مقالات

منى بارومه …. تكتب زلزال في بيتي

بقلم الاعلامية والكاتبه منى بارومه
زي النهارده أتذكر زلزال أكتوبر 1992 الذي ضرب القاهره ضربه مفاجئة بقوه 5، 5رختر الذي هزت قلوبنا وبيوتنا والعالم العربي تذكرت وقبل خروج زوجي للعمل أكدت عليه أنه لايتاخر وكنت استيقظت من النوم قلبي مقبوض لأنني رأيت حلما أن هناك شقوق كبيره في شقتنا ..وكنت مازلت عروسه يعني زوجه من 3شهور ..ظل زوجي يطمئنني وخرج وذهبت خلفه حتي الاسانسير كنا وقتها نسكن في الدور السابع ..وذهب للعمل وعند عودته دخل الشقة وجلس علي كرسي الإنتريه الموجود بجوار الباب وخلع حذاؤه بعدها بلحظات وجدنا العماره تميل يمينا ويسار والنجف يهتز وكنت مازلت في استقبال زوجي واذا به يجذبني من يدي ويردد بأولاد. 
العماره بتنهار بأولاد التيت واذا بي تجذب يدي من يديه وأردت أعود الي شقتي وأقول له شبكتي وفلوسنا .إذا به بجذبني بشده شبكه ايه وفلوسنا ايه هنمووووت..فجذبته مره اخري نحو الاسانسير نحن في الدور السابع فصرخ في وجهي وجذبني لنهبط علي السلم وفي سرعه البرق هبطنا للدور الأرضي ووجدنا حارس العمارة (أبو عمر )رجل مسن نحيف الجسد الأيام والسنوات وضعت بصماتها علي وجهه ويديه كان جالسا في غرفته كبواب للعمارة وأمام وابور الجاز يطبخ غذائه وفي نفس الوقت كان يدخن وهو مستمتع بانفاس السيجارة وكنا انا وزوجي تقريبا اول من هبط من العماره ثم تعالت الصرخات وهرول السكان في رعب وخوف وكأنه يوم القيامه كل يهرب بنفسه كل هذا المشهد المرعب المفزع و البواب لم يتحرك من مكانه وعلي شفاه ابتسامه السخرية من الموقف ولايهتم لما يحدث كأنه ينتظر قضاء ربه راضيا بما عاشه في هذه الحياه .
واشتد الهرج والمرج والصراخات والجميع يتجمع أمام العمارات وكأننا ننتظر انهيارها وبدأ الجميع يطمئن علي من يعرفه من السكان ولم يراه فصعد زوجي ليساعد من في الدور الثامن والتاسع هو وشباب العماره للنزول خاصه من معهم اطفال وفي حركات سريعه الكل يتحرك ويقفز واذا بزوجي يفاجأ بي اصعد له في الدور التاسع وصرخ في وجهي لماذا صعدتي .
وكان ردي ازاي اتركك وحدك .
حقا هم يبكي وهم يضحك ..فهبطنا جميعا وسالني مره اخري لماذا صعدتي خلفي والجميع ينظر لي حتي أجيب وفي تلك اللحظة نظرت للموقف ونظرت للجميع انه حقا يوم الحشر الجميع حفاه القدمين بالملابس الداخليه أو قمصان النوم اوالبيجامات المنزليه .وكنا وقت العصاري والجو شديد الحرارة وكان زوجي الوحيد في الجمع كله المهندم في الملابس الرسمية حتي يرتدي الشراب لكن بدون الحذاء فنظرت واذا انتابتني نوبة من الضحك للمشهد ككل وكانت إجابتي للسؤال في إطار المزح هي هل كنت في الشوارع الناس تستخدمها في المكتبات والمحلات ليطمئوا الأهالي خارج القاهرة عنهم ومرت هذهتريد تموت وحدك وتأخذ ك بنات الحور لذلك صعدت إليك لنكون سويا وضحك الجميع من الرد واخذوا ينظرون لأنفسهم وملابسهم ومنهم من أخذ ابنته من الحمام وهي تستحم عاريه ولفها في ستارة الحمام ولهذا الوقت لم يعرف أحد وقتها أنه زلزال كان الجميع علي يقين أن العمارات تنهار نتيجه غش في البناء وفساد الضمائر .وكان الزلزال غريب عنا ولم نتوقعه
وهدأ الأمر رويدا رويدا وبدأ الجميع يصعد الي منازلهم لارتداء ملابسهم ويعودا الي الشارع مره اخري ويستقبلون توابع الزلزال في الحدائق العامه والشوارع وبدأت التليفونات اليله لها ذكري في نفوس الجميع الذين ظلوا في الشوارع حتي صباح اليوم التالي ويشاهدون أخبار الزلزال في تلفزيونات الكافهات في الشوارع ..وعند عودتي لشقتنا بالدور السابع تذكرت الحلم والشق الكبير الذي في بيتنا وايقنت انه الزلزال واكتشفت بعد هذا المشهد المرعب الشبيه بفيلم تيتنك مع اختلاف الموقف أو فيلم بين السماء والأرض أو فيلم اشتباك أيضا مع اختلاف الموقف وإتفاق مشهد الرعب والفزع .
اكتشفت اني حامل في وكنت لااعلم ..فرحت انا وزوجي ..وظل هذا اليوم له ذكري ومشهد لاينسي .

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى