“من رحم الألم يُولد الأمل”، مقولة رسخت وجودها على مدار عقود من التاريخ، لكن تغيرت كما تغيرت أشياء كثيرة من حولنا، خاصة في إحدى القضايا التي أثارت تعاطف الرأي العام على مدار الشهر الماضي، والمعروفة إعلاميًا باسم فتيات “عربة البرجر”. وهي القضية التي تبنتها مؤسسة “ولادها سندها” منذ بدايتها حتى حصول الفتاتين على الترخيص من محافظة القاهرة.
“شيماء” و”ياسمين” فتاتان ترددت أسماؤهما كثيرًا في الأوساط الرسمية والشعبية بعد أن أثار الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد إزالة موظفي البلدية لعربة “برجر” كانا يعملان عليها بمنطقة “الشيراتون”.
القضية أثارت غضب كثير من المواطنين، وعلق عليها رئيس الجمهورية خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية موقعًا اللوم على اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية.
وعلى الفور تدخلت إحدى مؤسسات المجتمع المدني لحل أزمتهما، واستطاعت إعادة “عربة البرجر” لهما وإنهاء ترخيص رسمي لمدة 6 أشهر، ليظن الجميع أن الأزمة قد انتهت عند هذا الحد.
ووسط زحام الأخبار والقضايا التي تثير اهتمام الرأي العام، أعلن الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، تخصيص عربة بالطاقة الشمسية للفتاتين كمنحة من المحافظة لهما، لتمتلك الفتاتان سيارتين ما دفع إحداهما وهي “شيماء محمد” بالتبرع بنصف العربة لأحد الشباب العاطلين عن العمل شريطة أن يكون عائلا لأسرة في محاولة لحل أزمة البطالة ومساندة الشباب.
لكن هنا كانت المفاجأة التي توصلت إليها “البوابة نيوز” وهي استلام إحدى الفتيات فقط لعربة المحافظ وهي “ياسمين حسن” لكن “شيماء محمد” كانت خارج الصورة نهائيًا فتقول: إن زميلتها استولت على العربة وحدها وأهدتها لشقيقتها دون الرجوع إليها أو إعطائها حقها.
حيث كشف مصدر بمحافظة سوهاج لـ”البوابة نيوز” أن ياسمين طلبت من المحافظة تسجيل العربة باسمها وحدها قائلة: “أنا عايزه العربية لوحدي وشيماء ما لهاش حق وقعدت معايا على العربية أسبوع واحد بس وأنا صاحبة المشروع وأنا بس اللي ليا ترخيص”.
وتقول “شيماء” في تصريح خاص لـ”البوابة نيوز”: “أشكر الله أن أعطاني المقدرة على تنفيذ عربة مشروعي الخاص، والعربة الذكية التي قدمها محافظ سوهاج كانت مقدمة لي أنا وياسمين، وأنا أمتلك نصفها لذلك لقد قررت التبرع بنصيبي من العربة الذكية لأي شاب يحتاج إلى عمل؛ إثباتا مني أن هذه المشاريع ليست حكرًا على الفتيات، ولكنها للشباب أيضًا، لكن شرطي الوحيد أن يكون هذا الشاب يعول أسرة أو يحتاج بالفعل إلى هذا العمل”.
