مصطفى كامل سيف الدين…. يكتب ماتيجى نشحت
ولكن ما يبدو أنها عادة رمضانية أن يطل عدد من المشاهير في إعلانات تحث الجمهور على التبرع للجمعيات الخيرية والمحتاجين في القرى، لكنه على النحو يستفز المشاهدين، الذين ينتقدون عبر مواقع السوشيال ميديا جدوى مشاركة فنان لحثهم على التبرع لمساعدة شخص بمئات الجنيهات بينما بمقدور الفنان أن يساعده.
وانا كمواطن المفروض انى اتبرع بفلوسى لمستشفى السرطان ،ومستشفي ٥٠٠٥٠٠ ، وقلب مجدى يعقوب ، والحروق علشان شكلنا الوحش
وبخصوص إعلانات التبرعات اللي تقريبا بتغطي ٨٠٪ من المساحة الاعلانية في رمضان عندي كام سؤال بجد شاغلني:
١- ايه هي تكلفة الاعلانات دي و مين اللي بيتحملها و خاصة انها بتتفوق في عدد مرات اذاعتها عن منتجات بتكسب عشرات أو مئات الملايين من ورا حملات الدعاية بتاعتها.
٢- هل تكلفة الانتاج بيتبرع بيها فريق العمل من باب ان دي حملة إنسانية.
٣- هل وكالة الاعلان اللي بتنفذ الاعلان ما بتتقاضاش أجرها من الجهات دي من باب انها حملة إنسانية، و لا ده بالنسبه لهم موسم السبوبة و جزء كبير من تورتة الاعلانات.
٤- هل القنوات بتذيع الاعلانات دي بدون مقابل لنفس السبب، من الاخر كام %100 من اموال التبرعات بيروح للمرضي.
٥- هل يعتقد القائمون علي الاعلانات دي انهم بيستخدموا أفكار تشجع الناس علي التبرع، و لا أصبحت اعلانات مرفوضة من أغلب الشعب المصري.
٦- هل الطبيعي في دولة الأسعار فيها لا تتناسب مع الدخول و الضرايب مرتفعة الي حد ما، و أغلب شعبها من المسلمين يعني مفروض عليهم الزكاة، ده غير ان ٩٠٪ من الشعب يا اما تحت خط الفقر يا اما من الطبقة المتوسطة اللي يدوب عايشين عيشة شبه كريمة، هل الطبيعي انه يبقي مطلوب من الناس التبرع لمعاهد السرطان و الكلي و القلب و كل الأمراض و العشوائيات و بنوك الطعام و الملابس لأ و كمان للجامعات العلمية و صندوق دعم الاقتصاد.
٧- و إذا كان المستهدف ال ١٠٠٪ القادرة علي التبرع هل اعلانات التلفزيون اللي بتدخل كل بيت هي الوسيلة الصحيحة للم التبرعات دي.
٨- هل الاعلانات دي في صالح الدولة كدولة، و تخلي أي مصري يحس إنه في دولة محترمة بيقول دستورها ان الدولة بتكفل لكل مصري المسكن و المأكل و التعليم و العلاج.
٩- هل الديكورات الخارجية لبعض المستشفيات و اللي بتشبه لحد كبير الفنادق الخمس نجوم ضرورة لعلاج المرضي.
١٠- الأهم من ده كله، هل الاعلانات دي بتراعي مشاعر المرضي أنفسهم، يعني لما مريض بالسرطان – ربنا يشفيه و يعفو عنه – يشوف اعلان بيقول ان فلان بيشتغل ليل و نهار عشان يسيب فلوس لعياله بعد ما يموت لأن السرطان يعني الموت المحقق، و لما والد و والدة طفل عنده مشاكل في القلب يشوف اعلان الأم ما بتنزلش عينها عن ابنها لأنها عارفة إنه هيموت في أي لحظة، هل الاعلانات دي اعلانات آدمية لأصحاب المشكلة و ما بتقتلهمش معنويا و صحيا في كل لحظة بيشوفوا فيها الاعلان.
التكافل الاجتماعي ضرورة و مظهر من مظاهر التحضر، و واجب اللي معاه انه يدي اللي ما معهوش حتي لو بيدفع ضرايبه و زكاته، الصدقة مع مختلف مسماها من دين لآخر حاجة بتشجع عليها كل الأديان، بس السؤال هل الوسيلة دي وسيلة صحيحة و لا فيه وسائل تانية أكثر تحضرا تحافظ علي شكل الدولة و تحترم مشاعر البشر و تضمن لأصحاب المشاكل ان الفلوس توصلهم صافية قبل ما تعدي علي ألف إيد.
اللي سوء ظنه هيخليه يفسر كلامي علي إني بدعو الناس لعدم فعل الخير دي مشكلته و ربنا عالم بنيتي في كل كلمة قلتها.
عوائد الحملات الإعلانية أضعاف نفقاتها.. والمتبرع يمول الإعلانات بس ببساطة لكي نكافح مثلث الفقر والمرض والجهل، ليس بالتبرعات من أجل توفير وجبات لإفطار صائم أو ملابس للعيد أو علاج بعض الحالات في مستشفى ما أو ما شابه لكن سنكافحه بالتعاون المشترك ما بين المجتمع والدولة والمجتمع المدني في توفير بنية تحتية جيدة وبيئة نظيفة ومياه شرب نظيفة وفرص عمل وزيادة موازنة الصحة والتعليم هذا بالإضافة إلى التوعية المجتمعية الشاملة. هذا يمكننا من البدء في أولى خطوات التنمية المستدامة التي بتحقيقها سنتمكن من محاربة الفقر ووقتها لن نحتاج لأن نرى مثل هذا النوع من الإعلانات.
أسف للأطاله وكل حبي مصطفى كامل