د.آمال إبراهيم …. تكتب تعرف علي فوائد التربيه الايجابيه لطفلك
بقلم الدكتورة آمال إبراهيم
كثير من الآباء يتخوفون من الأوضاع الحالية في كل أنحاء العالم من تفشي الجريمة والعنف وفقدان براءة الأطفال. أصبح الأطفال هذه الأيام أكثر ذكاء، ومع التطور التكنولوجي في كافه المجالات وقدرتهم علي التعامل والوصول للمعلومات
بأنفسهم في سن مبكرة زادت
صعوبه مهمة الآباء لتربية أبناء يتحلون بمكارم الأخلاق من نزاهة وتهذيب وأمانة، وزرع كل القيم الفاضلة التي يتمنون أن تكون لدي أبنائهم، فقد اجري العلماء لعدة عقود العديد من البحوث أدت إلي وضع مبادئ التعامل مع الابناء
المعروف باسم
“التربية الإيجابية”.
التربيه الايجابيه
تهتم بعده مهارات التأثير في الحياه والقدرة علي التحكم في النفس فهم مشاعر الشخصيه كما تحث علي كل ماينمي المشاعر الايجابيه
وتجنب المشاعر السلبيه ونبدا بعرض اهم النقاط
الاحترام المتبادل
وتتلخص مبادئ الاحترام المتبادل بين الآباء وأبنائهم على الموازنة بين نموذج الحزم واللطف، فالحزم يكون باحترام الكبار واحترام متطلبات الموقف واللطف يكون باحترام الطفل واحتياجاته. إن الأطفال يرتاحون أكثر في البيئة التي تحكمها قوانين أو مبادئ واضحة يحترمها الجميع، إن القوانين يجب أن يشارك في وضعها الأطفال كما يجب أن تطبق على الكبار كما الأطفال وهذا يصنع احتراما متبادلا وثقة كبيرة في الأبوين، ويجنبك الكثير من الجدل والغضب الناتج عن الحزم في المواقف الصعبة.
أيضًا من أهم مسببات الاحترام ثقافة الاعتذار من الأبوين عند الخطأ، فهي تؤكد للطفل أنه طرف فاعل في المعادلة لا مجرد مفعول به، وتشعر الطفل بأنك إنسان مثله يخطئ ويصيب مما يجعله يحاول إصلاح أخطائه بطريقة فاعلة بدلا من الحلول الإرضائية، فقط عامل طفلك بلطف وكن مقرا لمشاعره ولكن بحزم فيما يتوافق مع مصلحته ومصلحة الأسرة والقوانين الخاصة بها، إن أهم ما يوضح هذا المبدأ كان تقول مقولة : «أنا أحبك، ولكن لا» وهذا ردا على رغبة الطفل في فعل تصرف لا يناسب المصلحة العامة.
2. فهم عالم الطفل
إن طفل الثانية من العمر ليس عنيدا ولكنه يبحث عن الاستقلال ، وطفل التسعة أشهر ليس فوضويا ولكنه يرضي شغفه لاستكشاف ما حوله ، وطفل الرابعة ليس كاذبا ولكنها مرحلة الخيال ! إن الثقافة التربوية هي التي ترشدك لتلك المعلومات ،إن معرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية تجنبك الكثير من الصدامات مع الطفل الذي يمر بمراحل نمو حساسة لها متطلبات محددة قد يسيء فهمها الوالدان نظرا لنقص معلوماتهما حولها.
فعلى سبيل المثال الطفل في العام الأول من حياته يبحث عن الثقة والأمان ، فكلما ألصقته الأم بها في الشهور الأولى من عمره ، كلما كان أقدر على الاستقلال عنها بعد ذلك لأن الاستقلال سينبع من ركيزة قوية يشعر بها وهي الأمان، وهذا بالطبع على عكس ما قد يعتقده البعض خطأ في عدم حمل الطفل الدارج والاستجابة السريعة له عند البكاء حتى لا يعتاد ذلك.
3. الإنصات الفعال ومهارات حل المشكلات
التعاطف مع الطفل هو من أهم مبادئ التربية الإيجابية، وهو ما تسميه أحيانا «التواصل قبل التصحيح»، إن هذا التواصل له قواعد منها الاستماع الجيد وإظهار التعاطف بتعبيرات الوجه ونبرات الصوت ومشاركة الطفل مشاعره وأفكاره عند الحاجة، وعدم إصدار الأحكام ، وتوصيف مشاعره ومساعدته في فهمها مما يجعله يستطيع التعامل معها لاحقا ، مثل: «يبدو أنك شعرت بالظلم!».
كما أنه من المفيد مساعدة الطفل على إيجاد حلول تنبع من نفسه لا من والديه ، وذلك بطريقة الأسئلة لا بطريقة التوجيه المباشر ، كأن تقول: «هل ترى أن الغضب حل مشكلتك؟ كيف تحب أن تواجه تلك المشكلة في المرة القادمة؟»، إن مثل هذه الأسئلة تجعل الطفل يدرك أبعاد الموقف وأحقيته في مشاعره مما يجعل من السهل عليه إيجاد حلول لما يواجهه من مشكلات بمفرده لاحقًا.
4. التشجيع بدلا من المدح
إن التشجيع هو أحد وسائل التهذيب القيمة جدا، والمقصود بالتشجيع هنا هو تشجيع الفعل الحسن لا مدح الطفل ، كأن تقول: «لقد أصبحت ماهرا في حل هذه المسألة»، لا أن تقول: «أنت عبقري!» إن الاكتفاء بإصدار تعبيرات التفهم، مثل: «مممم، أرى أنك منهمك في عملك»، تؤدي على المدى البعيد آثارا أفضل بكثير من مدح الطفل المستمر بصفات غير ملازمة له.
سيؤدي ذلك إلى مشكلة كبيرة تتلخص في أن الطفل سيبحث دائما عن حافز خارجي لفعل التصرف الصحيح، وستكبر هذه المشكلة معه مما يجعله شخصا يعتمد على غيره حتى يشعر بالرضا النفسي والإنجاز، وقد ينتج عنه شخص منافق يسعى لإرضاء غيره بفعل مالا يقتنع به. أما مدح الفعل فإنه يشجع الطفل على تعلم المزيد وهو يشعر بثقة في نفسه وقدرة على الإنجاز ، ومن مشاكل المدح أيضا أن توقفك عنه و قيامك بالذم وقت الفعل الخاطئ يوصل شعورا للطفل بأن حبك له مشروط بإنجاز الفعل الصحيح، مما يشعره بعدم الأمان في علاقته معك.
5. فهم الاعتقاد خلف السلوك
إن لكل سلوك ظاهري للطفل (خاصة السلوكيات السيئة) أفكار داخلية راسخة نشأ عنها هذا السلوك ، فمثلا رد الفعل الغاضب الدائم من الطفل – الذي قد يبدو انتقاما – قد يكون سببه الشعور بالإحباط الناتج عن انتقاد الطفل الدائم من الأبوين ، هذه الرغبة في إظهار شخصية قوية قد تخبئ خلفها شخصية هشة ضعيفة لا تشعر بالأمان.
إن التربية الإيجابية تحث على تغيير المعتقدات بدلا من التركيز على تغيير السلوك الظاهري لكي لا يكون التغيير مؤقتا قبل أن يعود السلوك للظهور، فاختيار الحلول الفعّالة على المدى البعيد يثمر عنه تغيير المعتقدات ومن ثم تغيير السلوكيات الخاطئة واستبدالها بسلوكيات أفضل، فنوبات الغضب مثلا هي سلوك سلبي ينتج عن طفل يشعر بالإحباط، قد يكون الحل الفاعل على المدى القريب هو أن تعطيه كل ما يريد – أي أن تقوم برشوته- حتى يهدأ، وحينها سيتكرر الفعل دائما طلبا للمزيد، بينما الحل الفاعل على المدى البعيد هو أن تخبره بأنك تقر مشاعره ورغبته في الفعل ولكنك لا تستطيع الاستجابة له الآن حتى يهدأ أو تتغير الظروف، وحينها سيتعلم السيطرة على رغباته وتهدئة نفسه بنفسه.