مقالات

د.رضا عبدالسلام …. يكتب ساعات ويبدأ تنفيذ أخطر مشروع في مصر!!

بقلم د. رضا عبدالسلام

المشروع ليس مشروع سد نهضة او مشروع رصف طريق او بناء كوبري أو أعلى برج في العالم!!! إنه مشروع بناء العقل والإنسان المصري.

ساعات ويبدأ العام الدراسي، ويتحرك الملايين من فلذات أكبادنا صوب محاريب العلم في المدارس والجامعات…

ملايين من المعلمين واساتذة الجامعات، من المفترض انهم اعدوا العدة وتجهزوا وشدوا الرحال، ليس لنهب جيوب المواطنين، ولكن لبناء الوطن من خلال بناء الانسان.

لقد تأكد لي وبما لا يدع مجالا لأي شك بان هدم التعليم في مصر كان مقصودا…أكرر لقد كان مقصودا خلال العقود الغابرة والمظلمة هدم التعليم. وبالتالي هدم مصر، وأي كلام أخر هو كذب واحتقار لعقولنا.

الدليل القاطع على ما اقول، والذي يسد اي فم كاذب، هو اننا انشغلنا او أشغلنا خلال العقود الغابرة بحروب وهمية، في وقت انشغل فيه عدونا الاول ببناء العلم والعلماء، وكان حصادهم مبهرا وحصادنا مخجلا…

اسرائيل التي هي أقل من عشر مساحة مصر وبسكان 5 مليون فقط تصدر سنويا منتجات صناعية ومتقدمة بقيمة 100 مليار دولار!!!!!!!!

في حين بلغت صادرات ام الدنيا (وأغلبها مواد خام من فوسفات وبطاطس وغيره) باقل من 25 مليار دولار!!! رغم ما لدينا من سكان فوق 100 مليون وبحار وانهار ومعادن…انه العلم والتعليم.

كلنا نرى الحصاد المر لهدم التعليم، تراجعت مصر على الاصعدة كافة، فعندما دهس التعليم واهله، انهارت القيم والصحة والإنتاج وصرنا مجتمعا وأمة بلا قيمة قياسا بباقي الامم.

ماقلته بالامس بشأن الطبيب، وربما اغضب بعض ممن في قلوبهم مرض او تحيز أعمى، لأنني اقدر الطبيب ورسالته، أقوله الْيَوْمَ لنفسي كأستاذ جامعي ولكل معلم.

نحن اصحاب اخطر وأسمى رسالة، وهي رسالة العلم، فبقوة العلم والعلماء تقدمت وسادت امّم، وبانهيار العلم ودهس العلماء توارت امم وحضارات.

اعلم علم اليقين بان ما نحصله من دخل لا يتناسب مطلقا مع ما ينبغي ان نحصل عليه، وإننا كمعلمين واساتذة جامعات أولى فئات الوطن بافضل الدخول،

ولكن لا ينبغي ان نتخذ من ضعف دخولنا مبررا او حجة لهدم المدرسة او الجامعه وهدم الأجيال القادمة، وفِي النهاية هدم الوطن.

انانية مفرطة ان نؤثر الدروس الخصوصية على المدرسة، قمة الانانية ان اذهب الى المدرسة لمجرد استكمال الشكل او أو أؤدي في الفصل بمستوى ضعيف وأفرغ كل طاقتي في مراكز الدروس الخصوصية.

مؤكد ان هناك قصور نعلمه جميعا ولكننا شركاء في جريمة هدم الوطن من خلال هدم مؤسسات التعليم، لنترك اولادنا وبناتنا للأبواب الخلفية والأماكن المظلمة.

اذا المطلوب مني ومنك اخي المعلم من الحضانة وحتى السنة النهائية من الجامعة، ان نؤدي على الأقل الحد الأدني مما يتوجب علينا القيام به.

إنها رسالة عظيمة وامانة في رقابنا وهي أمانة العلم وبناء الأجيال، وعلينا الا نلوم سلوكيات شبابنا بل علينا ان نلوم أنفسنا اولا لأننا قصرنا في اداء رسالتنا.

الرسالة الاخرى اوجهها لأبنائي الطلاب، وهي ان التعليم ليس هدفه تحقيق النجاح والحصول على مؤهل لاتباهي به ولكن الهدف الاسمى هو بناء العقل وبناء انسان مبدع وخلاف ونظيف يضيف الى وطنه.

ليس هناك قمة وقاع، فالقمة والقاع لا مكان لهما الا في عقول الجهلاء ومرضى النفوس…كن قمة في اصغر مكان ولا تكن قاع في اعلى مكان…القمة يصنعها انت، المجد تصنعه انت بجهدك وعرقك، ليس مطلوب منك ادراك النتائج ولكن مطلوب منك السعى والبذل والصبر وترك النتائج للمولى عز وجل واعلم انه يقدر لي ولَك الخير.

خلاصة القول، كل عام وحضراتكم بالف خير وعام دراسي موقف ومنتج، تهنئة اقدمها لزملائي من المعلمين من الحضانة وحتى الجامعه، ولأبنائي الطلاب من الحضانة وحتى الجامعة.

اقولها دائما وبثبات بأن انطلاق مصر نحو مستقبل افضل وواعد لن يكون الا بالعلم وأهل العلم…اقدر الجهود الحالية للوزير المحترم طارق شوقي ولكنه لايمكن أن ينجح وحده…فمطلوب خطوات جادة من كافة المؤسسات المعنية لتعود الحياة للمؤسسات التعليمية، مطلوب تكريس جل الموارد لحفظ وجه المعلم حتى يحاسب المقصر حسابا عسيرا، مطلوب من أولياء ووليات الأمور دعم جهود تطوير التعليم، فالكل يرمي الحمل على الكل، وكلنا شركاء في صناعة هذا الواقع التعليمي، فليؤدي كل منا الحد الأدني على الأقل مما يتوجب عليه.

الحصاد الحقيقي لتكاتف جهودنا في اخطر مشروع وطني هو خروج جيل محترم مثقف مؤهل يحمل الراية، لا يشتم ولا يُبْصق ولا يلقي قمامة ولا يعلو له صوت يكون جل انشغاله في بناء ذاته ووطنه على أسس علمية سليمة….وكل عام وكل أمين في رسالته بخير وسعادة.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى