بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب الصحافه والإعلام فى مصر مابين السخافه والاسترزاق

 بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير

هل نؤسس لصحافة حقيقية في هذه الأرض السعيدة أم أن لغة السخافة طغت على المشهد الإعلامي وتحول الصحافي من ناقل للأحداث والوقائع بشكل حيادي إلى خدوم مطيع يعمل لصالح جهات معينة و بأثمنة بخسة تجعل منه مجرد بيدق أو مادة إعلامية فاسدة نتنة مستعبدة لحساب أجندة خاصة هدفها الأسمى السمسرة والاسترزاق في عباد الله والنيل من أعراضهم،هنا يكمن بيت القصيد وتتعدد الأسئلة وتتلاشى الأجوبة ليبقى الصمت عنوان سائدا ولغزا غامض لا يمكن فهم معادلاته وتحليلها بطريقة علمية مدققة إلا بعد مشقة الأنفاس.

للصحافة دور حقيقي وفاعل في ترسيخ وتشكيل الرصيد المعرفي والتوعوي في المجتمع ، ولها تأثير مهم في توجيه بوصلة الرأي العام نحو الأفضل ، هذا إذا كان منتجوها وممارسوها على مستوى شرف المهنة ممن يتمتعون بالنزاهة والمصداقية والمهنية يعايشون آمال وآلام وهموم مجتمعاتهم ويعرضونها بكل موضوعية وصدق وأمانة .
فالكلمة أمانة ،وأمانة الكلمة عظيمة لا يحملها ولا يقدر عليها إلا من قدرها حق قدرها ونزه نفسه عن الدنايا وارتفع بها عن الأهواء وسفاسف الأمور وحلق بها نحو فضاء الصدق والصفاء ، لأنه يحترم ذاته ويحترم مهنته ويحترم عقل قارئه الذي يضعه في سلم أولوياته معتبرا نفسه جسرا له للوصول به إلى بوابات الحقيقة والمعرفة والمعلومة الصادقة التي يحتاجها في كل مجالات حياته بعيدا عن التزييف والنفاق ، والمصلحة الذاتية والتملق الصحفي .
ولكن وللأسف، فإن المطلع اليوم على الساحة الصحفية يجد الكم الهائل من المطبوعات التي انزلقت بمواضيعها الهابطة إلى دون مستوى الأخلاق ، مستهترة بعقلية قرائها وبمشاعرهم ، ضاربة عرض الحائط بكل القيم والأعراف.

 

لأننا نحن اليوم ، في عصر أضحت فيه صحافة إلكترونية مهنية تحترم أخلاقيات الصحافة ، وأخرى مرتزقة تغتال أعراض الناس ، بإيعاز من أشخاص أو لابتزازهم قصد كسب ودهم .

مواقع إلكترونية أينعت في السنين الأخيرة ، أطلقت على نفسها ( جرائد إلكترونية ) شقت طريقها إلى الإنترنيت ،

وانتشار الصبيب ، ولم يقتصر دخول المغامرة على مجموعة من الصحافيين الذين ضاق صدرهم بالصحافة الورقية ، وضاق صدرها بهم . بل التحق بالصحافة الإلكترونية بعض المدونين والمجهولين والمقلدين ، فازدهر ربيعا للمواقع الإلكترونية ، فمنحت صحافيين غير مهنيين لا يكتبون بموضوعية ، يمارسون سياسة صحافة اغتيال الشخصيات اللامعة ، صحافة التفاهة ، صحافة الاسترزاق ، الصحافة الصفراء .

هذه بعض الأوصاف التي تطلق على العاملين في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية الصفراء ، التي أتاحت لهم الفرصة لمن يطلق عليهم ” الدخلاء على المهنة ” لتكون لهم بصماتهم الصفراء في مهنة المتاعب ، في غياب للرقابة من المؤسسات الحكومية باختلاف تلويناتهم .

القارئ ليس بالغبي ، وله من النباهة والذكاء ما يكفيه للتمييز بين صحافة إلكترونية مهنية ، تحترم أخلاقيات المهنة ويمارس الصحافة داخلها أساتذة ، لهم من المستوى العلمي والمعرفي ، ومن الممارسة العملية في الميدان الواقعي ، ما يمكنهم من تحرير مقال في جميع أجناس الصحافة  بلغة سليمة ، في الوقت الذي يلجأ فيه الصنف الآخر من الصحافة ، إلى كتابة جمل تتكون من كلمات مبعثرة، ويحيله على طبيعة وتأويل ظروف وخلفيات الكاتب التافه .

من هذا المنطلق ،أطالب بإجراء تصنيفات للمواقع الإخبارية ، قصد حصر المواقع المهنية ، ومصادرة الأخرى ( التافهة ) على غرارما يقومون به لحجب المواقع الإباحية ، وصفحات التواصل الاجتماعي ، التي تعتمد التشهير وسيلة للابتزاز ، والنيل من أعراض الناس . وإلا ستكون متهمة بالتمييز بين الصنفين ، ومتواطئة في ما يتناول داخل الشبكة العنكبوتية . وإننا ” كهيئة تحرير في بوابة الشباب نيوز، نشد على أيدي الصحافة الناضجة والمؤهلة ، ونعترف بمساهمتها في تشكيل الرأي العام حول العديد من القضايا الوطنية ، وتأسيسها لذاكرة وطنية ، والمساهمة في فضح الفساد والمفسدين ، وفضح بعض المظالم ، وأضحت منبرا ونصيرا للمظلومين

إننا مثلا : إذا أردنا للعمل الصحفي في صحافتنا المكتوبة أن يرتقي ويتطور ، فلابد لنا من أن نعيد الاعتبار للصحفيين ، عبر تحسين ظروف عيشهم والاهتمام بحالتهم الاجتماعية .

نحن اليوم في عصر تغيرت فيه العديد من المفاهيم ، وكذلك القيم الأساسية والضوابط الخاصة بمهنة الصحافة ، التي كانت في السابق سدا منيعا لكل أشكال التهميش والفساد والظواهر السلبية ، التي تهدد كيان المجتمع ، وتشتت وحدته . أصبحنا اليوم للأسف أمام مزايدات ونمط جديد من الصحافة الموجهة إلى قارئ لم يعد يبحث عن الإفادة والمطالعة ، بقدر البحث عن الفضائح

هي الصحافة التي ترتبط بواقع الناس وتعيش معهم هذا الواقع لحظة بلحظة .
هي التي تسعى لتطوير نفسها في الاتجاه الذي يخدم مصالح المجتمع على المدى القريب والبعيد .
هي الصحافة الجادة التي حملت مسؤولية أمانة الكلمة ، فقدمت الكلمة الصادقة وألبستها بالموضوعية وزينتها بالمصداقية وعطرتها بالواقعية .
إنها صحافة بث القيم وليست صحافة بيع الذمم ، إنها صحافة الفكر الحصيف وليست صحافة الرصيف . 

 

هل سيأتي يوم تصبح فيه الصحافة صحافة حقيقية تمتاز بالمهنية والدقة في التحري وصوتا للمستضعفين أم أن المتطفلين على هذا الميدان من “سخافيين” سماسرة وقطاع طرق سيتطاولون على هذا العمل الشريف لخدمة أهوائهم وبدون قيد يذكر؟

آسف للإطاله ولكنه واقع نعيش فيه تحياتى وكل حبي مصطفى كامل

 

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى