بقلم الكاتبة والاعلامية منى باروما
هل أصبحنا نصحو كل يوم على رحيل عزيز ..؟
منذ قليل عرفت خبر رحيل الاخ والصديق الفنان د حسين العزبي..هل رحلت فعلا يا حسين..؟قلبي يحدثني انك تختبر حبنا لك وغلاوتك في قلوبنا..وهل عرفك أحد ولم يحبك ..هل تعامل معك أحد ولم يجدك اخلاقا تمشي على الأرض..هل التقاك أحد ولم تأسره طيبة قلبك و ابتسامتك الخجول ..هل قصدك أحد في خدمة ولم تنم الليل حتى قضيتها وانجزتها دون أن تنبس بكلمة ..لن أخوض في موهبتك كفنان تشكيلي من المواهب العبقرية النادرة التي لم تاخذ،حقها مثل عشرات بل مئات من مبدعينا العظام في بلد لم يعد يقرأ او يتأمل لوحة فنان أو يهتم بقصيدة شاعر او ادب أديب..سحقتنا ثقافة المهرجانات وأصبح خبر زواج شاكوش اهم من صدور ديوان شعر او تدشين معرض رسمت لوحاته بدمك واعصابك طيلة عام كامل ..جرفتنا نفايات اعلام التفاهة والصوت الواحد كما قلت وموت الثقافة ودراما نجمات رجال الأعمال التي دمرت الريادة والابداع ..ابداع ؟؟أظنها كلمة غريبة في سرادق عزاء القيم كما كنت تردد .عشت عصاميا مبدعا كبيرا واستاذة جامعيا واكديميا تعلم وتنقل خبرتك لأجيال لم تضع على أحد بروحك وجهدك ووقتك فكنت فارسا عملاقا في زمن ساد فبه الاقزام ..اقولها وفي فمي ماء ومن فرط حزني ابحث عن الكلمات ..
كان بيننا حسين العزبي ورحل وغدا سيرحل كثير من الكبار ..كبار الشيم والنفوس العالية ولا يبقى في المشهد إلا الأمعات وراكبي الموجة ومشعلي المباخر..والناس اللي بمليون وش..رحمك الله يااخي،وجعل لنا في سيرتك العطرة خير معين على هذه الأيام..رحمك الله
