بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين…. يكتب ماتيجى نشحت

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين رئيس مجلسى الادارة والتحرير
عزيزى القارئ عزيزتى القارئه هل تابعتم هذا العام إعلانات التبرعات على القنوات الفضائية؟نراها في الفاصل الإعلاني في كل القنوات، يتأفف البعض من طول فترة الإعلانات، وأخرون يتعاطفون مع الحالات المأساوية، يذهب آخرون إلى التبرع الآني للمؤسسات والمستشفيات لسرعة إنقاذ الحالات المتضررة. وهناك أيضا من يتوجهون ببعض النداءات الضعيفة بتحويل الأموال المصروفة على الإعلانات رأسا إلى هذه الحالات، وهناك على العكس من يريدون زيادة حجم الإعلانات لتشمل كافة المؤسسات الخيرية لتكون فرصة لتعريف الناس بهذه المؤسسات ولزيادة حجم التبرعات لها لكي تتحقق من تحقيق أهدافها التي تندرج بشكل عام تحت خط “مكافحة الفقر”.

ولكن ما يبدو أنها عادة رمضانية أن يطل عدد من المشاهير في إعلانات تحث الجمهور على التبرع للجمعيات الخيرية والمحتاجين في القرى، لكنه على النحو يستفز المشاهدين، الذين ينتقدون عبر مواقع السوشيال ميديا جدوى مشاركة فنان لحثهم على التبرع لمساعدة شخص بمئات الجنيهات بينما بمقدور الفنان أن يساعده.

وانا كمواطن المفروض انى اتبرع بفلوسى لمستشفى السرطان ،ومستشفي ٥٠٠٥٠٠ ، وقلب مجدى يعقوب ، والحروق علشان شكلنا الوحش

واتبرع بملابسي وورقى لجمعيه رسالة ، واتبرع لبنك الطعام ، واطلع شنط رمضان ، واطلع زكاة الفطر
وادفع ضرائب ،ودمغة،ورشاوى،واكرمش مئات الفلووس، وكمان اوصل مواسير مية عشان الست الغلبانة متشربش مياه بطحالب ومرات سمير غانم متصدعناش
واستحمل برده غلاء الاسعار ، والبنزين ، والزيت ، والسكر ..
وعند التفكير قليلاً يظهر لنا السؤال هل إعلانات التبرعات الخيرية فى الشاشات “ببلاش”؟ والإجابة لا، ففى حالة التفكير فى عمل إعلان لمدة 30 ثانية لمدة ثلاث أيام يمكن أن تدفع الجمعية ما يزيد على مليون و250 ألف جنيه مصرى، وهناك بعض القنوات التى تحصل على برامج للنجوم ومسلسلات رمضان الحصرية يزيد فيها الإعلان على 5 ملايين جنيه، ورغم هذه الاسعار المرتفعة يقبل أصحاب الجمعيات والمؤسسات الخيرية للتنافس على أفضل الأوقات التى يعلنون بها من اجل هدفهم الواحد، وهو جذب المتبرعين إليهم لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وأجور الفنانين تتعدى ال30مليون فى الاعلان الواحد

وبخصوص إعلانات التبرعات اللي تقريبا بتغطي ٨٠٪ من المساحة الاعلانية في رمضان عندي كام سؤال بجد شاغلني:

١- ايه هي تكلفة الاعلانات دي و مين اللي بيتحملها و خاصة انها بتتفوق في عدد مرات اذاعتها عن منتجات بتكسب عشرات أو مئات الملايين من ورا حملات الدعاية بتاعتها.

٢- هل تكلفة الانتاج بيتبرع بيها فريق العمل من باب ان دي حملة إنسانية.

٣- هل وكالة الاعلان اللي بتنفذ الاعلان ما بتتقاضاش أجرها من الجهات دي من باب انها حملة إنسانية، و لا ده بالنسبه لهم موسم السبوبة و جزء كبير من تورتة الاعلانات.

٤- هل القنوات بتذيع الاعلانات دي بدون مقابل لنفس السبب، من الاخر كام %100 من اموال التبرعات بيروح للمرضي.

٥- هل يعتقد القائمون علي الاعلانات دي انهم بيستخدموا أفكار تشجع الناس علي التبرع، و لا أصبحت اعلانات مرفوضة من أغلب الشعب المصري.

٦- هل الطبيعي في دولة الأسعار فيها لا تتناسب مع الدخول و الضرايب مرتفعة الي حد ما، و أغلب شعبها من المسلمين يعني مفروض عليهم الزكاة، ده غير ان ٩٠٪ من الشعب يا اما تحت خط الفقر يا اما من الطبقة المتوسطة اللي يدوب عايشين عيشة شبه كريمة، هل الطبيعي انه يبقي مطلوب من الناس التبرع لمعاهد السرطان و الكلي و القلب و كل الأمراض و العشوائيات و بنوك الطعام و الملابس لأ و كمان للجامعات العلمية و صندوق دعم الاقتصاد.
٧- و إذا كان المستهدف ال ١٠٠٪ القادرة علي التبرع هل اعلانات التلفزيون اللي بتدخل كل بيت هي الوسيلة الصحيحة للم التبرعات دي.

٨- هل الاعلانات دي في صالح الدولة كدولة، و تخلي أي مصري يحس إنه في دولة محترمة بيقول دستورها ان الدولة بتكفل لكل مصري المسكن و المأكل و التعليم و العلاج.

٩- هل الديكورات الخارجية لبعض المستشفيات و اللي بتشبه لحد كبير الفنادق الخمس نجوم ضرورة لعلاج المرضي.

١٠- الأهم من ده كله، هل الاعلانات دي بتراعي مشاعر المرضي أنفسهم، يعني لما مريض بالسرطان – ربنا يشفيه و يعفو عنه – يشوف اعلان بيقول ان فلان بيشتغل ليل و نهار عشان يسيب فلوس لعياله بعد ما يموت لأن السرطان يعني الموت المحقق، و لما والد و والدة طفل عنده مشاكل في القلب يشوف اعلان الأم ما بتنزلش عينها عن ابنها لأنها عارفة إنه هيموت في أي لحظة، هل الاعلانات دي اعلانات آدمية لأصحاب المشكلة و ما بتقتلهمش معنويا و صحيا في كل لحظة بيشوفوا فيها الاعلان.

التكافل الاجتماعي ضرورة و مظهر من مظاهر التحضر، و واجب اللي معاه انه يدي اللي ما معهوش حتي لو بيدفع ضرايبه و زكاته، الصدقة مع مختلف مسماها من دين لآخر حاجة بتشجع عليها كل الأديان، بس السؤال هل الوسيلة دي وسيلة صحيحة و لا فيه وسائل تانية أكثر تحضرا تحافظ علي شكل الدولة و تحترم مشاعر البشر و تضمن لأصحاب المشاكل ان الفلوس توصلهم صافية قبل ما تعدي علي ألف إيد.

اللي سوء ظنه هيخليه يفسر كلامي علي إني بدعو الناس لعدم فعل الخير دي مشكلته و ربنا عالم بنيتي في كل كلمة قلتها.

عوائد الحملات الإعلانية أضعاف نفقاتها.. والمتبرع يمول الإعلانات بس ببساطة لكي نكافح مثلث الفقر والمرض والجهل، ليس بالتبرعات من أجل توفير وجبات لإفطار صائم أو ملابس للعيد أو علاج بعض الحالات في مستشفى ما أو ما شابه لكن سنكافحه بالتعاون المشترك ما بين المجتمع والدولة والمجتمع المدني في توفير بنية تحتية جيدة وبيئة نظيفة ومياه شرب نظيفة وفرص عمل وزيادة موازنة الصحة والتعليم هذا بالإضافة إلى التوعية المجتمعية الشاملة. هذا يمكننا من البدء في أولى خطوات التنمية المستدامة التي بتحقيقها سنتمكن من محاربة الفقر ووقتها لن نحتاج لأن نرى مثل هذا النوع من الإعلانات.

أسف للأطاله وكل حبي مصطفى كامل

 

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى