مقالات

نهال علام ….تكتب فلتة ولُقطة والسفيرة عزيزة

بقلم الإعلامية والكاتبه نهال علام نائب رئيس التحرير
تعاني مصر من جهاز إداري متضخم حد التخمة ، متهدِل حد الشيخوخة ، معلومة عادية لا جديد فيها قتلت بحثاً وشُنقَت عرضاً ، ولن يكون مثار للتساؤل أو الدهشة أن يُصاحب ذلك كل هذا العدد الكبير من الوَزارات المعنية بالحرصِ علي سير دولاب العمل وكومودينو الأنتاج وشوفونيرة التقدم !
 
عدد الوزارات في مصر ٣٤ وزارة ، بينما في سوريا التي تعاني الأمرّين من ظروف أمنية وأقتصادية وبيئية وتعليمية متدهورة بسبب ما تمر به من أحداث ،يوجد لديها حوالي ١٣ وزارة أي ما يقارب من ثلث عدد الوزارات المصرية !
 
وقبل أن يباغتني دفاعاً عن الفرقِ في عددِ الوزارات من يتعلل بالفرق في عددِ السكان ، حيث أن عدد سكان سوريا لم يناهز العشرين مليون ، سأبادر بالهجوم بأن فرنسا التي تقاربنا في التعداد السكاني بها حوالي ١٥ وزارة ! وبريطانيا أيضاً ذات الكثافة البشرية المقاربة لنا بها ما يقدر ب١٨ وزارة ! إذاً فقد ضحدَت الحُجة الواهية عن العلاقة الطردية بينَ عدد السكان والوزارات!
 
الوزارة هي عبء علي ميزانية الدولة لا شك في ذَلِك ، لأن لها مخصصات تقطتع من قلبها ، لذا إذ لم يكن لتلك الوزارة أمارة لوجودها علي (وش الدنيا ) فالخلاص منها أفضل .
 
فيكفي ما ستوفره من أموال الدولة ، ومن مواكب السادة الوزاراء التي ترهق الطريق وهو يحتضر بالأساس ، بالأضافة للمسؤولية الضخمة لتأمينهم ، فَلَو مَسَ هذا الوزير المغمور سؤ علي يد موتور لن ينول الشهادة فقط وأنما البطولة المطلقة في مسلسل ( ضعف الدولة المصرية ) المستمر علي قنوات الضلال والأفتراء.
 
ويمكن تقسيم الوزارات إلي أنواع فبعضها مشترك في كل الدول أصطلح عليها العالم أجمع، لا غني عنها لأمن وأمان المجتمع كالدفاع والخارجية والمالية والثقافة ، والبعض (مستحدث ) تبعاً لأحتياجات الدول ورؤيتها لمستقبلها كوزارة السعادة في الإمارات .
 
و يبقي البعض (المستأنس ) الذي لا ناقة له ولا شاه ، ما هو إلا باب رزق وواجهة إجتماعية لبعض السادة الذين أفنوا أعمارهم في الدرج الموجود في دولاب العمل الحكومي ! وكانوا أصحاب بصمات واضحة في تحديث العمل الأداري وتنمية مهارات الموظفين ، ألا تستشعر ذَلِك التطوير ؟!!
 
لذا عندما نجد وزيراً نابهاً نسعد به كمواطنين محبين لبلادنا ، فالوزير القادر علي إتخاذ قرارات و صنع حالة حراك مجتمعي وفتح أبواب النقاش وتبادل الأراء ، هو وزير ( لُقطة) لأنه أجبر المواطن علي التفكير و التحليل، وهذا ما فعله الوزير طارق شوقي في الأيام المنصرمة، وبغض النظر عن الأراء المتباينة في خطة تطوير التعليم التي تبنتها الوزارة ، فالمهم أننا أصبح لدينا خطة بالأساس وهذا إنجاز لا يقبل المساس.
 
وعلي الصعيد الآخر عندما نجد وزيراً يرهقك لتجده ، لأنه يقضي يومه في مسرحِ الحياة يعيش مع بطل الحدث رجل الشارع ينصت لأوجاعه ويدون أهتماماته ، فأنت تتحدث عن الوزير ( الفلتة ) مثل المهندس إبراهيم محلب ، تدرّج الرجل في المناصب ولا يشغله إلا أن ينصِب المواطن علي رأس مسؤولياته.
 
ولأن مسرح الفن لا يقِل أهمية عن مسرح الحياة ، والإنصات للمواهب يضاهي أهمية الإنصات للمشاكل ، وفتح أبواب الثقافة هو فتح أبواب واسعة للرزق ، وإزاحة مزلاج الجمود عن الفنون أول خطوة علي طريق الصمود في إتجاهِ الصعود ، والتداول اللطيف للكلمات الملونة التي تنطلق كالفراشات الحالمة فتملأ الفراغات الملوثة (عرض باليه ، حفلة موسيقية، عرض غنائي ، مسرح شباب، كورال أطفال ، ورش تمثيل ، مسرح ذوي القدرات الخاصة، فنون شعبية ، فولكلور ، فنون تشكيلية ، ندوات ، حفلات توقيع الإصدارات من الكتب ) .
 
فعندما تتعثر في وجه وزير الثقافة ليكون أول الحضور في كل ماسبق إذاً فأنت أمام وزير فنان من طراز خاص ، وعندما يكون هذا الوزير أمرأة فنانة عازفة مبتسمة وجادة مثابرة وثائرة، فأنت في حرم وزيرة سيسجلها التاريخ بأنها ( السفيرة عزيزة ) إنها الخلوقة وزيرة الثقافة ووجه مصر الحضاري إيناس عبد الدايم ، فهي سفيرة الفنون و عزيزة علي قلب المثقفون .
 
نقد لاذع تعرضت له المثقفة الفاضلة علي يد الأستاذ مصطفي محرم ، بأنها ليست الوزير المرتقب لهذا المنصب الرفيع ، لأنها لم تقرأ سلسلة طويلة من الكتب والمقالات ذكرها في مقاله بجريدة ( المصري اليوم) !
 
ذلك النقد ولَّد لدي العديد من التساؤلات أتمني أن أَجِد أجابتها لدي السيد محرم، كيف عرف ما قرأته وما لم تقرأه السيدة إيناس ؟ هل أجري لها إمتحان في معلوماتها العامة ففوجئ بمستوي معلوماتها ؟ أكان راضياً عن مستوي أداء وزراء الثقافة السابقين فقطعاً قد قرأوا أضعاف ما ذكر؟ ما تقيمه لباقي المجموعة الوزَارية أقرأوا ما يضعهم في المكانة اللائقة من وجهة نظره ؟ أيعرف أسماء كل السادة الوزراء ويتابع أيضاً إنجازاتهم؟
 
الوزارات في مصر محل جدال وسجال من حيث الشكل والمضمون والموضوع وَلَكِن لما نترك الغث ونعيب في السمين ؟ النقد وارد والأختلاف واجب ،ولكن الإنتقاص المتعمد بلا سند أمر لا يقبل الجدل .
إستمري يا (نوسة) الثقافة فستشهد أركان دار الأوبرا علي الخير الدائم الذي شهدته في عصر بنت ( عبد الدائم).

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى