منى بارومه …. تكتب إعلام أم ترتر
بقلم الكاتبة والاعلامية منى بارومه
بأي حال عدت ياعيد ..إنه عيد الإعلاميين ..وكل عام وانتم بخير ..وطيبيين زي ماانتوا كده . بس في سؤال أي شريحة من الاعلاميين .انتم أو نحن ..الحقيقه أصبحت لاادري هل الإعلام كما تعلمناه ..وأن لقب الإعلامي يأتي بعد تعب ومعاناة والوصول إلي قلب المشاهد والمستمع والقارئ لآيأتي بسهوله .بل بالتعب والشقاء حتي تأخذ لقب إعلامي .طب يعني ايه إعلامي ؟..تعلمنا أن الإعلامي هو صوت الحق ينحاز لآلام الشعب يبحث عن الحقيقه هنا وهنا يكون وسيله اتصال سهله بين المشاهد والأخبار وأيضا حوارات حقيقيه ليست مفبركة ..أو مدفوعة الأجر والا يتدخل الإعلامي في اتفاقات الإعلانات لأن هناك مسؤلين عن هذه الاداره . تعلمنا أن الإعلان لايتدخل في الاعلام أوفي الماده الاعلاميه لأنه إذا حدث ذلك قد يطغى الإعلان علي الإعلام ..تعلمنا أن هناك برامج ثقافيه وأخرى فنيه وأيضا اخباريه وسياسية . تعلمنا احترام الإعلامي لنفسه وصدق مايقدمه من احترام المشاهد والقارئ والمستمع كما تعلمنا ضمير الإعلامي أهم شئ في الماده الاعلاميه . تعلمنا اهميه اللغه ومخارج الألفاظ الصحيحه (أبو نص لسان الألدغ في حرف الراء الآلي حروفه داخله في بعضها يعني ال س تبقي ش ماينفعش خالص يكون إعلامي . ) تعلمنا اللباقة والمظهر والمكياج البسيط مهم جدا للإعلامي .
كان هناك اداره متابعه لما يقوله الإعلامي في أي قناه ويتابع الأسلوب والخطأ والجودة ..تعلمنا لما مذيع يخطأ في كلمه يعتذر فورا علي الهواء (عفوا) هكذا ويكمل مايقول . تعلمنا وتعلمنا وتعلمنا ..إن هناك شرف المهنه واحترامنا لها من احترام كل القواعد التي تعلمناها. .هذه شريحة إعلاميين تعلموا أن المصدر مهم وله وقته من الحوار والمذيع مذيع ..كانت كل الأشياء بصعوبة . هناك موقف حدث معي ينصب في هذا الموضوع ..حكي لي الكاتب الكبير أنيس منصور ..رحمه الله عن مذيعه كانت تعمل سكرتيرة في مكتب رئيس قطاع الإنتاج ممدوح الليثي وقتها وهي أيضا اخت مذيعه كبيره بالتليفزيون المصري وقتها ..أراد أن يكافئها رئيس القطاع ويحقق لها حلمها أن تكون مذيعه مثل أختها .وكان في ذلك الوقت الأستاذ أنيس منصور رئيس لجنه اختيار المذيعات بالتليفزيون المصري .ودخلت المذيعه الاختبار وكلها ثقه أنها ناجحه ناجحه .وإذا بها تفشل في إختبار الشكل والثقافه والصوت. ودخلت مره ثانيه ورئيس قطاع الإنتاج يدعمها بكل قوه ولكنها ترسب للمره الثانيه والثالثة ولم يشفع لها أنها سكرتيرة رئيس قطاع الإنتاج أو أختها المذيعه الكبيره أو حتي صله القرابة للفنانة المشهوره .
وهذا ذاد من غضب رئيس قطاع .لا ن الأستاذ أنيس منصور رفض نجاحها .انتظر سفر أنيس منصور مع الرئيس السادات لإحدى السفريات باعتباره مستشار الرئيس الإعلامي .وعقدوا لجنه مستعجلة ونجحوا المذيعه وعندما عاد ووجد هذه الكارثة أصر علي إلغاء اللجنه وماحدث بها ..وما كان أمام رئيس قطاع الإنتاج إلا أن يبحث لها عن تحقيق الحلم في مكان غير التليفزيون المصري ..
وكان لايوجد وقتها غير تليفزيون ART ولأن صاحب الشبكه مدين بالفضل لزواجه من الفنانه المشهوره لرئيس قطاع الإنتاج .فوافق فورا وأصبحت مذيعه واوفي بوعده لها رئيس القطاع .هكذا حكي لي أنيس منصور وقتها كنت اعمل معه برنامج للتليفزيون المصري يوميا في رمضان باسم حكايات أنيس منصور ..المقصود من هذه الحكايه أن لقب إعلامي له مواصفات وطريق طويل وغير مقبول فيه الواسطة وهذا كان يحدث في كعبة الإعلام التليفزيون المصري وعندما كان يوجد عيد إعلاميين كان له قيمة حقا. أما الآن فالإسلام أصبح أعلام أم ترتر الراقصه والطبال والبقال وأي من يريد يكون إعلامي أصبح الطريق سهلا ممهدا بواسطه القنوات التلفزيونية الفضائيه الخاصه أصحاب الحديد والاعشاب والمقاولين والسرامييك ويطلقون عليهم رجال الأعمال ..أما بقي الوكالة الاعلانيه فحدث ولاحرج هناك الراقصه والمطربه والفنانة وابدأ في ملئ الشرائط بحجه المشاهد يريد هذا .أو يجب بزوجته ويجعلها اعلاميه ويصنع لها برنامج ويأتي بالاعلانات . أصحاب القناه يبيع الهواء ثمنا للقب إعلامي أو اعلاميه بثمن رخيص في متناول الجميع أصبح أرخص من السلع الغذائية ..
امتلأت أرصفة الفضائيات بطابور من يريد لقب إعلامي السعة بخمسة اوعشره .لقب للبيع مذاد ضاع فيه شرف المهنه وهيبتها ولم يعد هناك مصدر للإعلام .ويحضر ني موقف مع الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جوده رحمه الله عندما كان مصدرا مهما بالنسبه لبرنامجي (تعيشي يامصر )علي قناه العروبه 2012 وقت الأعداد لثورة 30 يونيو وحكي لي أنه عرض عليه أن يقدم برنامج عن الاقتصاد .لكنه رفض .قلت له لماذا الرفض كان الرد مفاجأة لي قال بالحرف رحمه الله رغم الفلوس الكتير المعروضه وانا محتاجها إلا أن هذا سيضر بي انا رجل اقتصاد لو وافقت سأكون علي قناه واحده وانا الان علي كل القنوات مصدر مهم ..خلونا نحترم المصدر في مكانه ولا المذيع مكانه هكذا قال رحمه الله ..
الآن الإعلام المحترم والإعلاميين الصح يختفون وراء ضباب الإعلان والاسفاف والعهر الإعلامي والنفاق والرقص علي كل الاحبال والألوان مذاد كبير باغتصاب اللقب ارحمونا وبعد أن أصبح هناك هيئه وطنيه للإعلام ورغم عدم تفاؤلي بها لكن اتمني ان يعود الإعلام لأصحابه ومن يليق به بعد اختطافه واغتصابه ..كل سنه وانتم حلوين .طيبين .بنحبكم اها زي مابؤلك كده