كيف كان يصلي سيدنا محمد صلاة التراويح
بمكن أن نعرّف صلاة التراويح على أنها صلاة قيام الليل التي اختص بها شهر رمضان المبارك دوناً عن غيره من شهور السنة الهجرية، يؤديها الرجال والنساء بعد صلاة العشاء في ليالي رمضان المبارك، ويستمر الوقت الذي يمكن فيه أداء هذه الصلاة إلى وقت صلاة الفجر، فهي تصلى بين العشاء والفجر. وكلمة التراويح جمع ترويحية، وقد سميت هذه الصلاة المباركة بهذا الاسم لأنّ المسلمين عندما قاموا بصلاة هذه الصلاة لأول مرة في جماعة كانوا يتوقفون قليلاً بين كل ركعتين لأخذ قسط من الراحة، ومن أسمائها الأخرى صلاة قيام شهر رمضان. وإلى الآن وفي العديد من بلدان العالم الإسلامي لا يزال تقليد الاستراحة بين كل ركعتين موجود وأضيف عليه موعظة قصيرة يلقيها الإمام أو أي شخص يريد التحدث بحيث تتضمن هذه الموعظة تعليماً من تعاليم الدين أو تذكرة للناس، وهذه الصلاة لها فائدة عظيمة وجليلة وكبيرة على المسلمين حيث أنها ترقى بنفسية الشخص المسلم وتزيد من اتصاله بالله تعالى.
كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يشجّع أصحابه وجماعة المسلمين على قيام ليالي شهر رمضان المبارك بالصلاة والدعاء والاستغفار، ومن هنا جاءت هذه الصلاة الكريمة التي تعطي للإنسان وبأمر الله تعالى ومشيئته الأجر العظيم، وحكم هذه الصلاة هو سنة مؤكدة حيث قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها – ” صلى رسول الله في المسجد، فصلى بصلاته ناس كثير، ثم صلى من القابلة؛ فكثروا، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم. فلما أصبح قال: “قد رأيت صنيعكم، فما يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم”، وذلك في رمضان ”
يصلي المسلمون وإلى يومنا هذا صلاة التراويح كما كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يصليها، حيث أنه ما كان يزيد عن 11 ركعة سواء في رمضان أو غير رمضان، ومن أراد ان يزيد على هذا العدد فله ذلك، فقد اختلفت أقوال العلماء في عدد الركعات التي من الممكن للفرد المؤمن أن يصليها، حيث أن الحد الأدنى لعدد ركعات هذه الصلاة هو 11 ركعة متضمنة صلاة الوتر وهي ثلاث ركعات، أما الحد الأعلى فيصل إلى 49 ركعة متضمنة أيضاً 3 ركعات صلاة الوتر. وهناك أقوال بأن عدد الركعات هو 41 أو 39 أو 23 أو 21 أو 13 طبعاً فكل هذه الأعداد من الركعات تتضمن 3 ركعات صلاة الوتر. ويمكن أن يصلي المسلم مع الإمام ما شاء من الركعات ثم ينصرف.