رولا خرسا …. تكتب الغيور
أول ما نقول غيرة نفكر فى أمر سيئ.. الرجل الذى يمنع أخته أو زوجته أو حتى أمه من ارتداء ملابس معينة، أو من الحديث مع رجال آخرين ويبدأ بممارسة سلطاته على اعتبار أنه الرجل حامى الحمى.
تلاقى الراجل من دول يفرض ملابس معينة قد تصل إلى النقاب على أهل بيته، ليس اقتناعا منه بقدر ما هو من منطلق الإجبار منه بهدف الحماية وإن محدش يبص لها (وأنا هنا لا أتحدث عمن تختار بنفسها حجابها أو نقابها) مع إن الدين بيقول هو اللى يغض بصره، وتلاقى الغيور منهم ممكن ينكد عيشة أخته لو شافها بتهزر أو بتضحك مع ولد ممكن يكون زميلها.
قبل أن أكمل، أنا طبعا أحتقر الرجل الديوث الذى لا يغار على زوجته أو حبيبته أو أهل بيته، أنا أتحدث عما ينتج عن الغيرة من تصرفات سيئة، كل حد له حق إنه يغير بس مش لازم مشاكل وخناق، والغيرة أصلا ضرورية جدا، فهى مقياس الحب.. من لا يغار لا يحب، ومن لا يعبر عن غيرته شخص يتحكم فيه كبرياؤه على حساب مشاعره.
ليس هناك تقليل ثقة لا فى من هو أمامك ولا فى نفسك لو شعرت بالغيرة، بالعكس التعبير عن الغيرة تعبير عن حب.. ليه تسيب جواك إحساس حلو ما تطلعوش؟ طلعه بشكل لطيف مثل عبارة بسيطة هى “أنا غيران عليكى”، أو العكس.. الشطارة فى أمرين بالنسبة للطرف الآخر، وهو أن يعتبر الغيرة ما دامت معتدلة تعبيرا إيجابيا، وما يبدأش بمحاضرات عن “فين ثقتك فى؟” “فين ثقتك فى نفسك؟ بل يطمئنه ويشعره بالأمان، وعلى الطرف الغيران أن ينقل مشاعره بحب لا بغضب، ويتفاهمان ليصلا إلى صيغة ترضى الطرفين.
والغيرة غريزة موجودة عند الأطفال، فتجد الطفل يبكى إن اهتمت أمه بغيره، ومن الممكن أن يمارس عملا عنيفا للفت انتباهها كأن يحطم دمية، والغريب أن الأمهات بدلا من تفهم حاجة أولادهم للاهتمام يصرخن فى وجوههم: “كدة كدة!” فيشعر بغضب أكبر، وما يحدث من الأمهات للأطفال يحدث بين الجميع، فلا أحد يحاول تفهم سبب تصرفات الآخر بل يعاتبه وقد يعاقبه على الفعل.
الغيرة ببساطة صرخة من الداخل بأن من تغار عليه يجب أن يعيرك اهتماما أكبر، وأن يشعرك بالأمان.. أنا لا أتحدث عن الحالات المرضية ولا الغيرة الدموية العنيفة، أنا أتحدث عن غريزة موجودة داخلنا عندما نحب تطفو على السطح.
عبروا عن غيرتكم بحب، ففى النهاية هناك مثل لبنانى لطيف يقول: “اللى مش بيغار بيكون حمار”.. ويا حرام حتى فى دى ظلموا الحمار لأنى متأكدة أنه يغار على حمارته.