عامر مأمون …. يكتب صوت الضمير
بقلم الكاتب الصحفى عامر مأمون
البشر كيان إنسانى مكون من آلات تحركه. وإن كانت تلك الآلات التى تتحكم فيه هى أدواته الأساسية التى لابد أن يستخدمها فى أموره الحياتية ليكون دائما يقظا.
وإن كانت قوته الإيمانية تكون بالأمر الهام فى صحوة داخله وشعوره بمدى خطورة أى أمر كان.. وإن كانت تلك الآلات هى صوت ضميره.
فطبيعة البشر تختلف عن الآخر من حيث صحوة الضمير عندهم بعلوه أو فقدانه.. فمثلا هناك أناس من البشر يتخلل صفاتهم القيم الأخلاقية والمبادئ التى لا يستطيع أن تتأثر بأى من المغريات خصوصا فيما يتعلق بأمور يحملها الصواب أو الخطأ فيتعرض بذلك لكثير من المشاق والمتاعب والصعاب لمجرد أن تتعارض الأشياء مع قيمه الأخلاقية فيراد بذلك أن تتفق أفعاله مع قيمه لتحقيق التوازن النفسى عنده.
وهناك ناس آخرون من سمات أخلاقهم التكبر والانخراط فى الظلمات فتعلو فيهم صفات الأنا وعدم الشعور بمن حوله واللامبالاة فينعدم الضمير، فلا مجال عندهم لقيم أو أخلاق، كأنهم أشباه أحجار صماء فى صورة بشرية مشوه سعيا وراء كسب المال بأى طريقة دون مراعاة الحق تبارك وتعالى من أن ما يفعلونه يخالف أوامره ونواهيه.
ولكننا نتساءل: صوت الضمير موجود عندنا أم لا؟
ولكننا نقول إن أداة الحس والوعى هو صوت ضميرك ولكن لا يتحقق إلا بقوة إيمانك بالله تبارك وتعالى والخوف منه حتى ينبثق بداخك النور الذى يحركه نحو الصواب، فالعزيمة والبعد ما يجعل قلبك محجوبا عن هذا النور والشعور بالأنانية وعدم الاعتبار للغير والانغراق فى بحور من الظلمات، هذا كاف ليشعرك بإنسانيتك وفطرتك الفطنة لتكون صاحب ضمير يقظ.
وإن كان الضمير عنصرا مهما قد ذكر تحديدا فى الإسلام بدليل قول سيد المرسلين لوابصة ابن معبد “سأل رسول الله عن البر والإثم فقال يا وابصة استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك فى القلب وتردد فى الصدر وإن أفتاك المفتون”.
فى الختام نقول: هذا هو الضمير يا سادة الذى يتخلله الشفافية ليحجب تلك الظلمات الكائنة داخلك، ويفتح أبواب الحياة ليجعلها صالحة مطمئنة.