مقالات

نهال علام …. تكتب بحبك .. فى الله

بقلم الكاتبة والاعلامية نهال علام

أثبتت كل نظريات الطب الحديثة أن الأمراض العضوية جميعها مرتبطة بشكل أو بأخر بالحالة المعنوية للأنسان، أي أن حالتك الصحية ما هي إلا مرآة لحالتِك النفسية . ويمكنك قياس ذَلِك ببساطة، فإذا أصابك فيروس الأنفلونزا العنيد في أيام أنتَ فيها سعيد ستقهره بالتأكيد ، أما إذا زارك في الليالي الحالكة التي تبدو أنها بلا نهايةٍ واضحة ، فستنتهي الحكاية من أول عطسة علي فراشِ المرض بلا قدرة علي مقاومةِ هذا العَرَض. وإثبات يعقبُه إثبات لنصل إلي أهم إثبات ، وهو أن حالتك المزاجية والعصبية والنفسية ترقد في هدوء واعِظ ورقة رضيع بين حرفين لا ثالث لهما، الحاء والباء آي ” حب ” !

الشعور بالحب شعور رائع لا يضاهيه شعور في الحياة، ويكفي أن ذَلِك الشعور يولد الطاقات ويعالج الأمراض ويسكِن الآلام و يفتح الأبواب .

شعور يحفز دماغك علي إفراز هرمونات عِدّة تمنحك التوازن في الحياة والتصالح مع الأيام ، فهذان الحرفان فيهما مِن النعم ما تحسبونه هيناً وهو علي القلوب والعقول عَظِيم. فيكفي أنهما يولدان خمسةَ أنواعٍ مِن الهرموناتِ ، أشهرهم هرموني الدوبامين و الأوكسيتوسين المسؤولين عن الشعور بالسعادة . فالشعور بالحب يضغط علي زر إطلاق تِلْك الهرمونات بغزارةٍ ، جعلت عبد الحليم في فيلم ( معبودة الجماهير ) بعد أن وقع في عِشقِ شادية يغرِد بأعلي صوت “يا صحابي يا أهلي يا جيراني أنا عايز أخدكم في أحضاني” ، وهو إحساس صادق تماماً يُلخص كتب لا حصر لها في علم النفس حاولت توضيح آثار الحب وفوائده. واللافت للنظر أن كل أنواع المخدرات في العالم مُنذ أن عرفتها الخليقة مِن أيام الإتجار الوسطي المعتدل بالحشيش ومروراً بزمن بالهيروين والكوكايين ونهايةً بالإدمان الهمجي العنيف ، لموادٍ خفيفتان في الميزان ثقيلتان عِند نطقهم علي اللسانِ ( الأستروكس أو الأستبحس ) لا أعلم و ما خفي كان أعظم ! تلك المواد تنحصر وظيفتها في إفراز الهرمونات التي تسبب السعادة ، التي تُعادِل التي يفرزها الشعور بالحب ، وَلَكِنها (وقتية) تستمر لدقائق وربما لسويعات علي أقصي تقدير ، (موقوتة ) فكل جرعةٍ ما هي إلا قنبلة تنفجر في الشرايين وتدمر خارطِة البشرية. أما الحب ( يا روحي عليه ) علي رأي سيدة العاشقين ثومة ، وقبِل أن تلوكَ ألسنة المعارضين بالتأفف حسمت الأمر بأن( نتعب نغلب نشتكي منه لكن بنحب ) ، وأيدتّها وردة بالأغنية القاضية ( حتي اللايمين زينا عاشقين لكن خايفين لايمين تانيين) فقضي الأمر الذي فيه تستفتيان و وُضعت الأقلام المسيئة وجفت الصُحف المشككة. فالحب هو فطرة الله التي خلق عليها الأنسانية والتي بعث الرسل لأرساءِ قواعده ، ألم يبعث نبي الله موسي ليرسي المحبة بينَ بني إسرائيل ؟ و ألم تكن رسالة السيد المسيح هي المحبة الخالصة وكانت آخر وصاياه ” أحبوا أعدائكم” ؟ وألم يُبعَث رسولنا الكريم ليكون رحمةً للعالمين ؟ و الرحمة لا تَخْرُج إلا من رحمِ المحبة ، ألم تُذكر كلمة الحب في أول دستور إنساني علي الأَرْضِ القرآن الكريم ثلاث وثمانين مرة بينما لفظة الكراهية واحد وأربعين مرة ؟

ألم يخلِق الله حواء لتوفر لآدم السكينة ؟ ولَك أن تطلق لخيالك العنان وتتخيل حياة آدم والظروف التي أفتقد وأشتاق فيها لحوائه ، فآدم كانت له الجنة بطولها ، لكنه لم يقوي علي الشعور بحلاوتها وهو بطولِه ، فطبطب الله علي قلبه وأرسل له أم النساء جميعاً .

فالأسلام والرسالات السماوية لم تُسطر إلا بحروف مُحِبة للتأكيد علي المحبة ! الحُب رزق ، والأرزاق بيدِ الواحِد الرزاق ، لَكِن أليس الله بكافٍ عبده؟ أفمن يرزق العصفور علي الشجر، والدودة في الحجر ، سيحجب الرزق عن قلوب البشر ؟ حاشي لله ، لَكِن كعادةِ البشر نتذكر ما لنا ونتناسي ما علينا ، فالرزق هو جزاء السعي ، لن يصيبك رزقك و أنت جامد القلبِ متجمد الأحساس ، أسعي وحطم أصنام روحِك من الغلِ والحقدِ والكبرياءِ ، أبذُل الغالي والنفيس لزرعِ بذور الحب فشجرة المحبة أصلها ثابت وجذورها ممتدة لسابعِ أرض وفروعها قادرة أن تحتضن سابع سماء. وليكن يوم الحُب للتذكِرة، فذكِّر فإن الذكري تنفع المحبين ، بأن الحب ليس حكراً علي عَلاقة آدم وحواء فقط، كلا وأبداً فأشكال الحب لا تنتهي ، والقلب إن كان ينأي بحمل المواجع وإن قلَّت ، فهو يسعد بتزاحم الأفراح وإن كثرت. والفرح بالأحباء ليس كمثلِه فرح، فحُب الأم والأب و الأبناء والأخوات والخالات والعمات والأخوال والأعمام وبنات الأخ وأبناء الأخت فضيلة ، أما محبة الأصدقاء والأعداء نعمة ، ومراعاة البشر والجماد ولو كان حجر ، و الكائنات جميعاً ولو سمكة في عُمق البحر، مِنحة مِن الرحمن ، أشكر وأذكُر لتحافظ عليها. كل يَوْم في أعمارنا يجب أن يكون يَوْم للحب ، ويجب أن نتهادى هدايا المحبة طوال العام ، وما أَعْظَمها هدية كلمة ( بحبَك ) في القولِ والفِعل ، ( بحبَك ) في اللهِ الذي خلقني وخلقك دونَ حول منا ولا قوة لنعمِر الأرض بالمحبةِ وللنشر فيها ترانيم التسامح ولتكن صلواتنا فيها تراتيل السلام ، تهادوها ففيها شِفَاءٌ للناس. ولتكن الورود والقلوب والدباديب الحمراء في مثلِ هذا اليوم مِن كلِ عام ، هي عربون النوايا الحسنة علي أننا سنتهادي المحبة طوال العام.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى