بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب «أصحى يانايم» وجبه دسمة واجبه الإستمرار

بقلم الكاتب الصحفى والناقد مصطفى كامل سيف الدين

عدسة : سالي أشرف

لقد تخطت حياتنا اليومية التي نعيشها عتبة الفعل المسرحي، بل إنها فضاء مسرحي بالفعل، وهذا ما جعل المسرح الذي نعرفه قاصرًا على التعبير عنها الآن، لكن البعض يسيئون ذلك التعبير ويسفّهون منه أحيانًا، غير أن عرض «أصحى يانايم» الذي يخرجة المتمكن العالمى المخرج جمال المصري منذ سنه ونصف تقريبا، تجاوز ما هو موجود بخشبات مسرح الهواه، ونجح القائمون على العرض في إيجاد أشكال تعبير جديدة ليتمكنوا من حُسن التعاطي الفني مع مشاغل الناس على أرض الواقع.

كما نجحوا وبجدارة في تخطي خانة التقليد التي اعتدنا عليها في عصرنا الحالي، وقاموا بالتجريب، ذلك النمط الذي يحتاج إلى مهارات كثيرة في العمل المسرحي، وأثبتوا أنهم يمتلكون أدوات الهوية الثقافية الفنية على مستوى النّص وغيره الخاصة بالتجريب الصحيح، مراعين في ذلك اللغة العالمية الخاصة بالمسرح وأدواته المُعممة، وتمكّنهم  في العرض دون إغفال لغات الإيماء والإشارة والحركة والصوت والضوء، والفعل المسرحي الذي يفهم لغته الجميع.

ورغم أن هناك من يريدون للجمود أن يسري في أوردة الفنون المصرية بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة بأساليبهم القديمة، إلا أن هذا العرض كسر عددًا من القواعد الجامدة للمسرح بجعلهم الجمهور جزءًا من العرض نفسه من دون أن يشعروا بذلك وهم يشاهدون العرض في الوقت ذاته.

وفي مقالتى هذه، أرى أن ظهور عمل كهذا هو عودة للمسرح الهادف من جديد، بعدما أوشكنا على التسليم بموته في عصرنا الحاضر بما يقدمه آخرون من عروض لا تهدف لشيء سوى الضحك من أجل الضحك فقط. هذه العودة التي شاهدتها من خلال عرض «أصحى يانايم» تقول لنا بصوت عالٍ إن المسرح لم يمت، بل لم يتراجع، ولكنه أصبح نادرًا في عصرنا وبحاجة للظهور والاهتمام أكثر، على الرغم من كثرة من يدّعون وصله، إنها عودة لذلك المسرح الذي يفتقده الناس وقلّما يجدونه، وافتقادهم لأسئلة المسرح، تلك الأسئلة الإنسانية الكبرى التي طرحها المسرح قديمًا، ولا تزال تطرح نفسها، وستظل هكذا فهي مرتبطة بجوهر الإنسان ووجوده في هذا الكون.

ولان التمثيل بني في الأساس على الموهبة الفطرية، فلم يكن يجرؤ أحد على أن يصعد إلى مسرح ويرتجل ويقلد، أو أيضًا أن يقف أمام كاميرا ويجسد حالة .

ولذالك المخرج المبدع جمال المصرى يتحفنا دوما بأعمال وطنية رائعة  لحسه الوطنى العالي و إستطاع أن يقدم مجموعة من الشخصيات التى تفوقت على نفسها وإتقانها فى العرض المسرحي أصحى يانايم والذى أثبت بكل جدارة أن خشبه المسرح لاتقف على أحد بل يقف عليها الجميع

 

السؤال: كيف يصنع جمال  المصري من هذا العدد الكبير كل مرة فنانين حقيقيين. لاشك أنهم من الأصل موهوبون لكن لاشك أن التدريب دائما يجعل من هذه المواهب حالات رائعة من الأداء.

الفنان المبدع منير مكرم  اضاف الكثير للعرض والفنانه  مارى ميلاد التى جسدت دور مصر ببراعه وتميز وإيضا الفنان  المتمكن  ممدوح فايز وصاحب الاداء الراقي ممدوح طلعت و الرائع الفنان الذى جسد دور حابي بحرفية وتألق أيمن أمير  والفنانه الشابه مريم وجيه  ومعها الفنانه الخلوقه المبدعه التى تجيد كافه الادوار رانيا سمير  ومن الشباب  الصاعد الواعد المتكمن محمود نبيل والفنان الشاب محمود عاشور والفنان الشاب كيرلس بهاء وصاحب الاداء القوى الفنان الشاب إبراهيم عبدالمنعم والمتميزة الفنانه الشابه إسلام الدسوقى صاحبه الاحساس الصادق على خشبه المسرح والواعده الفنانه الشابه  إنجى ويليم والفنانه الشابه مارينا رؤوف  والمتمكن الفنان رجب الشاعر، والرائعان مدحت غالي و مصطفي بسيوني والفنانه الشابه إنجى وليم والفنان الشاب استيفين مكرم  والفنانه الشابة ناردين عادل والفنانه المتألقة دوما ماريان مجدي،والمطرب احمد مانو صاحب الصوت العذب  والمبدعه ايرينى الفي ونجم التنوره محمد نور، والمكياج للمبدع جينوو والمخرج المنفذ رامي جمال، والمنسق العام روماني عدلي

والذى يتحفنا دوما المؤلف والسيناريست مدحت عوض  بصياغة العمل المسرحي دراميا لما يتمتع به من  موهبة وثقافة ورؤية يصوغ عملا مسرحيا وطنينا لا يمكن أن تمل منه. حتي لو كانت المشاهد المتتالية لا تنبت من بعضها لكنها تنبت من رؤية للواقع والحياة وتستشرف أحيانا المستقبل 

 

فوجئت وبكل أمانة بالعرض الذى اقل مايوصف بأنه ناجح، خصوصاً في بعض التفاصيل الصغيرة التى لم اكن اعتقد أن اسرة المسرحية ستفطن اليها، بداية بالديكور  ونهاية بحركات الربط مابين الشخوص داخل القالب الدرامي، أما الفكرة العامة للمسرحية فهي تستحق الاشادة والتصفيق، خصوصاً (الحبكة) التى إمتازت بها، حيث تناقلت مشاهدها بسلالة وتناغم بحيث لايمكنك إزاحة ناظريك من خشبة المسرح، وهذا سبب رئيسي لنجاح اي عمل ابداعي، حيث تمثل المتابعة بشغف جزءاً اساسياً لقياس مدى جودة الاعمال الابداعية بمختلف ضروبها.

مالفت نظري خلال المسرحية هو تدفق الموهبة الهائلة من اولئك الدراميين، وفي مقدمتهم افراد فريق الصخرة (منير مكرم ،مارى ميلاد ،أيمن أمير،إسلام الدسوقى، محمود عاشور ،إبراهيم عبدالمنعم ،إنجى ويليام ،رانيا سمير) تلك المجموعه ضاجه بالروعة والتلقائية  هؤلاء الذين استطاعوا منح المسرحية ابعاداً من الروعة والتأنق، إلى جانب بقية الكوكبة الفريدة، وأخص هنا الممثل ممدوح طلعت والذى وبكل أمانة ادهشنا لحد بعيد وهو يقوم بتجسيد دور (الغريب) بصورة ابداعية تمكن فيها من ابراز الكثير من مواهبه المدفونة والتى نجحت «أصحى يا نايم» في ابرازها ووضعها ضمن دائرة الضؤ.

 

لقد نجح المخرج جمال المصري في تقديم رؤيته ببساطة وابتعدت عن التكلف، واستحقت الإشادة من جميع الحضور، الذين اثنوا عليه ، معتبرين ان هذه الخطوة اثراء للحركة المسرحية المصريه الوطنية وتجربة يستفيد منها شباب المسرح أصحى يا نايم عرض يستحق المشاهدة أكثر من 13مرة  كما يستحق الدعم حتى يستفاد منه منتجو السينما فى مصر ليتعرفوا على كيفية تقديم عمل يحمل بين طياته الكثير من الإبهار والتشويق والوطنية.

قدم هذا النص برؤية واعية مجموعة من الممثلين الشباب الذين اتنبأ لهم بمستقبل مشرق يدل علي وعي الجيل القادم ويؤكد ان مصر ولادة،‏ فهم الذين سينتشلون المسرح المصري من عثرته قادهم بحرفية عالية مخرج واع بدور الكلمة في المسرح،‏ متمكن من ادواته الفنية متحكما في ايقاع العرض الذي لم يفلت منه قيد انملة‏,‏، ساعده في ذلك مجموعة الممثلين الذين كانوا نجوما‏، ادوا ادوارم ببراعة.

شكراً اسرة (الصخرة) على هذا العرض الباذخ الجمال، وشكراً للمخرج جمال المصرى على تماسك العرض، شكراً لكم جميعاً وانتم تعيدوننا لزمان المسرح الجميل، شكراً لكم وانتم توقدون في دواخلنا شمعة الامل في مستقبل اخضر لدرامتنا المصرية ولمسارح الدولة

شكرا الفنان منير مكرم الذي تميز بالاحساس الصادق وتنوعه فى الادوار التي يقدمها والذى لم يغب ايضا عن المشهد السياسي طوال فترة الثورة حيث شارك في مختلف الفعاليات .

شكرا لكل الفنانين دون أستثناء أحد لانهم بكل أمانه  أبدعوا فى هذالليلة ال 13 وأجادوا أدوراهم باحترافية وتميز  لعرض يستحق المشاهدة أكثر من مرة لانه  عرض المتميز الذي توافرت فيه كل عناصر النجاح والتميز‏ 

أتمني لكم مزيدا من المغامرة والنجاح وإلي مزيد من التقدم في عالم المسرح الجميل الصعب في حياتنا الآن.وكل حبي مصطفى كامل

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى