مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب +18شوية كلام للكبار فقط
بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين
أصبحنا فى عالم ملىء بمن هم يكتبون والكثير والكثير من الكتاب الذين ظهروا فى الفترة الأخيرة ولكن الأمر المحير هى تلك الكتابات المتشابهة وايضا تلك الكتابات التى لا تحمل اى نوع من الابداع والمليئة بأبشع الألفاظ وأيضا بالكثير من الإحياءات التى لا يقبلها مجتمعنا وتقاليدنا التى تدعى المثالية فى خارجها ولكن بداخلها الكثير من الاشياء السيئة.
منذ صغرى وانا اعتقد أن الكتاب هو ذلك النوع من الادب الراقى المقدس منذ صغرى وانا اكره التلفاز ولا اشاهد البرامج دائماً ماكنت اختلى بكتاب جديد واذهب معه فى رحلة ما فى عالم الخيال كيف طال هذا التقدم البشع اكثر شئ مقدس لى فى الحياة ؟!
كنت صغير وكنت التهم الكتب التهاماً كبرت وكبر معها تفكيرى اصبح خيالى من اجمل الاشياء بى والفضل يعود لمكتبتى الصغيرة الان وانا ابحث عن كتاب جيد ولا اجد اتعجب اين ذهبت تلك الروايات التى تبث بك السلام النفسى ؟؟
اين ذهبت تلك الكتب التى تعلمك الحياة ؟؟
اين ذهبت تلك الروايات التى تتعلم منها الانسانية الحب الأمان ؟؟
لما أصبح الجيد منها به كلمات خارجة انا لا افهمها ولا استوعبها هل من كتب تلك الكلمات وتلك الافكار لم يستطع أن يكتبها دون تلك الايحاءات ام انها موضة جديدة طالت الكتب ايضا كما طالت كل شئ فى حياتنا؟!
كنت فى السادسة عشر من العمر واقرأ كل شئ سواء لكتاب مصريين او ادب عالمى اما الان وانا فى ال 38 من عمرى من العمر اخجل عندما امسك بعض الكتب واقرائها اخشى على ابنى الصغير من أن يقراءها ويفهم ما بداخلها .
كيف وصل بنا الحال إلى مانحن به الان والاغرب هى كم الكتب التى تقرائها ولا تعلم ماهى العبرة منها ولا تجد ايضا اى نوع من الترفيه فيها لما صار هذا حالنا بينما العالم كله يصير فى طريق غيرنا ونجد كتب من اعظم مايكون فى الادب العالمى تضعها فى يد مراهق وانت على علم انه سيخرج منها بعبرة تفيده فى الحياة ولكن ماهى العبر التى نخرج بها نحن من تلك الكتب الان ..
كل عام انتظر معرض الكتاب بلهفة المشتاق واذهب له واشترى الكثير من الكتب ولكنى اصطدم فى النهاية بكتب لا اقدر حتى على انهاءها ولا اجد اى شئ بها مفيد حتى اننى لا استمتع بها انا لست ضد احد فانا اعشق الكتابة كما اعشق القراءة ولكننى اتمنى أن احصل على كتاب حقاً جيد كتاب اضمه لمكتبتى بفخر كتاب اذهب بداخله لعالم موازى عالم ارى اتعلم منه مالا اتعلمه فى الواقع ..
أتمنى أن نعود بالكتب ونحترمها من جديد ونقدر هذا النوع من الادب الراقى ونحترم أن الكتاب يجب أن يقراءه الكبير والصغير وانه ليس بتلفاز نحافظ على اطفالنا من مشاهدته اتمنى أن نعود كما كنا ندع اطفالنا يقراءون مايردون ولا ناخذ من يدهم الكتب ونخبرهم انها للكبار فقط .. يبدو اننا فى الايام القادمة سنجد علامة +18 على الكتب ايضا كما نراها على الافلام سنضع عبارات تحذرية فى بداية كل كتاب نطلب فيها من الاهل أن تتم قراءة هذا الكتاب تحت اشراف عائلى حتى نخلى مسئوليتنا البحتة عن اى شئ بداخل الكتاب ..
لما لا نعود كما كنا ونبتعد عن تشويه كل الأشياء الجميلة لما اصبحت كل الاشياء الجميلة حولنا مشوهة لما لا نترك الكتب وتبقى هى احد الاشياء الجميلة الباقية لنا ..
هذا رجاء خالص لجميع الكٌتاب الذين يضعون كلماتهم على اوراق ويصنعون لنا عالم اخر ويريدون منا قراءة كلماتهم ارجوكم احتراموانا ولو قليلاً واحتراموا ايضاً أن تلك الكتب لابد أن تصبح لاى سن وليس للكبار فقط ارجوكم ارتقوا بكتاباتكم وعودوا كما كنتم وابدعوا فانا الابداع يمكن أن يصبح خالى من اى الفاظ واعتقد انكم انجح من تشوهوا اقلامكم فانتم مبدعين ونحن نحترم ذلك الابداع فعودوا كما كنتم لتعود مكانتكم فى قلوبنا كما كانت ..وكل حبي مصطفى كامل