مقالات
حنان موج…تكتب عن انتخابات النادي الاهلي .. كفاكم عبث
بقلم الكاتبة الصحفية حنان موج
منذ ثلاثة اعوام وفي مجمع السباحة بالنادي الأهلي فرع مدينة نصر .. كانت انتخابات النادي وقتها تحتدم .. المرشحون يطرقون العقول .. ويتجولون بين الطرقات وسط الموائد .. يصافحون الاعضاء ويطارحونهم الافكار.. ويتناقشون معهم .. كان الحوار المباشر هو اهم ما يميز تلك الانتخابات التي دارت في عام 2014، الاتصال المباشر بين الاعضاء والمرشحين جعل لكليهما القدرة على التناول العملي لكافة القضايا التي يؤمن بها أعضاء الأهلي.. طالب الاعضاء المرشحين بالاهتمام بكافة بالنادي على كافة الجوانب.. وكذا الاهتمام بكل الرياضات، صحيح ان كرة القدم هي الكرة الجماهيرية الأولى، الا ان هذا لا يعني تجاهل الرياضات الأخرى.. ربما كان هذا الأداء من وجهة نظري هو الأداء الأفضل، وكانت نتائجه مبهرة، الناس طرحت همومها بلا وسيط، والمرشحون تلقوا هذه الهموم وتعاملوا معها بوعي شديد، فكانت النتائج إيجابية إلى حد كبير ..
انا هنا لست بمعرض إنجازات للمجلس الحالي في النادي الأهلي، ولكني بمعرض المقارنة .. أقارن بين حملة انتخابات النادي الأهلي في 2014، والحملة الانتخابية هذا العام .. اجد نفسي اتساءل .. ما هذا العبث؟ ما كل هذه الاموال التي تنفق؟ ولمن ينفقون ؟
لا أنكر أن هذا العبث موجود في كل النوادي .. وفي ظاهرة غير مسبوقة في انتخابات الأندية الرياضية على اختلاف مستوياتها، ولا أعلم ما سبب هذه الظاهرة الغريبة؟ وكان اولى بالمرشحين الانفاق داخل الاندية، حيث يستفيد اعضاء الجمعية العمومية مباشرة بهذا الانفاق.. وهي أفضل دعاية للمرشح.
محمود الخطيب ألهب المنافسة، وقاد دائرة الانفاق، ودفع محمود طاهر لمجاراته في الإنفاق حتى لا تطغى نجومية الخطيب على إنجازات طاهر.
تبارى المرشحان في استقطاب أفضل العناصر لإدارة الملفات الحساسة في النادي، وهو مما لاشك فيه في صالح النادي واعضائه.. والرياضة لو أبلى هؤلاء بلاءا حسنا كما تشي خبراتهم السابقة .
ما يؤلمني حقا حجم التجريح الذي ناله كلا الفريقين من بعضهما البعض، شعرت أنني أمام انتخابات مجلس النواب تستخدم فيها كل الأساليب، وكافة السبل لتشويه الطرف الآخر، وكأنها حرب مناصب، وليس انتخابات مؤسسة رياضية تسعى للخدمة المجتمعية والعمل العام في المقام الأول ..
من مشاهداتي في حوارات الفريقين لوسائل الاعلام المختلفة، وجدت طرفا يتحدث عن إنجازات، وبرنامج بدأ العمل به منذ ثلاث سنوات، وقطف أعضاء النادي بعض ثماره الناضجه، ويزهو مجلس الإدارة بأرقام تم تحقيقها على مدى ثلاث سنوات تجاوزت ميزانية النادي منذ تك انشائه عام 1907، كما تحدث رئيس النادي الحالي محمود طاهر عن خطة طموح وبرنامج شامل لإعادة تأهيل إدارات النادي وقناة النادي الأهلي، وإنشاء شركات مساهمة تابعة للنادي تدير الملفات المختلفة مثل الفرق والاستاد وكافة الملفات الأخرى بمنطق اقتصادي يتسم بالاستدامة، ويرسخ لمؤسسة رياضية عظيمة في أربع سنوات.
كانت آليات محمود طاهر أكثر إقناعا، فهو رجل إداري من طراز رفيع، ورجل أعمال محترف يحسن استغلال موارده المتاحة، واستقطاب أفضل العناصر التي تستطيع تحقيق أافه الاقتصاديه، أحسن اختيار أدوات تنفيذ خطته واوكل لكل عضو في قائمته الملف الذي تفوق فيه وحقق فيه إنجازا حقيقيا في مؤسسات دولية عريقة داخليه وخارجية.
المرشح الآخر محمود الخطيب .. لاعب الكرة الشهير ومحبوب الملايين، وصاحب الأقدام الذهبية يتحدث عن تاريخ طويل من النجومية الكروية، وتاريخ أطول من عضويته في النادي الأهلي، ورفقته لعظماء الرياضة والإدارة في النادي، وعن برنامج طموح يحلم بتحقيقة مع أعضاء قائمته الذي اختارهم بعناية فائقة أيضا.
كل قام بدوره.. من حيث الانفاق، اختيارالقائمة، تقديم برنامج طموح ، حتى على مستوى الحرب النفسية، لم يقصر طرف في خوض المعركة التي دارت رحاها لكسب اصوات الجمعية العمومية في النادي الأهلي، ونحن على مشارف يوم الحسم .. الذي تفصلنا عنه ساعات من الآن، يقف اعضاء الجمعية العمومية الآن وانا منهم، حيرى في اختيار الأنسب والأصلح لهم ولمصالحهم داخل.. وأجدني هنا اتساءل.. من أختار.. هل اختار من اسعدني واسعد ملايين الجماهير من عشاق الساحرة المستديره بفنه وموهبته في لعب الكرة، وانا لا أعلم قدرته الإدارية؟ وهل ينجح نجم الكرة الشهير في إدارة نادي بحجم النادي الاهلي كما نجح في كسب قلوب جماهيره؟ وهل بالضرورة يكون الرياضي الناجح، إداري ناجح أيضا؟
هل أختار محمود طاهر الذي لمست خلال فترة رئاسته للنادي الاهلي تطورا حقيقيا على كافة المستويات سواء الرياضية او على مستوى البنية التحتية او على مستوى الخدمات المقدمة للأعضاء؟ اذا رجحت كفة طاهر، هل مازال لديه ما يقدمه؟ هل كانت فترة رئاسته الأولى للنادي والأعضاء وستمسي الفترة الثانيه له ولمجده ووجاهته الاجتماعية بمنطق أعضاء مجلس النواب؟
الحقيقة أن الأسئلة كثيرة وحائرة، وستظل هكذا حتى اللحظان الأولى من الاقتراع، هي منافسة حامية وشرسه بلا شك، والفائز فيها لو مرت بسلام وهدوء ورقي وتحضر ستكون الجمعية العمومية، وتجربة الانتخابات هذا العام سوف تفرز أدواتا جديدة .. لم تشهدها الأندية الرياضية في مصر على مدى تاريخها .. والساعات القليلة القادمة في تقديري سوف تشهد المزيد من المفاجآت .. على مستويات شتى …. وأولها .. الجمعية العمومية نفسها