حنان مفيد فوزي…. تكتب «صباح الحنان المفيد»
باسم الله رب الخير واهب السلام وصمام الأمان. أبدأ أولى نسمات عامى الجديد، ويا صباح الحنان المفيد، صباح القلب السعيد، والحمد والشكر الأكيد، صباحى أنا صباح الهنا لسابع سما، صباح الرضا لأبعد مدى، فغداً لناظره قريب وحبيب هو يوم عيد ميلادى وحفل توقيع كتابى الجديد «فيرونيا» الذى يرصد ثلاث مراحل حياتية عاشتها المحروسة بكل صبر وصلابة، على مدى سبع سنوات، بيقين ثابت أنها ستنتزع النصر فى كل عصر مهما تكالبت عليها الهموم والشجون والظنون، فإن الحق هو المنتصر ولكننا بطبيعة الحال الهلهلى وبشرية التركيبة أم ذاكرة سمكة بننسى أو بنتناسى الدروس المستفادة والعبر المستخلصة من التجارب التى نمر بها، والنسيان هو آفة الشعوب ومرضها المزمن الذى يدفعها دائماً إلى تكرار الأخطاء، ومن هنا اقتضت الأمانة الإنسانية والمهنية أن أجمع فى كتابى هذا على قدر استطاعتى، الماضى والحاضر وبعض من ملامح وكثير من أمنيات المستقبل، لنعى جيداً ما كنا فيه وما أصبحنا منه، وما نترتب له ببركة ربنا والشىء بالشىء يذكر فدنيانا ثلاث مراحل وفى كل مرحلة عمرية تمنحنا الحياة امتيازات كثيرة علينا الحفاظ عليها، وتسلب منا أخرى من واجبنا التصدى لتبعياتها، ففى مرحلة الطفولة نملك الوقت والطاقة ولكن ليس لدينا المال، وفى مرحلة الشباب نملك المال والطاقة ولكن ليس لدينا الوقت، وفى مرحلة الشيخوخة نملك المال والوقت ولكن ليس لدينا الطاقة. ولأنى طمعانة فى خير ربنا من الوقت والطاقة والمال، وعشمانة فى تدابيره الصالحة المرضية الكاملة سأضع الماضى فى الخلفية للعبرة والعظة، وسأحرص على تناغم الحاضر فى الذهن بهدوء وحكمة، ثم سأتحضر لتحقيق أمنيات المستقبل فى تمام البدر وكامل الثقة والإيمان تماماً كما فعلت مع «فيرونيا»، وفى صحبتها بعدما عانينا الأمَرين من تقلبات الأحوال وتناقضات الأقوال وتحولات الأفعال وأسطورة إرضاء البشر التى هى رهان على مستحيل وقد أبدع فى وصفها الإمام الشافعى بقوله «ضحكت فقالوا ألا تحتشم، بكيت فقالوا ألا تبتسم، تبسمت فقالوا يرائى بها، عبست فقالوا بدا ما كتم، صمت فقالوا كليل اللسان، نطقت فقالوا كثير الكلم، حلمت فقالوا صنيع الجبان، ولو كان مقتدراً لانتقم، بسلت فقالوا لطيش به وما كان مجترئاً لو حكم، يقولون شّذ إذا قلت لا، وإمّعة حين وافقتهم، فأيقنت أننى مهما أرد رضا الناس لابد من أن أذم». فصدقت والله فقلوب البشر متقلبة وكذلك أفكارهم وإمعاناً فى الوقاية من الصدمات والتى هى خير من العلاج، وحفاظاً على عافية قلبى وعقلى وبدنى من مصاصى الطاقة والوقت والمال والدماء، سأضع أمام عينى أقوال كبار الحكماء للاسترشاد أملاً فى الانسجام من الآن فصاعداً..
«من يسير مع الجموع لن يذهب لأبعد مما تذهب له هذه الجموع، أما من يسير وحده فيسجد نفسه غالباً فى أماكن لم يذهب لها أحد من قبل» (أينشتاين).
«إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل» (الشيخ الشعراوى).
«كل الناس يصيرون عشاقاً لحظة تعارفهم ثم تتأكد تلك الحقيقة مع الزمن أو تتلاشى» (غادة السمان).
«المصلحة الشخصية هى دائماً الصخرة التى تتحطم عليها أقوى المبادئ» (توفيق الحكيم).
«الحرب العصرية هى أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلاً من أن تكلف نفسك بمشقة التخلص منه» (مصطفى محمود).
«إن المستقبل يصنعه القلم لا السواك والعمل لا الاعتزال والعقل لا الدروشة والمنطق لا الرصاص» (فرج فودة).
«لا شيء أسوأ من خيانة القلم، فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً» (جيفارا).
«اطمئنوا الجحيم يتسع للجميع، فالأمر لا يستحق كل هذه المنافسة الشرسة على من سيكون الأسوأ فيكم» (دوستويفسكى).
«ويل لأمة تلبس ولا تنتج وتأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر، ويل لأمة سياستها ثعلبية وفلسفتها شعوذة وصناعتها هى الترقيع، ويل لأمة تقابل كل فاتح بالتطبيل والتزمير ثم تشيعه بالفحيح والصفير لتقابل فاتحاً آخر بالتزمير، ويل لأمة عاقلها أبكم وقويها أعمى ومحتالها ثرثار، ويل لأمة كل قبيلة فيها أمة» (جبران خليل جبران).
«كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن» (غاندى).
«فى الاستغناء قوة» (مفيد فوزى).
«سألت البشر أين حُمرة الخجل؟ أجابونى جنب خضرة المحشى» (حنان مفيد فوزى).