مصطفى كامل سيف الدين ….يكتب رسالة إلى الرئيس «الغلابة ياريس»
بقلم رئيس مجلس الإدارة والتحرير: مصطفى كامل سيف الدين
قفزة فرح رغم قسوة الظروف.. نظرة أمل للمستقبل.. وأخري للمجهول.. رضا بالستر لكن ماذا لوغاب الستر؟.. سؤال تبوح به الأعين وتردده ألسنه الغلابة ممن ينتظرون تحقيق أبسط حقوقهم التي صارت أحلاما.
حق في كرامة العيش, وفي أربعة جدران تقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء.. حق في تعليم الأبناء.. وفي علاج أم أوهنها الزمن وأصاب جسدها المرض.
وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التى تمر بها مصر فى الفترة الراهنة، أحلام المواطنين الفقراء، تتحطم على أبواب الحكومة، فبدلاً أن تكون الحكومة طوقاً لنجاتهم زادت من أعبائهم، وتركت الباب مفتوحا على مصرعيه، لمن يريد المتاجرة بأحلامهم وأمانيهم من أجل ملىء بطون أبنائهم وأطفالهم التى أصبحت خاوية بعد ارتفاع الأسعار.
هناك عبارات ومسميات رسخناها في العقول بفعل التداول مثل ثوره الجياع.. ثوره الفقراء.. رغم رفضي التام لتلك العبارات حتي لو كانت صحيحه،ودائما في مصر يكون الفقراء او الغلابه والغلابه هنا المطحونين في الحياه اليوميه،الذين يعملون بضمير ولا يستندون علي احد، الغلابه هم من يعملون في صمت وفي حالهم بل يرفضون الظلم والقهر ولهم احلام بسيطه ولكنهم جنب الحيط، هؤلاء هم من عشقوا البلد وترابها ومقدساتها،الغلابه هم في كل الثورات كانوا يخرجون للدفاع عن ارضهم ويقدموا ابنائهم فداء لمصر،الغلابه هم من حفروا قناه السويس تحت الضرب والجلد والتعذيب ومات منهم الالاف لم يكن من بينهم صفوه او اغنياء.. الغلابه هم من خرجوا وراء احمد عرابي في الثوره العرابيه لتطهير دوله من الفساد والاستعباد.
الغلابه هم ايضا من خرجوا للدفاع عن قتل ابرياء في حادث دنشواي وساندوا مصطفي كامل في دفاعه عن مصر وخرجوا بمظاهرات ضد الاحتلال في ثوره 19.
هم من كانوا يواجهون الملك وسطوه الاغنياء والسرايا وتحالفاتهم عبر سنوات حتي قيام ثوره 52. الغلابه هم من صمدوا في حرب 56 العدوان الثلاثي علي مصر ومات من ابنائهم الالاف في نكسه 67 وهم من قدموا شهدائهم في حرب 73.. انهم الغلابه الذين يعملون في صمت وتحركهم مشاعر وطنيه خالصه، الغلابه ليسوا حزب سياسي له اهداف وليسوا حركه تحمل اهداف خاصه وليسوا افراد يسعون للسلطة وزواج السلطه من المال وانجاب فساد ينمو ليكون نخب وصفوه وراسماليين.. الغلابه هم من يغيرون كل شئ ولا يتصدرون المشهد وياتي اشكال ونماذج اما بكينونه مفكر قائد مناضل زعيم امير رجل اعمال رئيس حزب رئيس حركه يركب المشهد باكمله بل يتحدث باسم الغلابه.
كثير من يتحدثون عن الفقراء وهم في قصور مكيفه او من داخل عربات فارهه.. وكثير من يتحدثون عن حقوق الفقراء هم من يتسابقون لتعيين ابنائهم بعلاقاتهم المتشعبه وهداياهم حتي لو كانت رشاوي ماديه مزاجتيه جنسيه او رحلات حج وعمره.. من يدافعون عن الفقراء هم انفسهم الذين يرفضون دخول ابنائهم التجنيد لاداء الخدمه العسكريه ويبحثون عن اي مخرج لهذا وفيلم المواطن مصري للنجم الراحل عمر الشريف العمده الذي رفض تجنيد ابنه والزج بابن واحد من الغلابه ليحل محله.. الغلابه هم من يحبوا مصر حبا حقيقيا تطلبهم وناديهم يلبوا النداء بنوايا طيبه وخالصه وليست لهم اي حسابات بل يدفعون الثمن بسبب حسابات وتصفيات الكبار، الكبار يفسدون والغلابه يتحملون، الكبار واهل المنظره ومدعو الوطنيه وحب الوطن ولا تجدهم الا في سهرات وحفلات ولقاءات فيها الرئيس او رئيس الوزراء حتي يكونوا دوما في دائره الكبار،لا احد قدم شئ لمصر بدون مقابل.. لا يوجد رجل اعمال قدم شيئا الا وحصل علي اضعافه ماديا وخدميا وإعلاميا الا الغلابه.
الغلابه قدموا حياتهم ودمائهم حبا في مصر ولم يحصلوا علي حق من حقوقهم بل شعارهم كله عند ربنا، الغلابه هم من يفترشون طرقات المستشفيات في انتظار دورهم او يعانون من تعالي طبيب استاذ عليهم او يتعاملون بشكل غير ادمي ولكنهم يحتملون بقناعة من داخلهم دي بلدنا وظروفها كده الصبر طيب، الغلابه هم من يقفون امام الوزرات او المحافظات من اجل فرصه عمل حتي تكون مصدرهم في الحياه.. الغلابه هم من يركبون المواصلات العامه ويعيشون يوم الحشر في ضيق داخلي ولكن صمت وعيونهم علي الغد. بكره احلي
الغلابه لا يملكون القوت اليومي ولا يعرفون احمد بيه او محمود بيه او محسن بيه او فوده بيه لا يعرفون الباهويه ولا الباشويه بل يعرفون الله انه فوق الكل.
الغلابه هم من في الكرنك وليس لهم علاقه بالسياسه او احنا بتوع الاتوبيس او في بيتنا رجل الاسره الوطنيه البسيطه او المواطن مصري.
الغلابه هم سكان القري والنجوع واهل السطوح والبدرون او الطبقه المنقرضه التي خطفتها الصفوه وجذبتها الي اعلي ولا تزال معلقه..
الغلابه لا يعرفون الغش ولكنهم وش،الغلابه لا يملكون المال ولا الامان ولكن يسقطوا انظمة ويغيروا انظمة بغيره وحب لمصرهم.. اما اهل الصفوه والمال والنفوذ والاعلام المتلون فهم من ينشغلون بالكفيار والسهر مع اهل القمه في مصايفهم ومصالحهم وحفلاتهم وعندما يكون هناك حدث يظهرون في كل القنوات ليعلنوا دورهم وجهودهم وتفانيهم في حب مصر دون ان يترك سيجاره او كاسه. في الإنجيل هناك قصه للمرأه ذات الفلسيين وهي سيده بسيطة ومسنه عندما فتح السيد المسيح التبرع اتجهت وقدمت فلسيين فقط في حين الاغنياء قدموا اكثر بكثير فقال لهم الحق اقول لكم ان هذه المرأه اعطت اكثر مما اعطيتم لانها قدمت كل ما تملك من اعوازاها اما انتم فمن فضلاتكم اعطيتم.. هكذا الغلابه في كل شئ يمنحون ويحبون ويضحون في صمت وصبر بعيدا عن عالم الهوي وتجار كل شئ..
نحلم بوزراء يشعرون بالآم البسطاء يسعون جاهدين لتحقيق أحلامهم البسيطة حكومة حرب نعم حكومة حرب علي الفساد والغلاء والوساطة والمحسوبية والبيروقراطية تجيد فن إدارة الأزمة وليس انتظارها والتعامل معها بسياسة “رد الفعل المتراخي”
إن الإنسان الذى يشكو من نار الأسعار وضيق لقمة العيش تحكمه معاناته ، وتصبح «أحكامه» على الواقع المعاش قاسية ومؤلمة وصادمة، وعندما يشيد سيادة الرئيس بتحمله واحتماله يصرخ داخله «إلى متى؟». ورغم أن هناك طاقة أمل عند المصريين فالخوف هو نفاد طاقة الصبر على الاحتمال وضعف شعلة الأمل.
سأجرؤ على الحديث فى نقطة ولا أظن أنها ستذهب بى وراء الشمس حملك تقيللكن البطانة بها عديد من الهواة محبي المناصب والظهور… ترمومتر رضا الشعب عن حاله الاجتماعي والمادي والصحي في تدهور… الإنجاز على طبلية الأسرة ضعيف جدا… نرجوكم سيادة الريس اتخاذ إجراءات تطمئن الشعب.. أطيب التمنيات وأرجوكم سياده الرئيس بص للمصريين بعين الشفقه والرحمه