رشا الحناوي …. تكتب عيشوا أيامكم .. عيشوا مصريتكم
بقلم الكاتبة : رشا الحناوي
شجرة كريسماس من الحاجات إللي لازم تنور بيتي كل سنة وبكون في غاية السعادة وببقى زي الطفلة والضحكة بتملى وشي وأنا بزوقها ، بعشق أنوارها وجمالها ، ودخلت في جدال كتير مع ناس بسببها … ومحدش فهم سبب فرحتي ايييه .
برغم إني اتولدت واتربيت برة مصر ( في بلد عربي إسلامي به خليط من الأديان بحكم وجود عدد كبير من الوافدين الذين يدينون أديان مختلفة ) ، إلا إن أمي الله يرحمها السيدة البسيطة التي لم تكمل تعليمها ربتنا على الهوية المصرية الصحيحة ،لا فرق بين مسلم ومسيحي ، عمرها ما قالت ماتكلميش البنت دي علشان مسيحية أو درزية أو أو .
أمي كانت بتخلق حالة في بيتنا بيستغربلها أي حد بيدخله . كنا عايشين السنة كلها احتفالات وشعائر ، وبنعيشها زي ما قال الكتاب .
صيام رمضان وزينته وفانوسه وتجهيزاته وعزوماته .
كنا بنطلع نقول وحوي يا وحوي ( بطقوس الدولة اللي كنت فيها ) .
في عيد الفطر والأضحى بنشتري اللبس والدهب والبلالين وننظف البيت وبابا كان لازم يجهز فلوس جديدة علشان العيدية ، ولازم نروح صلاة العيد .
المولد النبوي الشريف وحلاوة المولد ، صيام عرفات ، عاشوراء …
بنحتفل بشم النسيم ونلون البيض ونعيد على الأخوة المسيحيين في أعيادهم ومش بس كدة كنا مرات بنروح معاهم الكنائس ، وبنحضر أفراحهم .
وفي أول ديسمبر كنا بنتجمع أنا وأخواتي مع أمي علشان نزين شجرة كريسماس بأجمل الألوان والأنوار علشان تفضل الشهر كله منورة ، ونعلق الجرس على الباب، وبنجيب لبس بابا نويل ، وماما وبابا يجيبوا لنا هدايا السنة الجديدة .
يوم رأس السنة كان لازم نغير الأنتريه وفرش الرسيبشن كله بجديد ، ونعمل أجمل وأكبر احتفال برأس السنة في بيتنا وندعو فيه كل أصحابنا المسلمين والمسيحيين ونضحك ونلعب ونعمل من الأكل ما لذ وطاب .
محدش فاهم إن في كل مناسبة من دول بستعيد فيها طفولتي وبتذكر بيها أمي ولمتنا وفرحتنا ، وده بيبقى سبب سعادتي
الله يرحمك يا أمي ربتينا على هويتنا المصرية ، ربتينا على إن المسلم والمسيحي الفرق بينهم عند الله وليس بين البشر ، وإن الحساب عند الله بصدق النوايا وصالح الأعمال .
عيشوا أيامكم .. عيشوا أفراحكم .. عيشوا مصريتكم