مقالات

د. هند جاد..على الهواء مباشرة.. التطور لن يرحم أحداً

«السباق على 5G يجب أن تفوز به الولايات المتحدة الأمريكية.. شبكات 5G يجب أن تكون آمنة وقوية وأن تكون محصنة من الأعداء. ونحن لدينا أعداء فى الخارج وهم خطر».. هكذا قال الرئيس السابق دونالد ترامب، ولكن من يقصد بالأعداء؟ وما هو الخطر الذى يوحى وكأنها حرب الـ5G.
الإجابة على أسئلة ترامب ستحدد من الذى سيتمكن من قيادة العالم.. رغم ما تحمله من إشارة واضحة لفوز الولايات المتحدة الأمريكية.
يتفق الجميع أن الـ5G هى المستقبل الذى يجب أن يصل إليه الجميع، وأن المتحكمين بها سيعرفون عن الآخرين كل شىء بضغطة زر!. هذه الضغطة التى صرفت عليها الصين مئات المليارات من الدولارات حتى تمكنت من أن تصبح ضمن رواد هذه الصناعة. واستيقظ الغرب متأخرًا على مارد صينى فى عالم الإنترنت.. بعد أن احتلت مكانتها المتقدمة كمارد اقتصادى عملاق.
سارع ترامب بإعلان الحرب على شركة هواوى Huawei، ثم سرعان ما انتشرت جائحة كورونا التى أثرت على اقتصاد العالم. وبهدوء شديد، تشكل تحالف غربى من 30 شركة حول العالم لخوض السباق أو الحرب.. إن صح التعبير!. وجميعها فى مواجهة شركتين صينيتين فقط.
هذا السباق خطر جدًا على مستخدميه، لأنه سيجعلهم مكشوفين فى أدق تفاصيلهم. ولكنه ميزة لتلك الشركات التى ستستطيع رصد مكونات آخر قطعة بيتزا قمت بشرائها، وإلى حركة آخر بارجة حربية أعالى البحار.. والبداية هى موبايلك الشخصى الذى يلازمك ليلًا ونهارًا للتسجيل المستمر والتلصص الخفى عليك من خلال هذا الكم من التطبيقات الذى نستخدمه، سواء فى اللعب أو البحث أو التخزين.
إنها حقبة ما بعد الموبايل.. حياتنا اختلفت بسبب ثورة الإنترنت المعلوماتية، وسوف تتغير أكثر بسبب الميتافيرس.. الذى سيؤثر فى الواقع اليومى للإنسان.. بالتداخل والتشابك مع عالمه الافتراضى. من خلال الميتافيرس ستكون حواس الإنسان على اتصال بالعالم من خلال العالم الافتراضى كنوع من أنواع الخيال العلمى.
إنها مرحلة جديدة للترويج لـ«ألدستوبية» التى هى تعبير عن المدينة الفاسدة التى تسودها الفوضى والشر المطلق، وهى عكس «اليوتوبيا». وتعتبر رواية 1984 لجوروج أورويل من أكثر الروايات التى عبرت عنها.
ومؤخرًا الفيسبوك قام بالعديد من التحالفات للاستحواذ على الشركات الخاصة بتقنية 5G كحقبة جديدة مختلفة بين الحقيقة والخيال من خلال أجهزة المحاكاة بالإحساس فى العالم الافتراضى لواقع معزز من تقنيات الميتافيرس. والتى تعمل على نقل الحياة الواقعية والحقيقية إلى الواقع الافتراضى، والذى سينتج عنه اقتصاد كبير وتحديات جديدة للاقتصاد والعالم.
وسيعتمد تمامًا على قيمة المحتوى الذى سينتجه المستخدمون لتحديد أنماط الحياة، وفى مقدمتها مجالات الاستهلاك لتحقيق المزيد من الأرباح والسيطرة الاقتصادية التى أصبحت أهم كثيرًا من السيطرة العسكرية. وهو ما يتطلب تكاتف الشركات الوطنية لمواجهة الحرب الأقوى بدون جيوش نظامية.
تطور الميتافيرس يعتمد على تطور التقنيات الحديثة المتزامنة مع الثورة الصناعية الرابعة من خلال العوالم الافتراضية الجديدة. والتى ستصنع عالمًا جديدًا متكاملًا بكل صفاته بوسائل دفع وعملات إلكترونية جديدة ستكون متاحة للجميع.. مثلما ستكون سلوكيات المستخدمين على مسمع ومرأى لأصحاب شركات الـ5G.
ستظهر جرائم جديدة فى العالم الافتراضى، جرائم تحتاج إلى قوانين وشرطة مختلفة.. فالتطور والتكنولوجيا لن يرحما أحدًا، ولن يستطيع أحد إيقافها.
دائمًا ما نقول إن الأقوى فى العالم على مر التاريخ هو من يمتلك معلومات أكثر. ولكن الأقوى فى عصرنا هو جامع البيانات الأكبر والممسك بعصب الـBig Data.. هكذا سيدور الصراع العالمى على الجيل الخامس من الإنترنت الـ5G.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى