د.وسيم السيسي… يكتب الفرق بين المصلح والسياسى
فى مداخلة تليفزيونية مع قناة الطريق بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كان السؤال: «كيف ترى عمليات الدهس التى حدثت فى ألمانيا ثم الولايات المتحدة؟»، كان الرد: «إنها جريمة فى حق أناس أبرياء، ولكن على أجهزة التحقيق أن تخبرنا عن مرتكب كل جريمة: هل هو مجرم بالطبيعة، أعنى نظرية العالِم الإيطالى (لومبروزو)؟، أم هو ممن فقدوا أسرهم فى غزة أو جنوب لبنان أو سوريا؟. حينئذ يكون المجرم هو المجتمع، وما هذا الجانى إلا أداة هذا المجتمع فى تنفيذ جريمته. هذا المجتمع الدولى يتمثل فى مجلس الأمن، الأمم المتحدة، حقوق الإنسان، والمحكمة الدولية، كلها لم تعد لها كلمة ولا قانون، فما كان من هذا الجانى إلا الانتقام ممن تسببوا فى أحزانه، ولعشرات السنين للأمام. ذهب أحدهم لغاندى قائلًا: فقأ أحدهم عين ابنى وسوف أفقأ عين ابنه لأنه عين بعين، قال غاندى: لا.. عين بعين تخلق عالمًا من العميان، تأخذ ابنه وتربيه أحسن تربية، ولو أن نتن ياهو فعل ذلك لما وضع أتباعه فى كل مكان تحت تهديد الانتقام فى كل زمان.
كان السؤال الثانى: «هل ما هو حادث فى سوريا الآن خطر على مصر؟»، فكان الرد: هو خطر على سوريا وليس على مصر. المرض هو خطر البكتيريا والفيروسات من الخارج، وضعف جهاز المناعة من الداخل. انهارت سوريا بسبب ضعف جهاز مناعتها: شيع وطوائف: شيعة سنة، أكراد، دروز، علويين، يزيديين، رؤساء غير أمناء باعوا سوريا بالجولان، رفضوا فرصًا ذهبية عرضتها مصر عليهم، فكانت النتيجة ما نراه محزنًا الآن. لا خوف على مصر لأن جهازها المناعى (الشعب والجيش) وحدة واحدة، عند الخطر، كما حدث فى أكتوبر ٧٣ و٣٠/٦/٢٠١٣. هذا هو المخزون الحضارى منذ آلاف السنين، حكومة مركزية منذ ٥٦١٩ ق. م. لم ينفرط ولن ينفرط عقدها حتى الآن.
فى إحدى السهرات الثقافية، سألنى أحدهم: «هذا الحريق فى الأسعار، هذا الغياب فى الدواء، كيف يعيش الناس؟»، قلت: «تتفق معى فى أننا فى عصر التحولات الكبرى، وأن احتمال حرب نووية ليس ببعيد، وأنه فى مثل هذه العصور يبرز قانون مفاده القسوة على الأفراد رحمة بالمجموع، أى القسوة فى ارتفاع الأسعار وغياب الدواء يقابلها الأمن الداخلى والأمن الخارجى، (جيش قوى، دولة مؤسسات، لا هجرة ولا تهجير، لا قدر الله)، ولكننى لا أعفى الحكومات السابقة مما نحن فيه الآن، ولكن لحسن الحظ بدأت الحكومة بالاستعانة بأصحاب الفكر والرؤية ورجال الأعمال».