مصطفى كامل سيف الدين …. عزيزى المقاطع
بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين
خلال فترة الانتخابات فى بعض دول العالم نسمع عن مصطلح مقاطعة الانتخابات كنوع من الاحتجاج لأسباب مختلفة وحسب ظروف كل دولة.. مثل وجود أزمة سياسية أو خوفا من احتمالات التزوير أو اضطهاد مرشح معين وتكون المقاطعة بعدم الذهاب للتصويت من الأساس أو بالمشاركة فى التصويت، ولكن بترك الورقة بيضاء وأبطال الأصوات .
أما فى حالة مصر فيتم استخدام مصطلح المقاطعة بطريقة عرجاء لإيهام الرافضين للحكم بأنه الحل السحرى لإحراج من يقومون على شئون الدولة كأنهم بذلك يمارسون الديمقراطية..!! فى كل الأحوال المقاطعة تسجيل موقف. لكنها فى حالتنا سلاح الضعفاء وأداة الخانعين السلبيين المفلسين الذين يفوتهم القطار دوما ثم يندمون.. عندما تسأل أحدهم لتبرير المقاطعة يذكر أسباب مختلقة مثلا يقول أنه يقاطع لأنه لا يعترف بالنظام ولا القائمين عليه أو نتيجة اضطهاد مرشح معين أو أنه خائف من التزوير ويرى أنه صاحب موقف قوى.. وحينما تسأله.. لماذا إذن أضعتم الوقت ولم تعدوا بديلا مقنعا ليس عليه (جدل) لديه برنامج واقعى، وشامل لحل مشاكل البلد والناس.. يقول كان موجودا لكن تم اضطهاده فى جدل لا ينتهى.. تقول له عدم تصويتكم يصب فى مصلحة من تقاطعوهم والضمانة الوحيدة هى مشاركتك بالتصويت لو بإبطال الصوت، يقول لك أنا مقاطع ويكرر أسبابه بدون أى مرونة أو تفكير .
ثم تقول له من الأفضل أن تكون أكثر رجولة وتقاطع النظام ككل قاطع النظام الاقتصادى فلا تقبض راتبك من الدولة ولا تحصل على الخدمات المدعومة واوجد البديل أن كانت لديك رؤية أو فكر فقد أضعت 4 سنوات بدون فائدة ومن قبلها كنت تدعى أن مبارك هو سبب ضعف المعارضة والتى لم تنضج حتى الآن.. يقول هذه حقوقى كمواطن.. تسأله.. كيف تتعامل مع حكومة تأخذ منها راتبك وتسجل فيها مواليدك وتدرس فى مدارسها وتعالج فى مستشفياتها ثم ترفض أن تشارك بالعملية السياسية مع اعترافك ضمنياً بأن هذا النظام هو الذى يحكمك وتقدم بطاقتك أورخصتك عندما يطلبها رجل الشرطة الذى لا تعترف بحكومته بل وتاخد إجازة يوم التصويت فذلك اعتراف ضمنى منك بهذا النظام ..!
ما هذه المقاطعة العرجاء التى تقاطع على سطر وتترك الآخر؟!. وتنتفع وتقف فى طابور المزايا ثم تتخلف عن طابور الانتخابات والاستحقاقات؟! عزيزى المقاطع أنت وشأنك صوتك لن يقدم أو يؤخر ولكن موقفك مضحك ومتناقض فى الأساس مع نفسك ثم أمام الآخرين.. قاطع عندنا يكون لديك أوراق بديلة مؤثرة ومعارضة قوية.. أو عارض عندما يحتل أحد أرضك.. ولكن فى انتخابات تتوفر لها معايير النزاهة وبها منظمات مراقبة دولية.. شارك ولو بإبطال صوتك. هنا فعلا تسجل موقف أكثر رجولة، المشاركة ضرورة حتمية سواء بالموافقة أو حتى لو أبطلت صوتك بمعنى أن لو أخذ المرشح مليون صوت وعارضه 1000 فقط غير أن تجد عدد الأصوات الرافضة أو الباطلة نصف عدد ما حصل عليه المرشح.
فى كل الأحوال التصويت فى الانتخابات الرئاسية غدا سيكون كاشفا لحجم ومدى تأثير مثل هذه الشخصيات والمجموعات (الداعية للمقاطعة) التى توارى ضعفها وانعدام تأثيرها بدعواتها للمقاطعة لأنهم لا يسعون إلى تطوير أنفسهم والإعداد لعمل سياسى أو حزبى حقيقى يقوم على الجدية يؤهل لمشاركه فعالة فى حل مشاكل مصر ومواجهه أزماتها.. وسيكون اختبار حقيقى يحدد مدى تأثيرهم على عمليه الانتخاب بشكل عام وتأثير قادتهم لدى الشعب ووعيهم بمشاكله.. المهم أن هذه الشخصيات والأحزاب الداعية للمقاطعة، يجب أن تتم مواجهتها بتساؤلات من شبابها وقواعدها بتوضيح أسباب تفويت فرصة مهمة لإثبات وجودهم وتحقيق الأهداف التى دخلوا الحزب لتحقيقها والتعرف على سلبياتهم ونقاط الضعف لديهم ومعالجتها وتطوير أنفسهم أو يفضوها سيرة ويغيروا النشاط …!!