مقالات

عباس الطرابيلي …. يكتب قطر.. بين مطرقة إيران وسندان تركيا

نخطئ كثيراً – فى خلافنا مع حكام قطر – إذا هاجمنا الشعب القطرى.. ولكننا للأسف نتمادى إلى درجة الإسفاف، فنجمع بين الحابل والنابل.. ونهاجم، بل نشتم، الشعب القطرى.. ولكن هذا للأسف هو أسلوبنا فى كل معاركنا.. ونترك للإسفاف أن يصل إلى أبعد مدى.. وفى المقابل لا يجب أن ندفع الشعب للعمل ضد حكومته.. وأن نراعى أن أى شعب خليجى – سواء اختلفنا مع حكامه أو توترت العلاقات بيننا – لنا وسط هذا الشعب وذاك مئات الألوف من المصريين يعملون هناك.. فلماذا هذا الجفاء وتلك الشدة والإسفاف.. ولا نقول ذلك تسولاً لحسن علاقة.. ولكن دعوة للترفع، عندما نختلف.. وكثيراً ما نختلف.. وربما ورثنا ذلك «الإسفاف» من تجارب قديمة.. عندما فتح الإعلام المصرى شراعه وراح يهاجم الملك حسين، ملك الأردن، وينعته بأنه «حسين بن زين»، وكما راح يردد كلمات نابية – شديدة القسوة – عن الملك فيصل، ملك السعودية، بسبب حرب اليمن.. أرجوكم أبعدوا الشعوب عن أقلامكم، فهم رحم الأمة العربية كلها.. ومهما اختلفنا فإن علاقات الشعوب هى الباقية.

وإذا كانت أى أسرة حاكمة فيها الصالح والطالح.. فإن نفس الشىء فى حكامنا أيضاً.. والتاريخ لا ينسى.. أقول ذلك بمناسبة الطبل والزمر الذى يصاحب الخلاف الخليجى – ومعه مصر – مع حكام قطر.. ورغم أن الحاكم الحالى الذى تتركز حوله كل الضربات – ويستاهل فعلاً – إلا أننا يجب أن نعترف بأنه يمثل الجيل الرابع من الانقلابات المتتالية التى تعيشها قطر منذ فبراير 1972. منذ انقلب جده الشيخ خليفة بن حمد – وكان ولياً للعهد – على ابن عمه الشيخ أحمد بن على آل ثان، الحاكم أيامها.. حتى وإن كان خليفة هو فعلاً من يستحق حكم الإمارة ثم دفع خليفة الثمن غالياً عندما انقلب ابنه حمد عليه – وكان أيضاً ولياً للعهد – فى يوليو 1995، مستغلاً غياب الأب للاستشفاء فى سويسرا.. وعزل الابن «حمد» والده «خليفة» الذى عاش فى المنفى لمدة 9 سنوات.. تماماً كما عاش الشيخ أحمد بن على منفياً فى إمارة دبى – إذ كان على علاقة نسب مع آل مكتوم، حكام دبى – ثم يأتى الانقلاب التالى بقيام الشيخ تميم – وهو أيضاً ولى للعهد – بالانقلاب على والده حمد بن خليفة بمؤامرة داخلية داخل أسرة آل ثان بإبعاد أكبر أبناء الحاكم ليتولى الإمارة الشيخ تميم، بفضل تخطيط والدته الشيخة موزة ناصر المسند.. التى زوجها الشيخ خليفة لابنه!!.

هو إذن عالم من مؤامرات – مثل انقلابات القصور الملكية – وهناك الآن من يروج لوجود «معارضة» قطرية بين أبناء الأسرة الحاكمة.. ربما لإنقاذ ما بقى من الأسرة.. ويطرحون اسم الشيخ عبدالعزيز بن خليفة.. وكنت أتابعه منذ عينه والده – الشيخ خليفة بن حمد – وزيراً للمالية وللبترول معاً، ووقتها كنت أغطى أخبار واجتماعات منظمة الأوبيك فى العديد من المدن من مقرها فى فيينا. وفى جنيف. ومن بالى بإندونيسيا إلى كراكاس فنزويلا، وبعد أن تسببت حرب أكتوبر 1973 فى قفزات متتالية لأسعار البترول وتكونت ثروات هائلة بسببها.. فجأة اختفى الشيخ عبدالعزيز من عالم الإعلام والبترول.. وعرفنا أن الأب حاكم إمارة قطر الشيخ خليفة اكتشف أن ابنه الشيخ عبدالعزيز يودع عائدات البترول فى حسابه الشخصى فى دول عديدة وليس فى حساب حكومة قطر.. مستغلاً وضعه كوزير للمالية بجانب البترول – أى كل العملية تحت سيطرته.

المهم اكتفى الحاكم بعزل ابنه عن الوزارتين.. وعجز عن استرداد معظم هذه الأموال واختفى عبدالعزيز.. إلى أن ظهر فى الأيام الأخيرة واسمه مطروح لقيادة المعارضة.. القطرية!!.

■ ■ ورغم أن القرار الآن بيد الأسرة الحاكمة فى الدوحة.. وهناك محاولات مستميتة من الأسرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وربما «إحداث» انقلاب صامت داخل الأسرة.. متفق عليه، كما حدث عندما تم إبعاد الشيخ حمد بن جاسم، وكان الشخص الأقوى فى الإمارة.. أو البحث عن وجه مقبول من داخل الأسرة.. يحفظ تسلسل القيادة والمسؤولين.. ولكنه أيضاً يحاول المحافظة على شعرة معاوية فى العلاقات بين الدوحة وبين العواصم الخليجية الأخرى: الرياض، المنامة، أبوظبى.. مع القاهرة بعد أن طفح الكيل بتجاوزات الشيخ تميم، الذى لا نعرف على وجه اليقين من الذى يقف وراءه غير إيران.

■ ■ ومن المؤكد أن أخطر من قطع العلاقات.. هو الحصار الأرضى والبحرى والجوى الذى تتعرض له قطر الآن، ونظرة على الأسواق الآن فى الدوحة تكشف ما نقول، ولا أحد يعرف إلى متى تصمد قطر أمام هذا الحصار.

■ ■ أم تفتح الدوحة صدرها لقوات إيرانية – بكل الثقل الإيرانى – وها هى تركيا تتحدث عن إرسال قوات تركية إلى الدوحة!! فهل تقبل دول الخليج وصول قوات إيرانية وتركية إلى قطر.. أم تنجح الأسرة الحاكمة هناك فى احتواء الأزمة؟.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى