نجحت مبادرة المحافظ اللواء جمال نور «أسيوط بلا ثأر»، بالتعاون مع مديرية أمن أسيوط، ورجال المصالحات والقيادات الشعبية والتنفيذية، فى إنهاء واحدة من أقدم وأقوى الخصومات الثأرية بقرية البربا مركز صدفا، والممتدة على مدار 83 عاما، والتى راح ضحيتها العشرات من أبناء عائلتى «الهمامية» و«الضباعة»، واستشهد بسببها المقدم عصام التهامى رئيس مباحث مركز شرطة صدفا حينها.
بدأ الصلح بقراءة القرآن الكريم ثم الوقوف دقيقة حدادا على روح الشهيد عصام التهامى رئيس مباحث صدفا، الذى استشهد خلال اشتباكات بين العائلتين ومداهمات لمنازل أحد طرفى الخصومة، ثم كلمات أعضاء المبادرة تناولت خلالها الخصومات وتأثيرها على الأبناء والمجتمع وانتهت بالقسم على كتاب الله على الصلح وعدم العودة للخلاف مرة أخرى.
“حكاية الدم والنار”.. تبدأ من قرية البربا التابعة لمركز صدفا محافظة أسيوط، 83 سنة من الثأر والقتل انتهى الرجال وتبقت النساء والاطفال، وأصبحت ميراث يورث لكل مولود يولد لعائلتى “الهمامية” و”الضباعة” في أسيوط، خلفت 23 قتيلا، و40 مصابا، ومثلهم من المحبوسين بأحكام مؤبدة، إلا أن عيون رجال الامن التى لاتغفل عن الجريمة، ولا تترك من ينشرون الفساد في الارض قامت بوقف الحرب طويلة الأجل منذ عامين فقط.
قضت هذه الحرب على الرجال ولم يتبق إلا الأطفال لحمل الاسلحة، للدفاع عن الأرض فى وجوه خصومهم، وتمكنت قوة الأمن وحكمة من تهدئة الفتنة الثارية التي دامت طويلاً، كان أهالى القرية يستجيرون من مسلسل الدم والنار الذلا لا يبقى ولا يزر، الذى خلف نساء ثكلى، وأطفالا يتامى، وبيوت تسكنها الأشباح بعد أن فرغت من الأحياء.
ترجع أحداث خصومة الهمامية والضباعة، إلى عام 1936عندما قُتل والد المستشار رفعت السيد، رئيس نادى قضاة أسيوط السابق، وأحد أعلام القضاء فى مصر، كان والد المستشار رفعت يمتلك ماكينة رى، ويقوم بجمع أجرة الرى من أهالى قرية البربا، فرفض أحد أفراد عائلة الضباعة الدفع، فتشاجر معه والد المستشار رفعت، وانتهى الأمر بمقتله، ومن هنا بدأت حكاية حرب شوراع لا تنتهى إلا بمقتل شخص من العائلتين أخذاً بالثأر، وظلت الخصومة متأججة بينهما حتى وقتنا هذا، اشتعلت الخصومة مرة أخرى عام 2005 باشتباك على رى الزرعات، وقتل على أثرها 7 أفراد، حتى طالت أحد الاشتباكات فى عام 2012 المقدم عصام التهامى رئيس مباحث صدفا، فى اشتباك بين العائلتين، حيث تلقى الضابط رصاصة فى رأسه، وجرى توجيه اتهام قتله لعائلة الهمامية.
وتمكنت مجهودات رجال الأمن بقيادة اللواء جمال نور الدين، وأعضاء لجان المصالحات على مستوى المحافظة، من إقناع العائلتين ذات التاريخ العريق فى التخلى عن العادات القبيحة للثأر، والتصالح على ألا يكون هناك عودة للثأر مرة أخرى.
