صحه و طب

البرد الشديد يهدد الصحة النفسية للمسنين

تقدم العمر من المراحل الطبيعية، التى يمر بها الإنسان، لكن التعرض لبعض العوامل البيئية، قد يصيب المسنين بالعديد من المشاكل الصحية، خاصة فى فصل الشتاء وخلال هذا الجو القارس ويعتبر شهر يناير وأوائل فبراير من الأيام الأشد بردًا فى مصر، ويطلق عليه المصريون اسم شهر طوبة وفیه یشتد البرد وعن شدة برده، یقول المصریون طوبة یخلى العجوزة كركوبة.

ويقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان والرئيس السابق للاتحاد العالمى للصحة النفسية أن المُسنّين يقعون فريسة الاكتئاب الموسمى الذى يحدث خلال فصلى الخريف وتتمثل أعراض الاكتئاب فى سوء الحالة المزاجية والشعور بالتعب والحزن كما تظهر أعراضه فى صورة عدم الاهتمام بأى شىء فى الحياة وعدم الاستمتاع بأى شىء وصعوبة التفكير والتركيز وصعوبة أخذ القرارات وعدم الثقة بالنفس وعدم احترامها المعاناة من صعوبات فى النوم والشعور الدائم بالتعب والشعور بالاكتئاب واليأس معظم الوقت والأفكار الانتحارية وقد تشمل الشك فى الآخرين والانفعالات الحادة والغياب عن العمل.

ويؤكد الدكتور أحمد أبوالعزايم: أظهرت الأبحاث أن قصر النهار وقلة أشعة الشمس بسبب الغيوم، التى تغطى السماء يؤديان إلى خلل عمل الساعة البيولوجية الخاصة بهم وهذا الانخفاض فى ضوء الشمس قد يعطل ساعة الجسم الداخلية ويؤدى إلى مشاعر الاكتئاب. وانخفاض ضوء الشمس يمكن أن يسبب انخفاضاً فى السيروتونين التى قد تؤدى إلى الاكتئاب، وهى مادة كيميائية فى الدماغ التى تؤثر على المزاج، وقد تلعب دوراً فى ظهور أعراض الاكتئاب الموسمى. وكما تنخفض مستويات هرمون الميلاتونين مع انخفاض أشعة الشمس، وينتج عن ذلك تعطل التوازن فى مستوى الجسم من الميلاتونين الذى يلعب دورًا فى أنماط النوم والمزاج.

كما أن قدرة الجلد على امتصاص أشعة الشمس تتدهور مع التقدم فى العمر، ما يرفع من خطر إصابة المُسنّين بنقص فيتامين «د» وهو من العناصر الغذائيّة الأساسيّة لجسم الإنسان، لأن له عدة وظائف فى الجسم، منها وظائف فسيولوجيّة ترتبط مع أعراض الاكتئاب واضطراباته،

حيث يلعب هذا الفيتامين دورًا مهمًا فى نمو خلايا المخ، كما توجد له مستقبلاتٌ فى أماكن مختلفة من الدماغ، حيث تتلقى هذه المستقبلات إشاراتٍ كيميائيّة توجه خلايا معينة للتصرف بطرق معيّنة، وبالتالى فإن نقصه يسبب خللًاً فى عمل هذه المستقبلات، ولهذا تم ربط نقص فيتامين د مع الكثير من الأمراض العقليّة ذلك أن فيتامين (د) له تأثيرٌ على كميات السيراتونين وهو هرمون السعادة، الذى يسبب انخفاض نسبته حزنًا ويزيد ارتفاعه من الشعور بالسعادة، خاصة أن أغلب أدوية الاكتئاب تزيد نسبة الأمينات الأحاديّة.

ويضيف الدكتور أحمد أبوالعزايم أن خطورة تعرض كبار السن لبرودة الجو فى فصل الشتاء هى من العوامل الأكثر خطورة التى تجعلهم أكثر عرضة لانخفاض درجة حرارة الجسم بشكل أكبر من الشباب، مشيرًا إلى أن انخفاض درجة حرارة جسم المسن إلى أقل من 35 درجة مئوية من الممكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، مثل نزلات البرد والنزلات الشعبية والالتهاب الرئوى التى تتطلب مضادات حيوية تؤدى فى كثير الحالات إلى الاكتئاب وفقد الشهية وتزيد الإصابة بالنوبات القلبية وتلف الكبد، وبالنسبة لكبار السن الذين يعانون بعض الأمراض الصحية، كالسكر والتهاب المفاصل ومشاكل فى الدورة الدموية أو الغدة الدرقية ويكون لديهم صعوبة فى بقاء أجسامهم دافئة ويزداد تعرضهم لانخفاض درجة حرارة الجسم بشكل أكبر ويكونون أكثر عرضة لحدوث مشاكل صحية فى حالة عدم الاهتمام بالتدفئة.

لذلك يجب استشارة الطبيب النفسى لوصف مضادات للاكتئاب لعلاج الحالة وهى عديدة، وتأخذ عادة قرص يوميًا لمدة شهر ويجب بداية العلاج مبكرًا لمنع التدهور الصحى للمسنين كذلك يجب التعرض للشمس وفى بعض الأحيان فى دول القطب الشمالى والجنوبى يحتاج المريض للعلاج الضوئى باستخدام جهاز خاص (جهاز العلاج الضوئى قوة ألف وات لوكس أبيض) مع عدم إهمال الأكل، كما ينبغى إمداد الجسم بالأطعمة الغنية بالسعرات خاصة فيتامين «د»، مثل منتجات الحليب والأسماك البحرية، والسلمون والحمص والبطاطا والسحلب والكرنب وشوربة العدس والقلقاس.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى