لماذا يخاف الشباب من الزواج ويفضلون العزوبية؟
فوبيا الزواج، مصطلح غريب بعض الشيء عن عالمنا العربي، وهو خلل نفسي يتميز برهاب خارج عن سيطرة الشخص، وغير مستند إلى أسباب منطقية في شأن الارتباط الرسمي، خاصة الزواج.
تظهر نتائجه عند الأشخاص الذين يمتنعون عن الزواج، ويعيشون حالة العزوبية الأبدية، أو لا يمتلكون القدرة على الاستمرار في علاقة مستقرة مع شريك الحياة، فيفتشون عن الأسباب الموجبة، حتى وإن كانت وهمية لإنهاء العلاقة بالهجر أو الطلاق.
وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قد أعلن، أن نسبة المصريين الذين هم في سن 35 وما فوق وغير المتزوجين، وصلت إلى 13 مليونًا، 10,5 ملايين منهم نساء.
ويرى الدكتور أحمد عبدالله الخبير النفسي، أن الزواج في مصر منظومة معقدة للغاية، ومن ضمن أسباب عزوف الشباب عن الزواج، خوفهم من تحمل المسئولية، ووجود نماذج كثيرة من الزواج الفاشلة في المجتمع.
وأضاف أحمد عبد الله في تصريح لموقع “مصر العربية”: “عدد قضايا الطلاق المعروضة في المحاكم وصل إلى 14 مليون قضية طلاق متداولة في المحاكم المصرية، وبالتالي هناك 28 مليون زوج وزوجة بينهم منازعات وعدم استقرار”.
وأشار الخبير النفسي أن نظام الزواج في مصر يرهب الشباب على الدخول في العلاقة الزوجية، بسبب التكاليف المادية الكثيرة التي يصعب على شاب في مقتبل العمر أن يحققها جميعها. وإذا اكتمل الزواج يظل الشاب في ضغوطات مادية كثيرة بسبب الظروف الاقتصادية والمسؤولية الكبيرة التي يتحملها، ونتيجة كل هذه الأسباب السابقة يُفضل الشباب العزوبية والحرية بلا مسئوليات وضغوطات.
وأكد د. أحمد عبدالله على ضرورة تغيير العادات والطقوس الاجتماعية والثقافة الخاصة بالزواج في مصر لأنها ليست ضمان لحياة وزواج سعيد كما يعتقد البعض.
واتفق معه الدكتور محمد هاني استشاري العلاقات الأسرية، في أن ارتفاع نسبة الطلاق سبب رئيسي لعزوف معظم الشباب عن الزواج، مشيرًا إلى أن مصر وصلت للمركز الأول عالميًا في ارتفاع نسبة الطلاق، حيث يوجد 250 حالة طلاق يوميًا حسب الإحصائية الأخيرة.
وأوضح استشاري العلاقات الأسرية في تصريح لموقع “بوابة الشباب نيوز” أن عدم وجود استقرار وظيفي لمعظم الشباب مع معرفة الالتزامات والمسئوليات الكثيرة التي سوف يتحملها بعد الزواج تجعله يبتعد عن الفكرة ذاتها ويُفضل أن يعيش حرا.