بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب رسالة اعتذار إلى كل يتيم

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين رئيس مجلس الإدارةوالتحرير
رسالة اعتذار لهؤلاء الذين أوصدنا عليهم أبواب النسيان في يوم العيد بقصد أو دون قصد،إلى كل يتيم في دار الأيتام،أقول له أعذرني إن لم أحمل لك هدية العيد وشيئا من مشاعري وأحظى بلقائك، فهم لم يعلمونا في المدرسة أن هناك دورا للأيتام لا تبعد كثيرا عنا، ولم يصحبونا إليكم يوما كما كانوا يصحبوننا في رحلات ترفيهية للملاهي والمطاعم والمتاحف، وأذكر حتى حين شرحت لنا المعلمة حديث حبيبنا المصطفى  عليه أفضل  الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى) في الحصة الأخيرة من اليوم الدراسي، فقد كانت تتثاءب وتبدو منهكة وأشعرتنا بالنعاس، ففشلت في زرع الهدف الوجداني بداخلنا، ولذا لم نتخيل عظمه هذا الحديث وقتها، فهي لم تغرسه في قلوبنا الصغيرة، بل أذكر أن إحدى زميلاتها نادتها فأدارت لنا ظهرها وأخذت تتحدث معها عند باب الفصل، وبدأنا كصغار ”بالمشاغبة” والضحك ونسينا في ذلك الوقت كل أثر لهذا الحديث الشريف بمجرد ما ارتفع صوت جرس انتهاء الحصة الأخيرة.
وكبرنا وكبرت عقولنا وأصبحنا نكتسب خبرات من هنا وهناك بعضها صحيح وأغلبها غير صحيح، لم تكن مصادر خبراتنا البسيطة آنذاك تثري كم التساؤلات التي كانت تزدحم بها عقولنا، فقد كانت محصورة في قناة تلفزيونية وحيدة، أو مجلة تقليدية للأطفال بسيطة، أو من خلال الاستماع لمجالس الأسرة ،أو من خلال مناهج ”متجمدة” ما زالت تدرس بالمعلومات نفسها وبالأساليب القديمة نفسها،إلقاء وتلقين واسترجاع واختبار ثم نسيان وبعده ”لا أثر”!
(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى) حديث عظيم مشرق يحمل بين طياته حياة بأكملها ومعاني غزيرة يعجز اللسان عن حصرها، من التراحم والتواضع والإيثار والعطاء والمحبة والإحساس بالآخرين والعمل الخيري، ومنهج نبوي عظيم يرشدنا لمنظومة متكاملة من مشروع إنساني تربوي أخلاقي حضاري، وبشرى مترفة عن قرب منزلة المؤمن بهذه الكلمات من منزلة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
كنا نظن أن اليتيم هو من ماتت أمه فهو يعيش مع أباه أو مات أبوه فهو يعيش مع أمه في منزل مستقل وبين إخوانه وأخواته وأقربائه، ويحظى بكثير من الحب والحنان الذي قد يعوضه ولو قليلا عن حنان من رحلوا .. ولم نكن نعلم أن هناك أيتاما فقدوا والديهم معا ويعيشون بعيدا عن الحياة الأسرية الحقيقية من أعمام وعمات وأخوال وخالات وجدات وأصدقاء وجيران ورفقة ومجتمع، في دور مخصصة لهم يشرف عليها أناس فضلاء لم يقصروا في شيء تجاههم ولكن ..
– هل فكرنا يوما في زيارة لدور الأيتام في أيام الأعياد أو غيرها، نمسح على رؤوسهم ونكون بقربهم ونشعرهم بأننا لم ننسهم في خضم سرورنا بأطفالنا وأهلنا وأصدقائنا والدنيا؟
– هل فكرنا في اصطحاب أطفالنا إلى دور الأيتام مع شيء من الهدايا ليتعرفوا على إخوة لهم في أعمارهم ينتظرون قدوم أحد ما يمنحهم الإحساس بالسعادة والأمل بلهفة وتلهف وانتظار .. وبذلك نسهم ولو بشكل يسير في دمجهم في المجتمع وانتزاع أي إحساس بنبذ المجتمع لهم وتقصيره نحوهم؟
– هل فكرنا في برنامج ترفيهي مجتمعي تطوعي لهؤلاء الأيتام في العيد، يسعدهم ويدخل السرور على قلوبهم، ولا أقصد هنا البرامج التي تقيمها لهم وزارة الشؤون ــــ جزاهم الله خيرا ــــ بل البرامج التي نقوم بها نحن كأمة إذا اشتكى منها عضو، أتظنون أن هؤلاء الأيتام الصغار لا تترقب قلوبهم زائرين في يوم العيد، رغم علمهم المسبق بعدم وجود من يسأل عنهم؟ بلى هم والله يترقبون .. وينتظرون .. فالأحلام تضج في نفوسهم دوما، فهل نحققها لهم يوما؟
– ونحن كأهل ومربين  هل سيسامحنا أطفالنا على تقصيرنا في شرح هذا الحديث العظيم لهم في ظل وجود هذا الكم الهائل من التطورات التكنولوجية والمصادر الكثيرة للتعلم؟ لماذا نشاهدهم يبعثرون كل هذه المصادر فيما لا ينفعهم ولا ندفعهم للاستفادة القصوى منها فيما ينفعهم؟ هناك أساليب كثيرة نستطيع من خلالها أن نوصل المعاني العظيمة لهذا الحديث إليهم من خلال الصور والقصص، الشرح المباشر، العرض السينمائي، البحث العلمي المبسط، مسابقة أدبية مخصصة، الزيارات التطوعية، وغيرها الكثير الكثير ..
كلنا مقصرون وأنا واحدة منكم .. في التواصل مع الأيتام في دور الأيتام سواء في العيد أو غيره، ويبقى السؤال الأهم: متى نبدأ بالخطوة الأولى نحو هؤلاء الأيتام الصغار الذين ينتظرون قدومنا بلهفة وتلهف وأمل؟
أنفسنا تتوق لهفة للجائزة التي بشرنا بها حبيبنا   محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ــــ فمتى نبدأ؟

وكل حبي مصطفى كامل

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى