مقالات

رولا خرسا …. تكتب المتسلق

أذكر مرة أنى اشتكيت لرئيس رئيستى من رئيستى فى الشغل بأنها كلما رأتنى ادتنى كلمتين فى عضمى دون سبب.

كنت لا أزال فى بداية عملى لم أكتسب أى خبرة فى الحياة (وحتى الْيَوْمَ أعتبر أن خبراتى أقل كثيرا مما فى الحياة) وكانت مديرتى وقتها دوما تعاتبنى بسخرية: “الهانم شرفت؟ الوحيدة اللى مش بتكلف خاطرها تيجى تصبح وتمسى”.

ولأننى كنت (ولا أزال، أعترف) ساذجة جدا، سألت مديرتى وقتها: “هو أنا ليه لازم أسلم ما دام مفيش شغل نتكلم فيه؟”

ويبدو أن هذه العبارة استفزتها أكثر فصرخت بنرفزة شديدة “يا بنتى انتى فاكرة نفسك مين؟ انتى مش متعينة دا أنا بجرة قلم أمشيكى”.. وخرجت أبكى بحرقة لا أفهم غلطتى التى دفعتها لتقول هذا لى ولا سبب لومها المستمر لى على أمور لا علاقة لها بالعمل، وأخذتنى الحماسة وقلت (بسذاجة أكبر) “أنا ماعملتش حاجة حروح أحكى لمديرها”، ورحت لآخذ درس عمرى.

الحقيقة الرجل كان مهذبا ولطيفا، خدنى على قد عقلى وأنا بعيط وبقول “أنا ماعملتش حاجة عشان تزعق لى هى كدة” وأعطانى منديل كلينكس واستنى حتى هدأت تماما ثم قال لى: “مفيش مدير بيحب الموظف اللى دمه تقيل”. نزلت على الجملة زى مياه متلجة فى عز أمشير.. دمه تقيل؟؟ هو أنا دمى تقيل؟ لازم أقول نكت عشان أعجب؟ طب وشغلى؟؟

واستطرد مدير المديرة عندما رأى فمى المفتوح من الدهشة واللى دلدل لغاية رجلى، “المدير يحب اللى كل شوية يعدى عليه يقول له كلام حلو، يا بنتى اسمعى كلامى أنا بجيب لك من الآخر”.

وخرجت من عنده وأنا فى سؤال وجودى محير: “هو كان بيتكلم جد ولا بيهزر؟” ومرت سنوات لأكتشف أنه كان يتكلم جد الجد، المديرون يحبون الذى يقول لهم “حضرتك أحسن مدير فى العالم” أو “دا حضرتك ما حصلتش”، باشا والله باشا” أو “انت اخترعت الذرة” وكده.

ومع اكتساب الخبرات فى الحياة اكتشفت أنه لذا وجدت فى الكون صفات معينة وبشر معينين مثل المتسلقين، وعشان تعرفه وتطلعه حتلاقيه كده قاعد ساكت وما يفتحش فمه غير عشان يمجد المدير الذى يقطع علاقته به فور أن يترك وظيفته، وتجده فى وقت قياسى لضم مع المدير اللى بعده واللى بعده حتى يصبح هو نفسه مديرا فى يوم من الأيام.

المهم فى النهاية.. هل مع مرور السنوات أنا تغيرت؟ قليلا.. يعنى أصبحت أكثر قدرة على تمييز المدير اللى بيحب المديح قوى والمدير الذى يحب المديح قليلا.. هل أذهب لأصبح وأمسى؟ لا ولن.

والله لا عشان هانم ولا شايفة نفسى، لو وجدت علاقة إنسانية طبيعية مع مديرى حيبقى دمى خفيف وممكن كمان أحكى نكت، ولو العلاقة عمل فقط حيشوف شغل وبس، ودا تقل دم طبعا، لماذا لا أتغير؟ ببساطة لأن الكون مش ناقص منافقين جدد.. ما لا تشعر به لا تقوم به، والرزق على الله.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى