رشا الحناوي …. تكتب أمي .. تلد وتطبخ..؟!
أمي .. تلد وتطبخ..؟!
بقلم الكاتبة رشا الحناوي
حفلت مناهجنا الدراسية على مدار سنين طويلة جداً بتوجه واحد وهو أن المرأة عنصراً مكملاً وليس أساسياً في المجتمع ، ومن غرس هذا الاعتقاد هم من أصحاب بعض التوجهات والمناصرين بأن المرأة مكانها في ركن من أركان البيت .
فإلى الآن والمناهج الدراسية حافلة بجمل رنانة تحجم دور المرأة في المنزل فقط .. أمي تطبخ وتغسل وتربي وتلد ، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن هناك من في هذا المجتمع من لا يرى في المرأة غير إنها تلد وتربي وتطبخ وتغسل . وقد يكون هذا عادياً إذا كان في محيط الأسرة .. أما أن تتربى أطفالنا على هذا الاعتقاد ، فهنا الخطورة الحقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
تخيلوا معي بعد أن تتعلم الفتاة وتصل الى مرحلة الجامعة وتتخصص وتبتعثها الحكومة للخارج لاكمال دراستها وتسافر لتعود بعد ذلك وتبقى في البيت ، لمجرد أن هناك من الرجال من يتسيد فكرهم المحدود عن المرأة بمحدودية كيف ينظرون إليها ، فتكون المرأة هي الخاسر الأكبر ، والمجتمع هو المتضرر المباشر.
ولا أنكر بأن هناك رجال ينظرون للمرأة على أنها صاحبة فكر وعقل ومصدر ثقة، وهي الدفة الأثقل إذا لم تتعادل مع الرجل في كل ما يتعّلق بالفكر والعقل والإدارة . فيكون هنا مفصل الموضوع… فلنا أن نتخيل تداعيات كل حالة على المرأة.. عندما يصل هذان النوعان من الرجال إلى موقع السلطة والقرار.
الثقة في المرأة وإعطاءها حقوقها كاملة وتفعيل دورها في المجتمع هو حق وواجب وليس منّة من أحد ، فيجب على كل مرأة أن تغتنم فرصها في تفعيل دورها في المجتمع ولا تسمح لأحد بتحجيمها ، فأريد أن أذكرك بأننا دورنا خالد على مدار التاريخ .