مصطفى كامل سيف الدين …. اللغه العربية ومن حق التقيل يدلع
بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين
استيقظت سعيدة تبحث عن أبنائها فى يوم الاحتفال بها فنظرت من شرفة منزلها فإذا بها تجد اللافتات مكتوب عليها “بنت من الزمن ده ” ” فلانتنينو وأشرفكو”،” ايسترن كومبانى “، فاعتقدت أنها فى غفلة فأمعنت النظر فإذا بكائن غريب “توك توك ” تكتسى خلفيته بمقولة “تركب معايا أسليك تنزل أولع فيك “يسير بأقصى سرعة خلف سيارة نصف نقل – وكأنه لم يريد الرضاع منها – مكتوب على مؤخرتها “ياتهدى ياتعدى”،” من حق التقيل يدلع “، فاختلط عليها بين اللهجات العامية واللغات الأجنبية فأسرعتإلى الصحيفه لترى ماذا تغير فى حال الأبناء فإذا بعينيها تقعان على خبر رئيس لزوج يقول أنا شاذ وكنت مستنى بفارغ الصبر أنها تخلعنى فتعجبت مستنى من غير قوسين !!!
وأنشدت أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً من القبر يدنيني بغير أناة.
ثم فتحت شاشة التلفاز فإذا بالأحجار العامية والأجنبية تتقاذف منها فهذا “عوكل الجن “و” اللى بالى بالك” و “ريكلام ” فقررت الانتقال إلى قناة أخرى فإذا بها تجد من ينادى “الحالة تعبانة مش قادرة بنكح تراب من فترة طب نعمل ايه يا أسيادنا نسرق ولا نبيع بودرة “، فأغلقت شاشة العرض ونزلت إلى الشارع فإذا بالطفل يصافح صديقه صبح صبح ياعم الحج فترجلت مسرعة لتخرج من هذا المكان والأصوات “تتعالى أديك فى السقف تمحر أديك فى الأرض تفحر ” فخرت مغشية عليها وتجمع الناس حولها مسرعين ماذا حدث يالغتنا الجميلة فتنهدت قليلا قائلة : لقد كنا نستنكر الأصوات التى تدعوا إلى إحلال العامية محل الفصحى فى القرون الماضى ، وكان أعلى هذه الأصوات وأشدها جرأة صوت المستشرق وليم ولكوكس، الذي كان يدعو دائمًا إلى محاربة الفصحى وإقصائها وإحلال العامية محلها، لكن الآن نحارب اللهجات العامية أم اللغات الأجنبية أم الألفاظ الشبابية نم ياوليم فأبنائى يقومون مقامك ثم صاحت متشبثه بكل أولادها مستجيرة بهم وهى تلفظ أنفاسها فى يوم الاحتفاء بها قائلة :
فــلا تَكِلُـونـي للـزَّمَـانِ فإنَّـنـي . . . أَخَــافُ عَلَيْـكُـمْ أنْ تَـحِـيـنَ وَفَـاتــي.