بقلم : نهال علام نائب رئيس مجلس الإدارة
لم يوثِق ما حَدَث علي مَرّ الزمان إلا الحكايات ،نقلتنا بالزمن لكل زمنٍ وزمن ، قصص وروايات ، موثقات أو خزعبلات في النهاية هي من المؤثرات!
الحِكاية رسول العصور ، والحمام الزاجل بينَ الأيامِ والشهور ، لتنقِل بينَ السنين ما يُفترَض أن نكون له ذاكرين،شاكرين أم ناكرين ! لكن للأثر يجب أن نكون نابهين!
حكايات عن الخَلق والخالِق والخليقة ،سعي الإنسان ليعرفها بالسليقة !
ففطرة الفضول أبن آدم عليها مفتور ، يَلْهَث ليعلَم ويكافِح ليبدو كمن لم يعلمْ!
فالعِلْم نور ولكن تظل الحكاية الأكثر مبيعاً عن ما يَحْدُث في القبور !
ففي الظلام وبعيداً عن أعين الناس ، تروي الحِكايات التي تتلمسها النفس بالأساس!
حكايات كالفراشات تُطلق لتملأ الفراغات التي صنعتها الرصاصات ! فإذا أردت أن تبحث عن الفِكرة إبحث عن فاقدي الحِكمة ، لتغزل بقُصاصات الفِطنة تراث تستطيع أن تتركه لبكرة!
وسيظَل أَجْمَل الْقَصَص ، قِصص النساء !إستمع لها بأذني قلبك ، وأنظر لها بعيني عَقلك لتجد ما يفطِر راحتك!
آه من النساء ألا يستسلمن ! وبالحُب ألم يكفُرن ! وعلي خذلان الرجال لم يعتَدن ! ومازلن علي سرد الحِكم يصرِرن! ولثرثراتِهن يحافِظن! وعلي قلوبهِن لا يحرِصن! ولدموعِهن لا يكتِمن ! ولضحكاتِهن يُفكرن! و بحُزنهِن يُجاهِرن!
أعين النساء حائرة، أرواحهن تائهة ، علي شفاههن كلمات مُبعثرة ، وفِي قلوبهن جراح غائرة! النساء يرقُصن حافيات القدمين علي جثث ذكرياتهن أمام مرآة أعمارهِن التي تختالُ فيها أطياف ضحكاتهِن!
الحُب عند المرأة طاقة نورانية ، و لتِلك الطاقة حِكْمَة! وما الدُّنْيَا إلا بينَ جِناح حِكمتين ، أحدهما روَّت والأخري لم تجد من يقوي علي روايتها، ولذا سنظَل ندور في فلكِ الحكمة الناقصة ، علي مدار كُل الأيام الفاصلة بيننا وبينَ الحكايات الناقصة!
وما أكثرها! فالكمال لله وحدُه، مهما نَصْر عبده وترَفَق بأمته، لكنها حكمة الحياة ، التضاد الذي يوضح المعني ويقويه، فالأبيض يبدو أكثر نقاءً بجوار الأسود ، والليل أكثر بهاءً بعدَ النهار، لم نعرِّف قيمة الحياة إلا عندما شهِدنا الموت، وما قَدَّرنْا نعمة الصحة إلا بعد أن خُضنا أقدارِنا مع المرض!
يكمن جمال الكون أنه يُبروز النقص بجنون ، لتتكامل الصورة ،كم نَحْنُ مدينين للنواقِص من الأمور فهي ما تجعلنا نتحمّل مشقة العبور لبواطِن الأمور، تلك التفاصيل التي تَسْكُن فيها الشياطين! وترقبَها الملائكة لتتلو صلوات الصَبر حول الأسوار الشائكة!
تعددت الحكايات والحُب وَاحِد ، والعهد ضائع ، والغدر قادِر والنسيان مُر والأنسان ولد ليكون حُر !
يُقدِّم حريته قرابيناً لقلبِه فيخذله ، يحترمُ قرارات عقلُه فيعزلُه! وتأتي الحكايات شاهد عيان لزمن فات وعمر آت وأحلام لا تنتهي بالتبات تشق طريق لا تخطئه كنبتة في قلوب البنات!
