رولا خرسا…. تكتب جلب الحبيب
نحن جميعًا ضعفاء مهما ادعينا القوة.. نحتاج لمن يعطينا الأمل، والغيب كان دومًا المجهول بالنسبة لنا الذى نضع فيه أحلامنا ونتوقع منه أن يحققها كلها.
بعيدًا تمامًا عن أى وجهة نظرية دينية تقول إننا يجب أن نترك كل الأمور لله ونثق فيما يكتبه لنا لآن الكثيرين منا لم يصلوا إلى هذا القدر من اليقين، ومن منطلق تفهمى لطبيعة البشر الضعيفة جدًا أقول لا أمانع فى من تذهب لرؤية الفنجان أو حتى نوشوش الودع.
مرة ثانية أؤكد أن كلامى بعيدًا عن الحلال والحرام طبعًا، أنا أتحدث من وجهة نظر بشرية بحتة أى أنى أتفهم أن يريد الإنسان أن يتحصل على أى أمل.. وأتفهم شغلانة البعض فى هذا الموضوع.. يعنى هناك تطبيقات على التليفون تصور لها ما يظهر فى فنجان قهوتك وترسل لك برسالة تقول لك فيها قدامك سكة سفر أو هيجيلك فلوس أو هيظهر لك شاب وسيم وتتجوزيه بعد نقطتين أو كلام من هذه النوعية، أو حتى السيدات اللاتى يقفن فى الشارع، ويقلن لك وشوشى الودع.
كل هؤلاء بشر يسترزقون على حساب بشر آخرين، وحتى يذهب لهم بيكون عارف إن نصف الكلام لن يحدث وفيه أخطاء كثيرة.. إنما حكاية الشيوخ المتخصصين فى جلب الحبيب وإعادة المطلقة للزوج الذى تركها، وبدأت تنتشر على “فيسبوك” هى الحكاية الأغرب.
ما لا أفهمه هو أنهم يعرفون كيف يدغدغون مشاعر البشر.. هؤلاء الحقيقة يستغلون الدين وآيات قرآنية من أجل تحقيق مكاسب.. لا أنكر أن هناك من وهب الله له ملكات معينة أو علوم معينة وهؤلاء يخدمون البشرية لوجه الله إنما من يتقاضون أموالاً فلا يجوز أبدًا إطلاق لقب شيخ عليهم.. فاللفظ أرقى من أن يلصق بهم.
هناك بشر يستغلون حوائج ناس.. شغلتهم كدة.. يعنى معتمدين إن كل واحد بيتعلق بقشة أما يبقى غرقان يقوموا يعملوا له البحر طحينة.. تجد من هذه النوعية فى كل مجال ولكن الأسوأ على الإطلاق هم الذين يدخلون من مدخل الدين.. يعنى واحدة عاوزة تخلف أو واحدة نفسها تتجوز أو رجل يعتقد أنه مربوط أو يكون عقيمًا يذهب للشيخ الذى يظهر فى الإعلانات وقلبه ملىء بأمل يستغله الآخر بشدة.. كيف يستطيعون أن يعشموا الناس هكذا؟ أن يعطوهم أملا؟ هذا أمر غاية فى القسوة.
ولكن، لأن الحياة قاسية جدًا.. ولأن البشر منذ بدء الخليقة يبحثون عن المستقبل.. فلن يتوقف هذا الأمر.. وبما أنه مستمر ومقالى الساخر لن يغير شيئًا عندى طلب: هل لديكم رقم الشيخة خديجة؟ الشخصية الأشهر على “فيسبوك”.. صديقاتى فشلن فى حل مشكلاتهن وأرى أن نقوم بالاتصال بها.