حوادث

من الرشاوى إلى الكلابشات.. حكاية «الدكتورة سهير» نصَّابة مصر الجديدة

نصابة مُسنة، وموظفة ادعت أنها مديرة مكتب محافظ القاهرة، لإنهاء إجراءات بعض المواطنين مقابل مبالغ مالية كبيرة، لكن مباحث المرافق أوقعتها فى شر أعمالها، وألقت القبض عليها بعد أن أبلغ عنها كثير من المجنى عليهم بأنها “لهفت” منهم أموالًا طائلة.

  • «الدكتورة سهير» ادَّعت أنها سكرتيرة محافظ القاهرة واستولت على آلاف الجنيهات من المواطنين
  • «ضحكت» على مدير المتابعة فى حى الوايلى وأوقفت قرار إزالة أحد الأكشاك المخالفة
  • «لهفت» 131 ألف جنيه من تاجر دواجن لمنع هدم عقار مخالف

فى النهاية وقعت الموظفة فى شر أعمالها لتواجه مصيرًا غامضًا بين أربعة جدران فى مواجهة السجن والعزلة بعيدًا عن أسرتها، وأهلها.

حكاية الموظفة النصابة التى زعمت أنها مديرة مكتب المحافظ، وحكايتها مع مدير المتابعة بحى، نسردها لكم فى السطور التالية…

عاشت أيامًا وسنين من أجل تحقيق حلمها وهو كيف تصبح مليونيرة فى أقصر وقت ممكن.. هى موظفة بحى مصر الجديدة، فى أوائل العقد السادس من عمرها.. استرجعت حلمها الذى مضى، وهى أن تعيش فى مستوى اجتماعى مرموق، تسكن الفلل والقصور، ورغم أنها سعت لتحقيق هذا الحلم قديمًا وحاولت مرارًا وتكرارًا، لكن بعض الظروف كانت تقف كحجر عثرة أمام تحقيق هذا الحلم.

تمنت أن يكون لديها رصيد فى البنك، وأمام ظروف الحياة وأعبائها لم يمكنها تحقيق ذلك، فلجأت إلى الطريق الحرام، لم تقدِّر أنها فى سن حرجة، وأنها بلغت من العمر عتيًا، بحيث لا يمكنها تحمل مرارة وقسوة السجن والحجز بين أربعة جدران، ولن تتحمل قهر العزلة والانفراد والعيش بعيدًا عن أسرتها.

الحرية لها ثمن، كما أن لسمعة الإنسان ثمنًا لا يقدر بمال، لكنها لم تضع كل هذه الأمور والحسابات فى عقلها وقت أن اتخذت قرارًا بأن تسلك ذلك الطريق الخطأ، رغم أن الطريق الصحيح متاح لها، ولكن أُغشى بصرها عنه كى تقع فى شر أعمالها.

السيدة س. م. ع، 52 عامًا، راودتها فكرة شيطانية، حيث اعتقدت أنها فقط صاحبتها وأن الشرطة لم تتمكن من التفكير فى حيلتها الذكية، حينما تتلاعب ببعض رؤساء الأحياء والمسؤولين عن الأحياء ومجالس المدينة، فى الاتصال بهم عبر الأثير المزيف وتدعى زورًا وبهتانًا أنها سكرتيرة مكتب محافظ العاصمة، وادَّعت اسمًا ليس له علاقة بالواقع وهو “الدكتورة سهير”، لكى تُرجئ قيامهم بحملات ضد ما هو باطل، ومخالف للقانون، ففى واقعة كانت مثيرة ومحل اهتمام المسؤولين اتصلت برئيس حى وأبلغته أنها الدكتور سهير سكرتيرة مكتب محافظ القاهرة، وتطلب منه وفقًا لتعليمات المحافظ بألا يقوم بعملية هدم وإزالة لأحد العقارات المخالفة، كما منحت تراخيصًا لمحلات مزورة، وغيرها.

قبل أن نتطرق إلى قيامها بانتحالها صفة مديرة مكتب المحافظ، راودتها أفكار شيطانية، وهى أن تقوم بالتعامل مع المترددين على حى مصر الجديدة، والتقرب منهم، والتنصت عليهم أثناء تعاملهم مع الموظفين المسؤولين، وحينما تعلم أن هذا الشخص لديه طلب لا يمكن للموظف إنهاءه له لأنه مخالف للقانون.. تسير خلفه وتتعرف عليه، وتعطيه رقم تليفونها وتتحدث معه، ليكون ذلك بدء للتواصل معه والاتفاق معه على دفع مبلغ من المال نظير إنهائها للإجراءات.

وحينما تدرس القضية جيدًا، سريعًا تقوم بالتزوير، أو إنهاء الإجراءات بطرق نصب وتزوير للأوراق ليست لضحية واحدة ولكن عديد من الضحايا اكتشف جرائمها، وبعد الإبلاغ عنها، أمر اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بتشكيل فريق بحث من مباحث المرافق بقيادة العقيد شريف فيصل، رئيس مباحث المرافق، للقبض على المتهمة بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وألقى القبض على المتهمة التى اعترفت بجرائمها تفصيليًا.. وسريعًا، تم إخطار اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، الذى أمر بإحالتها إلى النيابة التى تولت التحقيقات.

اعترافات «الدكتورة سهير»

قالت المتهمة س. م.ع، الموظفة بحى مصر الجديدة، والمتهمة بالنصب على كثير من المواطنين، بزعم إنهاء إجراءاتهم بمخالفة للقانون: “أنا مثلى مثل الكثير وقعت تحت تأثير الشيطان من أجل الحصول على المال، الذى أصبح آفة هذا العصر، فالكثير يلهث خلفه غير ناظر إلى عواقب أفعاله”.

أضافت أنها قاومت نفسها الأمارة بالسوء كثيرًا، ولكن ضعفت أمام المال، إضافة إلى العروض المغرية التى توالت عليها من المواطنين، مقابل إنهاء إجراءاتهم بطرق وحيل قانونية، وذلك عقب علمهم بأنها تعمل كسكرتيرة بمكتب المحافظ كما أشاعت، ولكن لم تتمكن من إنهاء مصالحهم، حيث إنها تتعارض مع القانون، فكات تأخذ المال وتحاول مماطلتهم مثل إنهاء إجراءات تراخيص أحد المحال وتراخيص هدم وبناء لبعض العقارات”.

وأكدت أنها لم تكن تعلم بأن المجنى عليهم أبلغوا رئيس مباحث المرافق، رغم أنها كانت تعمل لصالحهم طيلة الوقت، فهى تقوم بمنفعة متبادلة حتى ولو كانت مزورة، وتقصد خدمتهم، وبالتالى هناك مصلحة مزدوجة حيث تتكسب هى المال وفى نفس الوقت ينهى الضحية أوراقة بطريقة أو بأخرى.

ومن ناحية أخرى تمكن رجال مباحث المرافق بالعاصمة من القبض على المتهمة بعد تكثيف التحريات، وتبين صحة ما ورد من معلومات، كما تم التوصل للمجنى عليهما على. ح، 31 سنة صاحب مطعم، وبسؤاله أقر باستيلاء المتهمة منه على 2000 جنيه نظير إنهاء تراخيص المحل ملكه، وتسليمه المضبوطات الخاصة به المتحفظ عليها بمخزن حى الوايلى، كما تم التوصل إلى محمد. ا، 39 سنة، تاجر دواجن، وبسؤاله أقر باستيلاء المتهمة منه على 131 ألف جنيه، نظير إنهاء إجراءات الهدم والتراخيص للعقار الذى يملكه.

وخلال أحد الأكمنة بالأماكن التى تتردد عليها المتهمة، أسفرت إحداها عن ضبطها.. وعقب ضبطها حضر ش. ح. س، 37 سنة، مدير متابعة بحى الوايلى، وأقر باتصال المتهمة به هاتفيًا، حيث ادعت أنها دكتورة سهير وتعمل سكرتيرة بمكتب المحافظ، ووجهته بعدم إزالة أحد الأكشاك بدائرة حى الوايلى وإغلاق بعض المحلات، كما اعترفت بارتكاب الوقائع على النحو المشار إليه، وأضافت أن المبلغ المالى المُودع بدفتر التوفير من متحصلات نشاطها الإجرامى، فتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتمت إحالتها إلى وكيل النائب العام الذى أمر بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

شبح السجن

خرجت المتهمة من سراى النيابة يدها تغلهلها القيود، وتشعر بأسف وندم كبير.. رأسها منكسة فى الأرض، لا تسطيع النظر لأعلى، وجهها شاحب اللون، تريد وأن تنشق الأرض وتبتلعها.. أخيرا وبعد مشوار رغم أنه قصير إلا أنه كان طويلًا عليها، وهى تتخلل الطرقات والشارع حتى تصل إلى سيارة الترحيلات التى ستأخذها إلى الحجز بقسم شرطة مصر الجديدة، لقضاء 4 أيام لحين معاودة التحقيق معها.

جلست القرفصاء داخل السيارة، تمنَّت أن تكون فى كابوس مزعج وتستيقظ منه، تنظر إلى يدها وآثار الكلابشات تحدد معصمها، لا تتخيل أنها ستقضى السنوات المقبلة فى السجن، لكنها تعلم جيدًا أنها واقع.

استرجعت الأيام الماضية والسنين التى كانت تعيشها بصحبة أولادها لتذرف الدموع من عينها ندمًا على فعلته حيث إن السجن سيحرمها من أعز الناس إلى قلبها كما أنه سيحرمها من حريتها.. وأخيرًا وصلت المتهمة إلى القسم لتبدأ رحلة تقييد الحرية والعيش بين أربعة جدران خلف الأسوار.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى