نشوى يسري …. تكتب هل يولد الإنسان أكثر من مرة ؟
بقلم الاعلامية والكاتبة نشوى يسري
سؤال قد بدو عجيبا ولكن الله منحنا حق الحياة واعطى البعض منا القدرة على وهب الحياة للاَخرين فهناك من يهب الاَخر جزء من جسده ليستطيع ان يحيا ولكنى هنا اتحدث عمن يهب لنا الاحساس بالحياة فلنرى كيف يمكن ذلك فصاحبة قصتنا صاحبة العدة عقود ولدت إلى الاَن أكثر من مرة .
الميلاد الاول مع نسمات الفجر الندية فى إحدى ليالى الصيف الحارة وبزوغ اول خيوط الشمس دوت صرخة شقت سكون المكان صرخة أنثى لتعلن ها انا قد اتيت الى الحياة تغمض عيناها غير قادرة ان تفتحهما او بالاحرى خائفة من ذلك فهى لا تعرف ماذا سترى فى هذه الحياة ،ولكن بما انها منحت حق الحياة فلابد ان تكتشف اسرارها وكانها انتقلت الى كوكب اخر بمعاناة شديدة شقت جفناها عن بياض العين لتظهر عينان جميلتان تبصر بهما الحياه فهل ستكون الحياة بنفس جمال هاتين العينين
هى الان ساكنة تحدق فى كل من حولها ،اشخاص محدودة تعودت العين عليهم سريعا هى الان تحبو لعلها تكتشف اشياء جديدة فى هذا العالم الصغير تخطو الى الامام تنظر الى الامام فليس هناك ما يجعلها تنظر الى الخلف فما زالت صفحات كتابها بيضاء خلت من اى كتابة الا كلمات قليلة لا تحتاج الرجوع اليها اولى خطوات السير ثقيلة عليها ولكن اصرار السير فى طريق الحياة يحفز خطاها فتشد من ازرها فتزيد سرعتها وخفتها حتى انها اصبحت لا تمشى هى الفراشة فى خفتها تطير قائلة ما اجملها الحياة الوان والوان هى الضاحكة دائما مقبلة هى على الحياة تنظر اليها لاتدرى اهى تمشى ام الارض هى التى تجرى تحت ارجلها
المولودة تكبر شىيئا فشيئا هى لا تدرى انها تكبر ولكن كل من حولها نظراتهم وهمساتهم تقول لها انها صارت انثى تمشى فترقص القلوب لها شعرت المولودة بانها صارت حلم لكثير من الناس شعرت بانها فى حاجة الى ان تحب وتحب ولكن من هو الذى يستحق هذه الحلم يستحقها من يستطيع ان يصل الى قلب هذه الانثى وكيف للمولودة ان تقرر هذا وهى مازالت ترى الحياة كما رأتها يوم الميلاد الاول دق قلب المولودة للمرة الاولى لمن استحق فهو الشاعر الساحر اخذ قلب المولودة ليعطيه اولى جرعات الحب فكانت قطرة واحدة تسعد هذا القلب الصغير الذى ما زال يرفرف محاولا الطيران صارت المولودة عاشقة حالمة تحلق بعيناها الى سماوات بعيدة مع من تحب وكانت البداية
لا ليست البداية انها النهاية نهاية كل حلم جميل فى حياة المولودة بداية ان الحياة لاتجود عليها بما لاتريد بداية السير ضد التيار بداية ثقل الخطوات فى طريق الحياة انتهاء الحلم قبل الاكتمال هى القاعدة الاولى فى حياة المولودة فانتهى الحلم الاول لها هيا ايتها المولودة،اكملى سيرك فى طريق الحياة متعبة هى لاتقوى على السير لا ايتها المولودة لا بد ان تكملى فما زلنا فى بداية الطريق نظرات خائفة كتلك النظرات يوم مولدها الاول لاتدرى ما فى غدها
سار طريق الحياة بها وعلى جانبى الطريق يقف كل من يريد ان يستحق قلبها تمشى ولا ترى شيئا غير الطريق ،الى ان جاء يوم الحلم الثانى فهى الان اكثر جمالا اكثر انوثة تخطو الان خطى ملكية ليس غرورا منها انها تشعر بهذا فهى الى الان تملك قلبها هو ذلك الرجل الذى يستطيع اخذ القلوب وله باع فى ذلك يراقبها عن قرب ليجد ان كل من حولها يحاول الاقتراب منها واين هو من هذا الاقتراب المولدة تراه قريبة هى منه ولكنها لا تعلم انه هو الحلم الثانى اقترب هو اخذا يدها ليجرى بها بعيدا هامسا لها احبك لم تنطق المولودة شيئا فنظرات عيناها القت اليه بكلمات اكثر مما كان يريد ان يسمع
ومرت ايام الحلم كحال كل العاشقين وجاءت النهاية فلا ننسى قاعدة انتهاء الحلم قبل الاكتمال توقفت المولدة عن السير ام ان الطريق هو الذى توقف لا تدرى هى ساكنة فى مكانها تسأل متى يكتمل الحلم لا تعرف الاجابة وتقف لا تعرف ماذا تنتظر وللمرة الاولى فى طريق الحياة تنظر الفتاة الى الخلف تريد العودة ولكن هيهات مرغمة انت ايتها المولودة على السير الى الامام هى لعبة الحياة دائما الى الامام مازالت المولودة تقف ساكنة مغمضة العينين من الخوف ومازال من حولها ينتظرون وهى مازالت لا تراهم ولا تريد ان ترى احدا ولا تقترب من احد
اقترب هو اتى اليها لا لم يأتى القى به الطريق امامها مد يده لم تمد هى يدهاولم تنظر اليه هو ليس حلم فما الذى يجعلنى اسير معه لا تعلم المولودة ان الحياة ليست كلها احلاما سارت معه فى طريق الحياة تنظر اليه دائما فى دهشة لماذا انا معه ؟
ولكونه ليس حلما ولا يستطيع ان يصبح لها حلما اثقل خطواتها بما تحمله منه من قسوة وعذاب تحاول جاهدة لا تقوى لا تدرى كم عدد السنين من عمرها انقضت هل هى عمرها كله هل مازال فى العمر بقية هل تستطيع ان تلقى اثقاله وتكمل هى لم تنتظر فما زالت ملكة قلبها محطم هو ذاك القلب ولكنه ملكها هى وعندما توقف بها الطريق لا هى التى توقفت هذه المرة اخذت قلبها لتكمل وحدها اه من هذا الطريق المظلم المخيف تريد ان فتح عيناها لعلها تجد بصيص من نور تهتدى به فلا ترى سوى لمعة الاعين التى ما زالت تنظر اليها وتنتظر اعلنت المولودة وفاة القلب المتعب اعلنت توقف نبضه وامرت الجميع بالابتعاد عنه وراحت فى ثبات عميق بجوار قبر قلبها .
الميلاد الثانى الميلاد الثانى ميلاد مع ايقاف التنفيذ كنا قبل نتكلم عن قاعدة انتهاء الحلم قبل الانتهاء ولكن المولودة هذه المرة واجهت انتهاء الحلم قبل الاكتمال