مقالات

فاطمة ناعوت…. تكتب اعترافات أجدادي العِظام.. السَّلفُ الصالح

مفردة «السَّلف» معجميًّا تعنى: «القوم السابقين» فى أى مجتمع. وهم مَن «أسلَفوا» وجودَنا، أى «سبقونا» من الآباء والأجداد. والسَّلفُ قد يكون روحيًّا دينيًّا، أو چينيًّا عِرقيًّا. فالسَّلف الصالحُ (الروحىّ) لنا نحن المسلمين هم (الصحابة) الذين «صاحبوا» الرسول (ص) ورافقوه وناصروه وآمنوا بدعوته ودافعوا عنه أمام خصومه من قريش، وساعدوه فى إيصال رسالته للعالم، ثم الذين تبعوا الرسول فى الخلافة بعد رحيله فى القرون الأولى للدعوة الإسلامية. وأما السَّلفُ الصالح (الچينىّ والعِرقىّ) لنا نحن المصريين، فهم الأجداد المصريون الذين شيّدوا أول حضارة فى تاريخ الدنيا، وقدّموا للعالم ما أذهلهم فى الطبّ والفلك والهندسة والعمارية والفنون والعلوم والإنسانيات. ومن فرط عَظمة وهَول ما أنجزه سلفُنا المصرىُّ القديم من فرائد العلوم والفنون والإنسانيات، خصَّص علماءُ الأركيولوجيا Archaeology وعلماءُ الأنثروبولوجيا Anthropology علمًا مستقلًا يدرُسُ ويُدرِّسُ حضارةَ ذلك السلف العظيم، اشتقوا اسمَه من اسم العظيمة مصر، وهو «علم المصريات» Egyptology؛ وتتكون الكلمةُ من: «Egypt» (مصر)، و«ology»، وتعنى فرع العلم المتخصص فى شأن من شؤون المعرفة. وربما يعود جذرُها اللغوى للمفردة الإغريقية Logos، وهى المبدأ العام المتحكّم فى الكون. الأركيولوجيا هو علم دراسة الآثار، والأنثروبولوجيا هو علم دراسة الإنسان. وكلا العلمين أثبتا أن حضارة المصرى القديم مهّدت الطريقَ الوعرَ لجميع ما خلفها من حضارات إنسانية تالية فى شتّى بقاع الأرض فى مجالات العلوم والفنون والإنسانيات. لهذا أُطلقُ عليهم بكل اطمئنان لقب: «السلف الصالح»، ليس فقط لنا نحن المصريين، وهذا طبيعى بحكم العِرق والميلاد والچين، بل للجنس البشرىّ كافّة، لأنهم كانوا حملةَ المشعل الأول فى إنارة هذا الكوكب علميًّا وفنّيًّا وإنسانيًّا.

وحدثتُكم فى مقالى «الاثنين» الماضى عن صالونى فى شهر أغسطس، الذى طرح موضوع (الأخلاق)، وناقشتُ فيه دستور «ماعت»، ربّة العدالة والأخلاق. وذكرت لكم الـ42 اعترافًا إنكاريًّا: (لم أقتل- لم أكذب- لم أتسبّب فى دموع إنسان، أو عذاب حيوان أو شقاء نبات.. إلخ)، ووعدتكم بالحديث عن «الاعترافات الإيجابية» فى مقال اليوم (الخميس)، وعددها أيضًا 42 اعترافًا. والسبب فى ذلك الرقم أن مصر آنذاك، قبل آلاف السنين، كان بها اثنتان وأربعون محافظة، على رأس كل محافظة قاضٍ، يقفُ المتوفَّى فى لحظة حسابه أمام أولئك القضاة ليعترف بما فعل من خير وشرّ فى حياته، وتشهدُ تلك المحاكمة الربّة «ماعت»، لتختبر صدق المُحاكَم، أو كذبه، عن طريق وضع قلبه فى إحدى كفّتى ميزانها، وفى الكفّة الأخرى تضع ريشة الضمير. فإن هبطت كفّة القلب، يكونُ قلبُ الإنسان مشبّعًا بالآثام، فيبتلعه «عمعوت» ويلقيه فى العدم، وإن هبطت كفّة الريشة، فذاك يعنى أن قلبه خفيفٌ طاهر، فتُخلّد روحُ ذلك الميّت ويدخل الفردوس مع أوزوريس، ويستحقّ البعث والخلود. والآن إليكم قائمة الاعترافات الإيجابية.

  1. أنا أُشرِّف الفضيلةَ.
  2. أنا أعشقُ الجميعَ.
  3. أنا أُقدّر الجميل.
  4. أنا أنشرُ السلام.
  5. أنا أحترم الأملاكَ والميراث.
  6. أنا أؤمنُ أن الحياةَ مقدسةٌ.
  7. أنا أحترمُ الأصالة.
  8. أنا أحيا بالحقّ.
  9. أنا أحترم جميعَ المعتقدات.
  10. أنا أتكلّمُ بالإخلاص.
  11. أنا أحفظُ الحقوق.
  12. أنا أُحسِن الظنَّ بالآخرين.
  13. أنا أرتبطُ بالناس بسلام.
  14. أنا أُكرِّم الحيوان.
  15. أنا يُعتمد علىَّ.
  16. أنا أهتمُّ بالأرض.
  17. أنا أتكتَّم شؤونى الخاصة.
  18. أنا أذكرُ محاسن الآخرين.
  19. أنا أتوازن فى مشاعرى.
  20. أنا يُوثَقُ فى تعاملاتى.
  21. أنا أُعلى شأن العفّة.
  22. أنا أنشر الفرح.
  23. أنا أبذل قصارى جهدى فى عملى.
  24. أنا أتواصل مع الناس فى مودّة.
  25. أنا أُنصت للآراء المعارضة.
  26. أنا أتسبّب فى نشر المحبة.
  27. أنا أحتجُّ على العبثية والسخرية والفوضى.
  28. أنا أنفتحُ للمحبة بأشكالها المتنوعة.
  29. أنا أتسامح.
  30. أنا أعطف.
  31. أنا أُظهر كامل احترامى للآخرين.
  32. أنا أتقبّل الرجاء.
  33. أنا أتّبع حدسى الداخلى.
  34. أنا أتخاطبُ بوعى.
  35. أنا أعملُ الخير.
  36. أنا أتصدّق على المحتاج وأعمل المعروف.
  37. أنا أحافظ على المياه ولا ألوثها.
  38. أنا أتكلم بحُسن نية.
  39. أنا أحترمُ «نترت» و«نتر» (القديسين والأولياء الصالحين والرموز الدينية).
  40. أنا أتباسط مع الناس ولا أتعالى.
  41. أنا أرتزقُ من عملى بكرامة.
  42. أنا أترقّى دون وساطة من خلال قدراتى الفردية.

هكذا كان السَّلفُ الصالحُ القديم، وهكذا كان دستورهم الرفيع، الذى لو سار عليه البشرُ فى كل مكان وزمان، لاختفتِ الحروبُ وتلاشى الفسادُ وأصبحت كلُّ أدران البشرية من مخلّفات الماضى المَنْسِيّة. تحيةَ احترام لأجدادى العظام الصالحين الذين يستحقون أن نتّبعَ دستورهم. ويبقى «الدينُ لله، والوطنُ لمَن يحبُّ الوطن».

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى