بقلم الاعلامية والكاتبة منى باروما
الفنان طلعت زكريا فنان كوميدي مصري اصيل بسيط متواضع عاش حياه بسيطه جدا أخذ يسعي في طرقات الفن ويحفر اسمه علي حجر من صوان في وسط لا يستطيع الصمود فيه غير الوحوش قد يختلف معي البعض في هذا الرأي لكن هذه حقيقه المسأله لم تعد فيها الموهبه هي المتحكمه في من يبقي ومن يصعد الي اعلي النجوميه .أصبحت الامور تجري فيها بالموائمات والاتفاقيات واشياء اخرى… لذلك أصبح الكثير من أصحاب الموهبه يجلسون في بيوتهم ويتسلق علي أكتافهم آخرون. لذلك طلعت زكريا ظل يصارع ويناضل حتي أصبح بعد عناء شديد وقد اري انه حتي بعد ذلك لم يصل الي المكانه التي يجب أن يكون بها ولكن هذا ما حدث. في طريق التعب والكفاح والعمل سقط ذكريا مريضا بمرض نادر ميكروب غريب في المخ ادخل طباخ الرئيس في غيبوبة وكأن المرض استكتر علي ذكريا فرحته بالنجاح والوصول الي النجومية وظل شهور طويله عاشها في مستشفي بأكتوبر علي الاجهزه ..اعتقد هذا كان عام ٢٠٠٧ وكان مرض ذكريايشغل جمهوره ووسائل الإعلام بأنواعها وكنت في ذلك الوقت أقدم برنامج حوار جرئ علي قناه مودرن TV وكانت الفقرة الفنيه ضيفتي الفنانه هند عاكف والتي تأخرت عن موعدها وعندما حضرت في الفاصل وكانت منهاره وتبكي والسبب وهي في الطريق الي الاستوديو أحد ابلغها ان صديقهاطلعت ذكريا قد رحل ..حاولت اتماسك نفسي واهدئها حتي جاءت إشارة المخرج اننا علي الهواء وكنا نحاول أن نجد أحد يؤكد الخبر او ينفي ولم نجد أحد يرد وعندما عدنا للهواء ظللت عده ثواني صامته غير قادره عن النطق بالخبر والمخرج يصرخ في أذني..ينبهني ويؤكد لي ان اعلن الخبر وانه سبق ولم يعلن علي اي قناه .حتي تماسكت نفسي وأعلنت الخبر وكانت معي الفنانه هند عاكف في نفس اللحظه وبعد اعلاني الخبر بأقل من ٣دقائق جاء زوجي الإعلامي محمد الغيطي عبر تليفون البرنامج علي الهواء ويفاجئني به المخرج لينفي خبر وفاه ذكريا علي الهواءوانه مازال قلبه ينبض علي الاجهزه .وانه كان عنده في هذه اللحظه .ثم اتصل نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف ذكي ويؤكد نفي الخبر ..وسرعان ماتمالكت وتوجهت إلي الفنانه هند عاكف وتجاذبت معها الحديث سريعا اهاجمها بهزار ..ليه يا هند بتطلعي شائعات وتقولي كلام مش صحيح وتخطينا الموقف وغيرنا مود الحلقه .وكان القرار من رئيس القناه الأستاذ محمد عاشور والمدير التنفيذي سمير سعيد وقتها هو مسح الحلقه من ذاكره القناه وبعدها بأيام عاد ذكريا من غيبوبته . ويعلق عليها بخفه دمه المعتاد ه للاصدقاء والجمهور فيقول كانت بروفه موت ..ليعيش بعدها ١٢ عاما ..ويشارك أعماله حتي جاءت ثوره ٢٥ يناير واصتدم بارائه مع الثوار وجمهوره ..ولكن تدارك الخطأ قد يكون له موقف مع البعض أو يختلف مع البعض في الموقف السياسي لكن طلعت الفنان هو نفسه الإنسان حتي لو اختلفنا سياسيا لايجب عدم انكار انه اسعدنا واضحكنا قدم لنا فنا هادفا واعطي لجمهور ه الكثير من السعاده لذلك يستحق التقدير ولا يحق لأي انسان ان يخرج علينا و يقول ان ذكريا لن يدخل الجنه او يدخل النار ..فمن هؤلاء حتي يمتلكون صكوك الجنه ولماذا أتركهم اجهزه الدوله يخربون بافكارهم المجتمع ..سيبقي ذكريا يعيش في نفوسنا وذاكرتنا بطيبته وابتسامته وقلبه الطيب طلعت ذكريا الإنسان الفنان وداعا
