مقالات
ريم المحب …. تكتب كونوا إيجابيين وأحبوا الحياة كي تحبكم
بقلم الكاتبة الصحفية ريم المحب
كنت لفترة وجيزة خلت لا أزال أؤمن أن البيئة التي يتربى فيها الإنسان والظروف المحيطة به هما المسؤولان عن تكوين شخصيته وتأسيس الحالة النفسية التي سوف يعيش بها في كافة مراحل حياته وتترسّخ عند نضوجه وكبره، غير أنّ ما نشهده من شخصيات ونفسيات في العالم يُضيف على هذه الإعتقاد إعتبارات جديدة.
لا يمكن إنكار تأثير البيئة المحيطة بتكوين شخصية الإنسان ولكن هناك مكنون داخلي يتفاعل مع هذه البيئة وينتج عنه الشخصية وهذا المكنون يكون إيجابياً أو سلبياً، فمثلاً عندما يتربى الشخص في بيئة فقيرة مُعدمة يكون الشخص في حالة بائسة وينتُج عنها إنسان بائس متشائم وعدائي عنده كمّ هائل من العداء تجاه الآخرين وخاصة الأغنياء الذين يحقد عليهم ويشعر بالغيرة منهم، هنا يأتي دور المكنون الداخلي فعندما يكون هذا المكنون إيجابياً تكون نظرة الشخصية مُغايرة للبيئة المُحيطة فينظر الشخص إلى الآخرين نظرة إيجابية ويسعى للعمل والوصول وتحقيق ذاته بكل ما يملك من إمكانيات حتى لو إستغرق ذلك وقتاً طويلاً فهو يضع هدفه ويعمل على تحقيقه بكل روح طيبة ونفسية متفائلة. وكذلك الأمر بالنسبة للشخص الذي يتربى في بيئة غنية ومُرتاحة مادياً مع كل الوسائل المُتاحة لديهم، فالطبقة الغنية غالباً ما تنظر إلى الطبقة الفقيرة بتعال، ويكون التعامل مع الفقراء بإحتقار أو بدون أي إهتمام أو مبالاة بهم وهنا يكون الدور النفسي الإيجابي للشخص الغني فهو على الرغم أنه قد تربّى على إزدرداء الطبقة الفقيرة فهو يتقرّب منهم ويُزيل الفوارق بينهم ويعمل على مُساعدتهم وإسعادهم.
أما فيما يتعلّق بالطبقة المتوسطة فالشخص الذي يمتلك نظرة سودواية مُظلمة منهم ينظر إلى الطبقة الغنية بحسد وغيرة ولا يعمل على تحسين حياته ليُصبح قريباً ولو بشكل يسير من حياة هذه الطبقة إنما جُل تفكيره وإهتمامه فينصب على كيفية إيذائهم والتشهير بهم لأنه يشعر معهم بالدونية، وهو في المقلب الآخر يتعامل مع الطبقة الفقيرة بكل إزدرداء وفوقية ربما تفّوق تلك التي يتعامل بها الغني مع الطبقة الفقيرة في حين أن الشخص الإيجابي من الطبقة المتوسطة والذي يمتلك روحاً طيبة فإنه يكون قريباً جداً من الطبقة الغنية ويعمل جاهداً كي يُحقّق أهدافه ويتمكّن من أن يُصبح إنساناً فاعلاً في الحياة، وهو ينظُر إلى الطبقة الفقيرة بكثير من الرحمة والعطف والمحبة ويُزيل الفوارق بينهم ويتقرّب منهم أيضاً ويعمل على مُساعدتهم بما يملكه من إمكانات كي يرفع من مستواهم المعيشي والإجتماعي.
البيئة المحيطة بالإنسان لها تأثير كثبير في حياته ولكن عليه أن يتفوّق عليها ويغلبها وذلك عبر تفاؤله ورؤيته للنصف المليئ من الكوب وليس النصف الفارغ، فالحياة جميلة وتستحق أن نعيشها بكل فرح ومحبة وهي مُستمرة ولن تتوقف عند حزن أي شخص أو يأسه وتشاؤمه، وإنما على الشخص أن يعيش ويتعايش مع كافة الظروف المُحيطة به بكل عقلانية وتفاؤل ومحبة، وعليه أن يتقبل الآخر ويتجنّب النقد لمجرد النقد بل يجعل من لغة الحوار الإيجابي طريقه ومسيرته أما إذا إستسلم لوضعه وظروفه فإنه سوف يعيش بائساً عدائياً طيلة حياته يؤذي نفسه بشكل أساسي ويطال أذاه الآخرين.
ريم المحب