مقالات

محمود فوزى …. يكتب تامر بجاتو … والتأهيل الرياضي لـ “عديمي المأوي”

قنبلة موقوتة أوشكت علي الانفجار … جملة كثيرا ما نرددها ؛ كي نشير إلي وجود مشكلة أو ظاهرة اجتماعية تتزايد ضغوطها علي كيانات و فئات المجتمع ؛ لكننا نغفل حقًا عن أن أغلب هذه القنابل الموقوتة قد انفجرت بالفعل ؛ وتطايرات شظاياها في وجه المواطن الذي صار يتكبد يوميًا مصائب إهمال أجهزة التنئشة الاجتماعية والهيئات الرقابية التي عجزت عن القيام بدورها علي النحو الأمثل .
لقد كان لزامًا سرد هذه المقدمة وأنا أتحدث عن ظاهرة المواطنين عديمي المأوي من مختلف الفئات العمرية ؛كظاهرة اجتماعية نشأت وتنامت في سياق مشكلات اجتماعية أخري ؛كالفقر وارتفاع معدلات الطلاق ،و ارتفاع الأسعار، و الإهمال الطبي، و الهروب من التعليم ،وغيرها من المشكلات التي كانت سببًا في حرمان الوطن من جهود أبنائه؛ ليس ذلك فحسب بل سخّر المجتمع أجهزته الشرطية و كوادره الأمنية في التصدي لبطش هذه الفئة التي اجتاحت موارد المجتمع تحت ضغط الجوع ، و العطش، و قسوة البرد ، و شدة الحر، و عذاب الحرمان.
ومع تزايد حدة الصراع بين الداعين إلي وأد هذه الفئة والخلاص منها في جدران الملاجيء والسجون أو حتي تركها تموت كمدًا في أروقة الشوارع ؛ظهر اتجاه معارض لهذا الخط الفكري المرتبط بمشكلات النظام الاجتماعي ؛ ظهر هذا الاتجاه علي يد لاعب الكرة السابق تامر بجاتو ؛الذي اتجه نحو ما هو أبعد كثيرًا من مجرد إيواء و علاج و تعليم هذه الفئة المهمشة ؛ مع اعترافنا الكامل بكونها حقوقًا أولية يجب علي أي مجتمع مدني توفيرها لمواطنيه ؛ فقد سارع “بجاتو” في طرح مبادرة إنشاء أكاديمية لاكتشاف المواهب الرياضية من الأطفال عديمي المأوي ؛ وهي المبادرة التي لاقت تأييدًا واستحسانًا عظيمًا من المسئولين بصندوق “تحيا مصر” .
ولم يكتف “بجاتو” بالسعي قدما نحو تطبيق فكرته؛ موظّفًا خبراته الرياضية في اللعب والتدريب بأكبر الأندية المصرية ؛ بل سارع نحو تطوير فكرته ؛بالتعاون مع الفنان محمد صبحي ؛ من خلال التنقيب عن كلا المواهب الرياضية والفنية الكامنة لدي هؤلاء الأطفال ؛ مؤمنًا بحكمة الله في خلق كل إنسان وبداخله موهبة ما من أجل نفع الآخرين؛ وتعمير الأرض؛ وصلاح البرية ، لتتسع الأكاديمية الآن لنحو 50 طفلًا- قابلة للزيادة- من عديمي المأوي ؛يمثلون محرّكًا إضافيًا في عجلة التنمية المستدامة اقتصاديًا ورياضيًا .
فلنتخذ من مبادرة التأهيل الرياضي لعديمي المأوي نموذجًا في العمل المجتمعي الصالح الذي يخدم المجتمع ؛ويستثمر طاقات أبنائه ؛ وجهودهم البناءه نحو تنمية الوطن ؛ ولنرفع قبعات الإشادة لهذا المواطن الذي لم تبهره فضائيات “الإسفاف الكروي” أقصد “التحليل الكروي” ؛ كما لم ينجرف خلف شاشات السينما ؛باحثًا عن نجومية زائفة تستغل ملامحه وعيونه الخضراء ؛بل اتجه نحو توظيف علمه الأكاديمي وخبراته العملية فيما يدعم أبناء وطنه ؛ ويحقق رفاهية مجتمعه .
يقول تعالي ؛ بسم الله الرحمن الرحيم ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ” صدق الله العظيم … الرعد .. الآية “17”

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى