بقلم الكاتبه والإعلامية نشوى يسرى
سنوات عدة مرت علي ذلك المشهد ولا يغيب عن مخيلتي أتذكره دائما بين الحين والآخر
مكان مزدحم فنحن بداخل احد المطاعم حيث اجلس علي طاولتي وسط عدد من الأصدقاء
لفتت انتباهي تلك المرأة التي دخلت لتوها من الباب لا ادري لماذا ظلت عيناي متعلقة بها ولا ادري ما الذي جعلني اتطلع اليها هكذا فعندنا دخلت لم تبذل اَي جهد للعثور علي تلك الطاولة الصغيرة وكأنها وضعت خصيصا لفرد واحد والتي لا يذهب اليها الكثيرين
هي امرأة خمسينية جميلة أنيقة المظهر لا يبدو عليها اَي شئ غير مالوف يجعلني انظر لها هكذا
جلست هي وبعد قليل جاءها الطبق الخاص بها وكأنهم هنا اعتادو وجود هذه السيدة في هذا المكان
مع بداية تناولها الطعام أخذت نظراتها الحزينة تعلو ذلك الوجه الجميل ومع تلك النظرات بدات انا وكأنني انسحب من صحبتي لاتسلل داخل عقل وقلب تلك المرأة علني اجد أجوبة لأسئلة ملات راسي دون ان اعرف ما السبب وراء ذلك
فبداخل عقلها بقايا ذكريات لأيام وسنوات كثيرة هي ما تبقي لها لتحيا به ذكريات لأناس رحلو وآخرين حاضرين غائبين
اما عن قلبها فبداخله قصة حب كقصص الخيال حب امتلكت به العالم وتوجت علي عرشه ملكة هو حب عمرت به قصور من الأحلام امتدت بها الي باقي سنوات العمر لا تري ولا تعرف غير هذا الحب الذي ملا وجدانها
حاولت التسلل اكثر وكأنها تأبي ان يعرف احد من البشر باقي هذه القصة
هل أنتهت وهي الان تعيش علي أطلال تلك القصور ام انها كانت قصور من الوهم
حاولت اكثر واستعصي ذلك القلب ان يبوح بما بداخله
أخذت طريقي للخروج من هذا القلب المفعم الممتلئ بالأسرار
ومرة اخري عدت الي حيث مجلسي وسط صحبتي
ومازالت عيناي عالقة بتلك المرأة ولكن الان ادركت اني اعرفها اعرف تلك المرأة تلك الذكريات وذلك القلب اعرفه !!!
