حنان موج …. تكتب سيدي الرئيس.. هذا الشعب يريد من يحنو عليه
سيدي الرئيس
أوافق على زيادة أسعار البنزين والسولار والبوتاجاز والكهرباء وكروت الشحن والدواء.. أوافق على الارتفاع القادم للأسعار دون رقيب على الأسواق ودون وضع قواعد لتلك الزيادات، أوافق على كافة القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة في إطار الإصلاح الاقتصادي الذي يصب في مصلحة المواطن!!
أوافق على زيادة المرتبات بحد أدنى 65 جنيها وبحد أقصى 135 لتلتهمها الأسعار قبل الحصول عليها بـ 650 ضعفا.. حتى إنني أوافق على سياسة التقشف وربط الحزام والاحتمال والصبر، بل التخلي عن الكماليات وربما الأساسيات لو استدعى الأمر، وكافة المطالبات التي ستساعد على النهوض كما قررتم سيادتكم في كافة خطاباتكم الرسمية وغير الرسمية.. كما أوافق على أن يتحمل الشعب مع الحكومة عجز الموازنة، ونشيل الشيلة جميعا.. كما أوافق على السياسة المالية والاقتصادية التي تؤكدون سيادتكم من خلالها أنها ليست تكية، وأن شارب المشاريب لابد أن يحاسب على مشاريبه.
سيدي الرئيس.. وافقت على قراراتكم التي اتخذتموها دون اعتراض وبكل الرضا، والثقة في قراراتكم.. بل بكل استسلام.. ولكني سيدي كما وافقت بكل الرضا.. هل لي أن أطلب من سيادتكم بعض الحقوق؟ كمواطن مصري وفي هذا الوقت العصيب، لن أطالب سيادتكم بالمزيد من المكتسبات، ولكني أطالب بالحد الأدنى من الحقوق.
سيدي الرئيس.. من حقي أن أجد لأولادي مدرسة بمواصفات المدرسة التي تعلمت فيها وأنا في مثل سنهم على الأقل، وأن أجد لهم معلمين لا يعانون الفقر والحاجة ويعتبرون المدرسة مصيدة لتلاميذ الدروس الخصوصية، الذين يسحقون كرامتهم ويدهسون مستقبلهم في الطريق، بأقدام مناهج عقيمة لا تبني سوى أشلاء، الجهل هو السمة الواضحة على وجوههم.. مدارس مصر بيوت خربة يا سيادة الرئيس.. يسكنها تلاميذ تعساء.. ومعلمون قاسية قلوبهم.. ترهقهم ذلة..
سيدي الرئيس.. من حقي أن أجد غطاءً تأمينيًّا شاملًا، ومستشفى آدميا يعالجني ويعالج أولادي عند المرض، وأطباء أكفاء يعاملون المريض معاملة آدمية وتمريضا يعرف مفردات التمريض، وأجد الدواء بسعر يتناسب مع مستوى الدخل الذي قررتموه، والذي يتناسب مع كل المفردات في المجتمع الذي أعيش فيه.. أرجوك يا سيادة الرئيس أن تقوم بزيارة مفاجئة لمستشفيات قصر العيني ومعهد الأورام ومستشفى الدمرداش وأبو الريش لترى الشعب المصري الحقيقي كيف يعاني…
سيدي الرئيس.. من حقي أن أجد في بلدي قانونا عادلا، وقضاة يراعون الله، ويحكمون بالعدل والقسطاس، وقضاء ناجزا، يعيد الحق لأصحابه، ولا يظلم المظلوم ويبرئ الظالم.. وقانونا ينفذ على الجميع، ويقتص للمظلوم، ويلتزم به كل فرد في المجتمع مهما كانت الفئة التي ينتمي لها، من حقي أن نكون جميعا أمام القانون كأسنان المشط.
سيدي الرئيس.. من حق أولادي بعد معاناتهم الطويلة في مدارس وجامعات مصر التي خرجت من التصنيف بسبب رداءة التعليم فيها، وبعد أن أنفقت عليهم كل ما أملك في المدارس الخاصة لأضمن لهم مستوى تعليميا راقيا ومتقدما، أن يتخرجوا ويحصلوا على فرص هم أهل لها ويستحقونها في سوق العمل، ولا يغبنون بسبب المحسوبية والوساطة..
سيدي الرئيس من حقي أن أجد وسيلة مواصلات لا تمتهن آدميتي، ولا أتعرض فيها للتحرش، ولا تجرح فيها مشاعري، ولا أقاسي فيها مرار العيش وذل الإهانة..
سيدي الرئيس.. من حقي أن أدخل أي مصلحة حكومية وأستطيع قضاء مصالحي دون انتهاك لحرمتي، وابتزازي من أجل إنهاء مصلحتي التي هي حقي، سيدي الرئيس بات الفساد والروتين كابوسين أكثر إرهابا على الروح من ملك الموت، وجماعات داعش وبيت المقدس.
سيدي الرئيس.. من حق أولادي أن يتحركوا في الشارع دون أن تطاردهم عصابات خطف الأطفال التي تقتلهم وتبيع أجسادهم قطع غيار بلا قلب ولا ضمير.
سيدي الرئيس..
راعي الشباب.. وصاحب أول مبادرة رئاسية لإعداد القادة من الشباب.. شباب الطبقة المتوسطة يمارسون هواية معاكسة الفتيات على النواصي، ومن حصل على القدر الكافي من التربية في منزله اكتفى بتضييع وقته على القهاوي، بسبب عجزهم عن الحصول على وظيفة مناسبة، في الوقت الذي تسعى فيه سيادتكم للاهتمام بالشباب، وتقدمون نماذج لشباب استطاعوا تحدي أصعب الأزمات، والإعاقات، ومارسوا رياضة استطاعت أن تصل بهم للأولمبياد، سيدي.. شباب الطبقة المتوسطة لا يستطيعون ممارسة الرياضة ولا يجدون فرصا حقيقية يستحقونها.. لا في ناد ولا حتى في مراكز الشباب التي أنفق الملايين على تطويرها، وتركت للإهمال ولسوء الإدارة والفساد الذي قضى على الأخضر واليابس فيها..
سيدي الرئيس أحدثك بلسان كل فرد من أفراد الطبقة التي كانت متوسطة قبل أن يدهسها قطار الإصلاح الاقتصادي تحت عجلاته القاسية، الطبقة التي احتملت على مدى التاريخ كافة التغيرات السياسية والاقتصادية، وكانت ساعدا حقيقيا بتضحياتها التي يشهد عليها التاريخ، الطبقة التي خرج منها زويل وفاروق الباز ونجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين.. وبهاء طاهر وجمال الغيطاني.. ورؤساء مصر منذ ثورة يونيو ١٩٥٢ حتى ثورة يونيو ٢٠١٣، الطبقة التي حملت عن الحكومة أعباء كثيرة بداية من المدارس، والمواصلات، والجامعات، وحتى فرص العمل، وأنجبت كثيرا من شباب المشروع الرئاسي الذي يتباهون به الآن كأحد إنجازاتكم الهامة.
الطبقة التي تآكلت وما زالت تتآكل في صمت ولم تخرج معترضة على قراراتكم رغم لوم اللائمين فهي نفس الطبقة التي خرجت في ٣٠يونيو، وفي ٢٦ يوليو لتفويض سيادتكم من أجل حرب الإرهاب، وفي الانتخابات الرئاسية لدعمكم فيها.
سيدي الرئيس.. إن هذا الشعب يستحق أن تحنو عليه، ويستحق أن يجد من العيش سترا، ولا أطلب رغدا.
سيدي الرئيس.. عجلة الإنتاج.. الصناعة.. جذب الاستثمارات، السياحة، الوعاء الضريبي، التصدير، فتح المصانع المغلقة وإعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال، وإعادة توزيع موظفي الدولة والتخصص الحقيقي.. القضاء على الفساد وأعوانه، والقضاء على سيطرة رأس المال كما كنا ندرس في التاريخ عن أهداف ثورة ٢٣ يوليو وحفظناها كما نحفظ أسماءنا.. كلها مصادر دخل لا يستهان بها، هناك آليات كثيرة بعيدا عن جيوب الناس الخاوية.. الناس تنتظر منك سيدي أن ترفق بهم، وتحنو عليهم..