مقالات

حمدى رزق …. يكتب عايزين رئيس وزراء سيدة ولا إيه؟

قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى منتدى الشباب ضاحكًا وعيناه تبرق من لمعة الفكرة.

هرمنا قبل أن نرى هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ المرأة المصرية، ولو أقدم عليها الرئيس لكانت اختراقًا لحاجز الزمان والمكان، ولسُجِّلت تاريخيًا لعهده كما سجل تعيين أول امرأة محافظًا السيدة نادية عبده، محافظ البحيرة، وهذا ليس بكثير على رئيس يحترم المرأة ويصف نساء مصر بالعظيمات، ويقبّل رؤوسهن، ويربت على أيديهن، ويعتذر من أعلى سلطة فى البلاد للضحايا من النساء.

فعلها مرتين وزار ضحية التحرش، وقال لها “حقك علينا”، وخاطب بكل احترام “سيدة الكرم” التى تعرت على أيدى زعران الطريق، وألبسها رداءً رئاسيًا وأسبغ عليها حمايته، وطيّب خاطرها.

من حقهن، طليعات ثورة مصر، فى مقدمة الصفوف، وحقهن وهن أمهات الشهداء، وبعزمهن تخطت المحروسة وعورة الطريق.. هن بطلات الزمن الصعب، لكل منهن فى بيتها بطولة فى حد ذاتها، وعلى رؤوسهن حملن فاتورة الإصلاح الاقتصادى.. مدبرات بطبعهن، مديرات فى حياتهن، لا يشكين ولا يتشاكين، صابرات محتملات باسمات الثغر فى وجه الزمان.

فى الحكومة الحالية 4 وزيرات، د. هالة السعيد للتخطيط، ود. سحر نصر للاستثمار، ود. غادة والى للتضامن الاجتماعى، والسيدة نبيلة مكرم للهجرة والمصريين فى الخارج، وإذا حدث تغيير وزارى سيزيد العدد تأسيسًا على نجاح الوزيرات الأربع فى مهامهن الوزارية.

وفى قمة السلطة السيدة فايزة أبوالنجا، مستشار الرئيس للأمن القومى، وتعمل فى صمت على ملفات فى عمق الأمن القومى للدولة المصرية، ناهيك عن 89 نائبة فى البرلمان يشكلن كتلة برلمانية فريدة من العاملات والأكاديميات والإعلاميات، أتين بانتخابات حرة، واختارهن الشعب على عينيه، واغتبط بهن الرئيس كثيرًا، ويتفاخر بهن فى المحافل الدولية.

المنصب للأصلح، والمصالح العليا تفرض آلياتها فى الاختيار، والتمييز الجنسى، أو الطائفى أو الإثنى، أو العرقى أو الجهوى لم يعد ماثلاً فى آليات الاختيار فى ولاية الرئيس الأولى، وهو قادم طموحًا وبعزم لمنع التمييز فى ولايته الثانية، ويؤسس لوضعية طبيعية للمرأة المصرية بعد أن خاصمتها السلطة طويلًا خوفًا أو طمعًا.

لا تستغرب لفتة الرئيس، ولا تتعجب من تطلع المرأة لأعلى قمة السلطة، إنها إرادة شعب، وإذا الشعب أراد، فليستجب الرئيس، والسيسى يرهن دومًا قراراته حتى الشخصية برغبة الشعب، ويصارح الشعب، ويطلب من الشعب، ويستأذن من الشعب، فعلها قبل ترشحه فى الولاية الأولى، وفعلها فى منتدى الشباب، ويعلق قراراته دومًا على رغبة الشعب، من يحترم شعبه خليق بالاحترام.

انحياز الرئيس للمرأة المصرية، انحياز للمعنى الكامن فى ضمير الأمة، ويجسده الشاعر الكبير حافظ إبراهيم فى قصيدته العصماء “الأم” وقال فيها:

الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبًا طـيب الأعراق

الأم روض إن تعهده الحيا.. بالرى أورق أيما إيراق

الأم أسـتاذ الأساتذة الألى.. شغلت مآثرهم مدى الآفاق

الأم المصرية آية فى كتاب، والنيل يجرى من تحت قدميها.. لله در المصريات.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى