نشوى يسري …. تكتب حنين
بقلم نائب مدير التحرير :نشوى يسري
صباح شتاء بارد في ساعاته الأولي وخيوط صغيرة من أشعة الشمس تحاول ان تتسلل من النوافذ لعلها تصيبنا ببعض من دفئها وصوت اذاعة القران الكريم في ارجاء البيت ثم البرامج الصباحية في الراديو حيث تعودت امي الاستماع اليها مع طابور الصباح اليومي لارتداء الزي المدرسي استعدادا للخروج في هذا الجو البارد
وتنقضي ساعات الدراسة وانا احلم بالعودة الي دفء البيت مرة اخري اصعد درجات السلم مسرعة كعادتي وفِي لحظات تتداخل روائح الطعام الدافئ فلا اعلم من وراء اَي باب تاتي ولكنني اعلم انني سأتذوق كل هذه الروائح وقبل انقضاء الساعة تفتح الأبواب لتتم عملية تبادل الأطباق الساخنة بشكل اتوماتيكي
وتنقضي ساعات النهار بين درس ولعب وضحكات تملا المكان والاستماع الي شبابيك وشجر الليمون مع صوت الساحر محمد منير
ويكتمل الدفء بوجودنا جميعا داخل البيت فكان هذا هو الأمان هذا هو العالم الصغير الذي ظننت كثيرا انه سيظل عالمي وان الحياة ستظل هكذا ولكنها أخذتنا الي عالم اوسع وأكبر تشتت فيه الأمان واغتربت القلوب داخل أوطانها وتهاوت درجات الدفء الي الحد الادني فما عدنا نشعر به الا قليلا