«الذئب القاتل».. تحرش بشقيقة زوجته ثم «خلَّص» على حماته!
قتل “حماته” التى منذ اللحظة الأولى لم يسترح قلبها إليه، بعدما رفضت من قبل زواج ابنتها منه، وكأن قلبها كان يشعر أن نهايتها ستكون على يده.
مرت السنون ولم يخب ظن السيدة العجوز، وبالفعل ما قالته وتوقعته عنه صار حقيقة وواقع، كان دائم التشاجر معها ومع ابنتها، وآخر مشكلة اصطنعها، كان أن تحرش بشقيقة زوجته، حيث اكتشفت جريمته حماته، ولهذا السبب، ترصد لها وبدعوى زيارتها للاطمئنان عليها ذهب إلى شقتها وخنقها بالإيشارب حتى فارقت روحها الحياة، لتنتقل إلى عالم آخر.
اكتشف الجريمة ابنها وجارها، حينما دخلا عليها ووجداها جالسة على مقعد بالصالة والدماء تغرق ملابسها، فأبلغا الشرطة.. الجريمة مثيرة، وتحمل بين طياتها عبرة وعظة لكل فتاة لم تستجب لنصائح والديها.. وإليكم التفاصيل…
العاطفة هزمت إرادة الوالدين
الخلافات صاحبة الكلمة العليا داخل هذه الأسرة، منذ أن تزوجت ابنتهم من زكريا. ع، صاحب شركة للاستيراد والتصدير، فالأم تعلم يقينا أنه شخص غير سوى، وهكذا حكمت عليه منذ اللقاء الأول، بعد أن جاءت ابنتها إليها تحكى لها عن ذلك الرجل الذى تعرفت عليه والتقت به، حيث نال إعجابها، ودارت بينهما قصة حب، درست فيها شخصيته وتوافقت معه تمامًا.
الأم تعرف شخصية ابنتها، وأنها عاطفية وتجرى خلف مشاعرها دون تحكيم عقلها، فطلبت منها لقاءه، وبعدها تتحدث معها، الأم محاسن محمد، مرت بتجارب كثيرة فى الحياة، سعادة ابنتها هدفها الأول، كانت تتمنى أن يكون هذا الرجل عند حسن ظن ابنتها به، حتى لا تصدم وتدخل معها فى خلافات وتتمسك به. حددت موعدًا معه.
جاء زكريا بابتسامته العريضة الشاحبة، وجلس فى حجرة الصالون، ثم دخلت الأم، وعقب إلقاء النظرة الأولى لم تستشعر ناحيته براحة نفسية وطمأنينة، فتحت مجالًا للحوار معه، وسألته عن عائلته وعمله.. كانت تضع له فى وسط الحديث اختبارًا لتقيس فيه مدى قدرته على الحفاظ على ابنتها، ولكنه كان يخيب آمالها فيه، فقط هو يريد الزواج من أجل الزواج، وكأن ابنتها للتسلية وتضييع وقته.
يتخفى وراء الحب والعشق، وتلك الكلمات التى لم تر الأم فيها أنه يحب ابنتها، وفى نهاية الحوار، لم تستشعر فيه الأم خيرًا، واتجهت لحجرة نومها، وتركته مع ابنتها، وبعد دقائق قليلة قامت بالنداء لابنتها وخرج العريس، ودخلت الابنة لأمها التى رفضته رفضًا قطعيًا، فسألتها الابنة عن السبب، قالت لها الأم، هذا رأيى!، عنفتها، وبعد مرور الأسرة فى مشاكل، وتصميم الابنة على الزواج منه تزوجها دون إراردة الأم بل وأشقائها، وعقد قرانهما لدى مأذون دون أن يعلم أحد، وفى النهاية تمت الزيجة ورضخت الأم لإرادة ابنتها، حتى لا تفقدها للأبد، وعاشت مع زوجها.
تشاجر.. وتحرش
تمر الأيام والسنون، ولا تستريح الابنة مع زوجها، كان دائم التشاجر معها، يسهر وقتًا طويلًا بعيدًا عن المنزل، يعود متأخرًا، علاقاته متشعبة، وكانت تشعر زوجته بها، ولكنها لا تستطع التحدث معه، وإلا سيقوم بتطليقها، كانت الزوجة تحبه، رغم أنه خدعها فى أكثر من موقف، وكانت الأم لا تستريح له، وعندما تعلم أنه قادم لزيارتها فى يوم قلبها ينقبض، وتعلم أن شيئًا ما سيحدث، وفى أحد الأيام جاء زكريا لزيارة حماته، وكانت فى حجرة نومها، وكانت ابنتها الثانية تزورها بالصدفة، وأثناء خروجها من الصالة، شاهدت زوج ابنتها الأولى يعاكس ويتحرش بابنتها الثانية التى كانت تحاول إبعاده عنها، وهنا شعرت الأم بصدمة، وكادت تفقد وعيها، ولكنها غضبت وقامت بتعنيف زوج ابنتها، وطردته خارج المنزل.
جلست الأم مصدومة على الكرسى، وهى مرهقة تلتقط أنفاسها بصعوبة غير معتقدة أن سوء أخلاقه تصل إلى هذه الدرجة من قبح الأخلاق. اقتربت منها ابنتها وهدَّأت من روعها، وطلبت منها ألا تُعلِم شقيقتها بشىء مما حدث من زوجها، لكن هنا استقل الزوج سيارته، ولأنه شخصية تمتاز بالمكر والخبث، فكر فى حيلة يخرج بها من هذا المأذق معتقدًا أن حماته وابنتها اتصلت بابنتها وأبلغتها بما حدث من زوجها، وفكر فى حيلة لزوجته وادعى أن شقيقة زوجته هى التى كانت تتحرش به وصارحته بحبها له، وعقب دخوله منزله، كانت زوجته فى المطبخ، تعد له الغداء، اختبرها ليعرف هل علمت بما حدث منه مع شقيقتها، وعرف أنه لم يتصل بها أحد.
وبعد تناول الغداء، جلس مع زوجته، وظل يداعبها ويغازلها، ووسط هذه المشاعر حكى لها عن موقف صدر من شقيقتها اليوم أثناء زيارته لحماته حيث كانت تتحرش به، وصارحته بمشاعرها نحوه، هنا شعرت الزوجة بصدمة لأنها تعلم أخلاق شقيقتها جيدًا، فى البداية اعتقدت أنه يمزح معها، أو يتحدث عن شخص آخر، وعقب تأكدها حاولت الاتصال بأمها، لكنه طلب منها ألا تتحدث مع أحد حتى لا تُفضَح، وفى اليوم التالى ذهبت الزوجة لوالدتها وكانت غاضبة وحكت لها ما حدث من شقيقتها لكن الأم نهرتها، وقالت لها الحقيقة وأبلغتها أنها شاهدة على الواقعة وأن زوجها يريد الخروج من المأذق.
الزوجة تصدق كلمات أمها ولكن مشاعرها وقلبها مع زوجها، فلا تريد العودة له ومصارحته، وأثناء عودتها تحدث معها زوجها، ولكنها أغلقت الحديث، فعلم أن أمها أقنعتها، وبدأ يتناسى ما حدث وكذلك الزوجة، وبذلك نجح فى مخططه وهو أن يضمن صمت زوجته، ومرت الأيام وفى مشهد كان الزوج يعاكس فيها شقيقة زوجته التى امتنعت عن زيارة أمها حينما كانت تعلم أن زوج شقيقتها هناك، ولكن هذه المرة نشبت مشكلة بين أخيها والزوج وحدثت مشاجرة وبدأت المشاكل تسيطر على المنزل، وهنا تدخلت الأم ونهرت زوج ابنتها وطردته.
لم تنس الأم أنها رفضت زيجة ابنتها منه، فهى تعرف أنه إنسان سيئ الأخلاق والطباع، وخرج الشاب ولكن توعدهم جميعًا بالانتقام.. وفى اليوم التالى، جاء فى الساعة الحادية عشرة مساءً، فهو يعلم أنه لا يوجد أحد يزورها فى هذا اليوم، طرق على الباب بصوت منخفض حتى لا يسمعه الجيران، وتحدث معها حول المشكلة الأخيرة وتحرشه بشقيقة زوجته، نهرته حماته، وطلبت منه الخروج من المنزل، ولكنه لم يستمع إلى كلامها.
نظر إليها بغضب، وظل يردد “ليه بتكرهينى؟!”، منذ اليوم الأول حينما تقدمت لابنتك وأنت تكرهينى، عادت السيدة المسنة التى تبلغ من العمر 78 عامًا خطوات للخلف، وحاولت الهرب لحجرتها، ولكنه أغلق الباب، وقام بدفعها للخلف فسقطت على كرسى بالصالة، وكان إلى جوارها إيشارب لمحه زكريا بطرف بصره، فأمسك به، وقام بلفه حول رقبة حماته، وظل يضغط، وحينما شعر أنها لا تزال حية وتلتقط أنفاسها، فقام بضربها بعصا على وجهها ونزفت دما من فمها ثم فارقت الحياة بعدها وهرب.
اكتشاف الجريمة
مر الوقت وكعادة ابنها أحمد، الذى يعمل ميكانيكى، ويبلغ من العمر 53 عامًا، اتصل بها للاطمئنان عليها، ولكنها لم ترد، قلق عليها، واتصل بجاره، وطلب منه الاطمئنان على والدته، وطرق الباب كثيرًا فلم ترد، وعاود الاتصال بنجلها الذى طلب منه الدخول بالمفتاح الذى يتركه معه للاطمئنان فعثر على السيدة المسنة جثة تغرق ملابسها بالدماء، وحول عنقها إيشارب، فأبلغ شرطة النجدة، باكتشافه جريمة قتل وأبلغ ابنها الذى حضر بسرعة.
وتم إخطار المقدم حسام ناصر، رئيس مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء، بمحافظة القاهرة، والذى انتقل إلى مكان الجريمة، وبفحص جثة السيدة محاسن، 78 عامًا، تبين أنها كانت جالسة على مقعد فى الصالة ترتدى ملابسها وملفوف حول رقبتها إيشارب، ويوجد نزيف فى الفم والأنف، مع إزرقاق حول الرقبة.
وعاين المقدم حسام الشقة الكائنة بالطابق الثالث، وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة وسلامة منافذها، وبسؤال ابنها وجارها الذى اكتشف الجريمة، أكد ابنها أنها تقيم بمفردها فى الشقة، واتصل بها كثيرًا، وحينما يئس من الرد عليه وقلق بشأنها أبلغ جاره للاطمئنان عليها وبعدها اكتشف الجريمة.
وبتكثيف التحريات التى أجراها المقدم حسام ناصر، والرائد محمد سلامة، معاون مباحث قسم الزاوية الحمراء، وردت معلومات من صاحب محل جار المجنى عليها أنه شاهد زكريا. ع، زوج ابنة المجنى عليها، 54 سنة، حال استقلاله سيارة ملاكى، وسيره من أمام مسكن المجنى عليها فى ساعة متأخرة، وكان واضح عليه الارتباك، وأكد أنه دائم التردد عليها.
تم إخطار الأدلة الجنائية لمعاينة مكان الحادث ورفع البصمات المعثور عليها حيث تبين من الفحص انطباق أثر عبارة بصمة أصبع والمرفوعة من على دولاب المجنى عليها بصمة الإصبع الوسطى لليد السرى للمشتبه به فى قتل حماته.
وألقى رجال المباحث القبض على المتهم، والذى ادعى أنه لم يرتكب الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم له، وأُحيل إلى انيابة العامة التى تولت التحقيقات.