوير فقط مع التلفظ بعبارات الأسف التي لا تُسمن ولا تغن من جوع ولا توقف هدر الدماء والكرامات فالمفترض أن يعمد من يشهد الحادث إلى التدخّل والدفاع عن المُعتدى عليه أو فضّ الإشكال بطريقة ودية وتهدئة نفوس الأطراف المُتعاركة. ولكن الذي يحصُل فعلياً يدُل على أنّ قلوب الناس قد تحجرت وطغت الأنا لديهم وأصبح كل فرد يُفكّر: طالما أنا بخير وسالم فلا علاقة لي بما يحصُل مع الآخرين.

الدنيا لم تتغير ولكن النفوس هي التي تغيرت وهذا ما يدفعُنا للتساؤل عن الأسباب التي أدّت إلى تغير نفوس البشر، هناك أسباب عديدة يُمكن لها ن تكون الأساس في حصول هذا التغيير كما يوجد وسائل ساهمت في تثبيت القساوة في القلوب، وسنذكُر بعض هذه الأسباب والوسائل المُساعدة لها فمثلاً حينما نُشاهد في التلفاز أو السينما أفلام أجنبية قائمة على الخيال والمؤثرات والتي تدور أحداثها على إستعراض كافة مظاهرالقوة من ضرب وقتال وقتل دون أي هدف إنساني سوى الحفاظ على القوة والسلطة

وحالياً نشهد إسهام وسائل التواصل الإجتماعي في ترسيخ قساوة القلب وتلبّد المشاعر حينما يُنشر على صفحاتها صور مؤذية ومهينة للنفس من قتل وتعذيب بدم بارد، ويبقى السبب الأبرز للوصول إلى هذا الحال في النفوس والقلوب هو ما كنا وما نزال نُشاهده من إعتداءات يُمارسها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ونحنُ لا نُحرّك ساكناً عاجزين عن تقديم أية مُساعدة ومُكتفيين بالأسف والحزن في ظل غياب العدالة الدولية والإتحاد العربي، وهُناك سبب آخر ثبّت الأنانية وقتل الإنسانية وهو الإجحاف في تطبيق القوانين في العديد من الدول العربية وغياب العدالة والمساواة بين الشعب الواحد والجور على المُستضعفين حين يغيب حق الضعيف لإرضاء الأقوى. لقد تغيرت نفوس الناس حتى أننا أصبحنا نستغرب مساعدة الآخرين لنا بدون أي مُقابل فهؤلاء الأشخاص أصبحوا عُملة نادرة ولكن يجب أن يكونوا قّدوة، وعلى كُل شخص أن يُعيد التفكير في علاقاته مع الآخرين وإبعاد المصالح وإطغاء الإنسانية كي نتغلب على تحجُّر القلوب

ولا بُد من مراجعة الضمير الإنساني والعودة إلى الدين والتعاليم الإلهية والنظر إلى الأمور بكثير من الرأفة والرحمة والحكمة كي لا نعيش في ظل شريعة الغاب والتي أصبحت في زمننا هذا أشدّ رأفة وحُلُم منا فالمطلوب هو العودة إلى الإنسانية والعيش في مودة ورحمة فالشعور بالآخر ومساعدته وإسعاده هو قمة السعادة، فعودوا إلى إنسانيتكم وإرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وبادروا إلى المُساعدة من أجل الإنقاذ والإسعاد وليس من أجل التفاخُر. ريم المحب

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى