بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين ….يكتب «يو تيرن» دعوة للفكر والمتعه

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين رئيس مجلس الادارة والتحرير

تمر عليك 60دقيقة لن تلتفت تظل مندمجًا إلى حوار وأداء حركى عميق، حيث تضحك بهستيريا وتبكى من الألم وتشعر بالأمل والإحباط، وتغنى وتندمج مع الأداء الحركى فى الوقت نفسه، «يوتيرن» قطعة فنية من الحياة.

حيث يرفع العرض يوميًا لافتة كامل العدد، وسط حضور جماهيرى كبير يوميًا، من مختلف الأعمار والفئات، يجتمعون على مسرح «الطليعة» بوسط القاهرة.

النجم المبدع شريف خيرالله لايزال يتحفنا بأعمال رائعة ولأن هناك الكثير من القيم الجميلة اختفت من حياتنا.. هناك امور كثيرة رائعة هجرت مجتمعنا…بل ماتت امام اعيننا.. مما يضطرنا احياناً ان نتحسر عليها وصلتني دعوة من الفنانه الجميلة سهير رجب  لحضور العرض المسرحى (يوتيرن)  المقام بمسرح الطليعه بالعتبة، وذهبت معها ومع الشاعر الجميل عمرعبدالعزيز ومجموعه من سيدات اعمال مدينه الرحاب  لاتابع ما يقرب من 60 دقيقة من إبداع “يوتيرن” مدركا اني سأدخل في متعة عظيمة ، وأري ان الجهد الذي يبذله  السعيد منسي «مخرج العرض» في هذا المجال هو من أعظم ما يفعله مخرج فنان.

والعرض يدور حول فكرة الإنسانية التى تخلينا عنها ، و لعنة الدم التى تطارد الإنسان منذ الخطيئة الأولى عندما قتل قابيل أخيه هابيل

ومادام الأمر عن المسرح وعن تسليم النفس فسأنتقل إلي  العرض المسرحى “يوتيرن” من إنتاج البيت الفني للمسرح برئاسة الفنان إسماعيل مختار، ويعرض على مسرح الطليعة عن نص “نجونا بأعجوبة” لثورنتون وايلدر، وترجمة مختار الوكيل، ودراماتورج وأشعار سامح عثمان، وديكور وملابس محمود الغريب، وأداء حركي عمرو باتريك، وتأليف موسيقي صادق ربيع، ومكياج إسلام عباس، وغناء أماني رأفت ومهاب فهمي، وبطولة النجم شريف خيرالله، وهايدي عبد الخالق، وريهام أبو بكر، ومشيل ميلاد، وسوزان مدحت، وإسلام علي، وهشام فهمي، وريتا هاني، ونرمين نبيل، وإبراهيم بوشا، وإخراج السعيد منسي.

وفوجئت وبكل أمانة بالعرض الذى اقل مايوصف بأنه ناجح، خصوصاً في بعض التفاصيل الصغيرة التى لم اكن اعتقد أن اسرة المسرحية ستفطن اليها، بداية بالديكور  والملابس  لـ محمود غريب  ونهاية بحركات الربط مابين الشخوص داخل القالب الدرامي، أما الفكرة العامة للمسرحية فهي تستحق الاشادة والتصفيق، خصوصاً (الحبكة) التى إمتازت بها، حيث تناقلت مشاهدها بسلالة وتناغم بحيث لايمكنك إزاحة ناظريك من خشبة المسرح، وهذا سبب رئيسي لنجاح اي عمل ابداعي، حيث تمثل المتابعة بشغف جزءاً اساسياً لقياس مدى جودة الاعمال الابداعية بمختلف ضروبها.

مالفت نظري خلال المسرحية هو تدفق الموهبة الهائلة من اولئك الدراميين، وفي مقدمتهم  (النجم شريف خيرالله و هايدى عبد الخالق وريهام ابوبكر) ذلكك الثلاثى الضاج بالروعة والتلقائية والذين استطاعوا منح المسرحية ابعاداً من الروعة والتأنق، إلى جانب بقية الكوكبة الفريدة، وأخص هنا المبدعة سوزان مدحت  والذى وبكل أمانة ادهشتنى لحد بعيد وهى تقوم بتجسيد دور (العرافة) بصورة ابداعيةابرازتها ووضعتها ضمن دائرة الضؤ. دروس عديدة يمكن ان نستفيد منها من تلك المسرحية واولها طرد الاحاسيس القاتلة بأننا لانمتلك القدرة على صناعة مسرح جاذب، تلك الافكار (الهدامة) التى استوطنت في دواخلنا منذ سنوات وجعلتنا اصحاب تركيبة (هشة) تتأثر ولاتؤثر، ودرس آخر قدمه لنا (يوتيرن) وهو ضرورة الايمان بالمواهب المحلية والاقتناع بقدرتها على نفض الغبار عن درامتنا (النائمة) منذ سنوات، إلى جانب تصحيح تلك المسرحية لمعلومة في غاية الاهمية وهي ان (العِلة) ليست في الجمهور المصرى فهو ذواق للابداع وحريص على متابعته والتدفق الهائل لحضور العروض ابلغ دليل على هذا. العرض كان ممتعا، وانصهر فيه الفنانون  فكان كل شيء منظما وبعيدا عن الارتجال، الحركات، الاصوات،شاشة العرض استحقوا على ذلك تصفيق الجمهور. كما حافظت الملابس على اسطورية الحكاية، وكانت الاضاءة والمؤثرات الصوتية لاعبين أساسيين في الاحداث، فظهر العرض متوازنا الى حد كبير.

لقد نجح المخرج السعيد منسي في تقديم رؤيته ببساطة وابتعدت عن التكلف، واستحقت الإشادة من جميع الحضور، الذين اثنوا عليه ، معتبرين ان هذه الخطوة اثراء للحركة المسرحية المصريه الوطنية  ولوزارة الثقافة والبيت الفنى للمسرح وتجربة يستفيد منها شباب المسرح 

«يو تيرن»عرض يستحق المشاهدة أكثر من مرة  كما يستحق الدعم حتى يستفاد منه منتجو السينما فى مصر ليتعرفوا على كيفية تقديم عمل يحمل بين طياته الكثير من الإبهار والتشويق والوطنية.

قدم هذا النص برؤية واعية مجموعة من الممثلين الشباب الذين اتنبأ لهم بمستقبل مشرق يدل علي وعي الجيل القادم ويؤكد ان مصر ولادة،‏ فهم الذين سينتشلون المسرح المصري من عثرته ‏ مثل الجميلة ريهام ابو بكر لتى جسدت دورها ببراعه وجذبت الجمهور لفنها الراقى على خشبة المسرح  وصاحبة الوجة المبتسم نرمين نبيل 

شكراً اسرة يوتيرن على هذا العرض الباذخ الجمال، وشكراً  على تماسك العرض، شكراً لكم جميعاً وانتم تعيدوننا لزمان المسرح الجميل، شكراً لكم وانتم توقدون في دواخلنا شمعة الامل في مستقبل اخضر لدرامتنا المصرية ولمسارح الدولة

شكرا الفنان شريف خيرالله الذي تميز بالاحساس الصادق وتنوعه فى الادوار التي يقدمها 

شكرا لكل الفنانين الذين أبدعوا فى هذا العرض الذى يستحق المشاهدة أكثر من مرة وكذلك كل الدعم لـالفنان هشام فهمى وميشيل ميلاد وريتا هانى واسلام على فحقا انتم جيل مبدع ولكم مستقبل مشرق


فلاعزاء بعد اليوم لأصحاب (الاعذار الواهية)، ولاعذر كذلك لأصحاب (الشماعات) الذين اثقلوا كاهل هذه البلاد بأسباب (وهمية) عن ضعف مسرحنا و(دونية) كوادرنا المسرحية والدرامية، فلنبدأ العمل الجاد لاعادة المسرح لموقعه الطبيعي وسط دول العالم، ولنضع (يوتيرن) نموذجاً لنسير عليه، فهي عمل إبداعي متكامل يستحق ذلك.

تحية تقدير لكل هؤلاء الفنانين دون استثناء علي تقديمهم هذا العرض المتميز الذي توافرت فيه كل عناصر النجاح والتميز‏ 

أتمني لكم مزيدا من المغامرة والنجاح وإلي مزيد من التقدم في عالم المسرح الجميل الصعب في حياتنا الآن.وكل حبي مصطفى كامل

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى