أصحى يانايم .. فى السادسة مساءا
بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين
المخرج المبدع جمال المصرى لايزال يتحفنا بأعمال رائعة ولأن هناك الكثير من القيم الجميلة اختفت من حياتنا.. هناك امور كثيرة رائعة هجرت مجتمعنا…بل ماتت امام اعيننا.. مما يضطرنا احياناً ان نتحسر عليها عدد من الدعوات الرقيقة وصلتني من أسرة فريق الصخرة لحضور العرض المسرحى (أصحى يانايم) المقام بمسرح مكتبة مصر الجديدة، ذهبت إلى «مسرح مكتبة مصر الجديدة»، لنتابع ما يقرب من 50 دقيقة من إبداع “أصحى يانايم” مدركا اني سأدخل في متعة عظيمة كالعادة. وأري ان الجهد الذي يبذله جمال المصرى في هذا المجال هو من أعظم ما يفعله مخرج فنان.
السؤال: كيف يصنع جمال المصري من هذا العدد الكبير كل مرة فنانين حقيقيين. لاشك أنهم من الأصل موهوبون لكن لاشك أن التدريب دائما يجعل من هذه المواهب حالات رائعة من الأداء.
في كل مرة يتم صياغة العمل المسرحي دراميا يتمتع بالموهبة والثقافة والرؤية يصوغ عملا مسرحيا وطنينا لا يمكن أن تمل منه. حتي لو كانت المشاهد المتتالية لا تنبت من بعضها لكنها تنبت من رؤية للواقع والحياة وتستشرف أحيانا المستقبل
ومادام الأمر عن المسرح وعن تسليم النفس فسأنتقل إلي العرض المسرحى « أصحى يانايم» تاليف مدحت عوض وإخراج «جمال المصري» علي مسرح مكتبة مصر الجديدة وتمثيل الرائع دوما وأبدا مجدى شكرى ومعه الفنان المهذب ممدوح فايز و الرائع الفنان فادى جلاب والصاعدة بقوة الصارووخ مريم المصرى ومعها الفنانه الجميلة ناردين نبيل والفنانه منال يسري ومن الشباب الصاعد الواعد ندى ناصر وريمون اسعد وفادي الكردي و رجب الشاعر و جرجس رسمي ومحمد ماندو ومحمود نبيل ومادلين حنا وإيريني ممدوح ونرمين فريد وديانا صابر و ساره ابراهيم والمطربين مينا المصري و احمد مانو
دقت السادسة وليصحو كل من كان نايم وبدا عرض اصحى يانايم للمؤلف مدحت عوض والمخرج جمال المصرى
وفوجئت وبكل أمانة بالعرض الذى اقل مايوصف بأنه ناجح، خصوصاً في بعض التفاصيل الصغيرة التى لم اكن اعتقد أن اسرة المسرحية ستفطن اليها، بداية بالديكور لـ شكرى فهيم ونهاية بحركات الربط مابين الشخوص داخل القالب الدرامي، أما الفكرة العامة للمسرحية فهي تستحق الاشادة والتصفيق، خصوصاً (الحبكة) التى إمتازت بها، حيث تناقلت مشاهدها بسلالة وتناغم بحيث لايمكنك إزاحة ناظريك من خشبة المسرح، وهذا سبب رئيسي لنجاح اي عمل ابداعي، حيث تمثل المتابعة بشغف جزءاً اساسياً لقياس مدى جودة الاعمال الابداعية بمختلف ضروبها.
مالفت نظري خلال المسرحية هو تدفق الموهبة الهائلة من اولئك الدراميين، وفي مقدمتهم افراد فريق الصخرة (مجدى شكرى وفادى جلاب ومريم جمال «مريم المصري») ذلكك الثلاثي الضاج بالروعة والتلقائية والذين استطاعوا منح المسرحية ابعاداً من الروعة والتأنق، إلى جانب بقية الكوكبة الفريدة، وأخص هنا الممثل فادى جلاب والذى وبكل أمانة ادهشنا لحد بعيد وهو يقوم بتجسيد دور (الغريب) بصورة ابداعية مكنته من ابراز الكثير من مواهبه المدفونة والتى نجحت «أصحى يا نايم» في ابرازها ووضعها ضمن دائرة الضؤ. دروس عديدة يمكن ان نستفيد منها من تلك المسرحية واولها طرد الاحاسيس القاتلة بأننا لانمتلك القدرة على صناعة مسرح جاذب، تلك الافكار (الهدامة) التى استوطنت في دواخلنا منذ سنوات وجعلتنا اصحاب تركيبة (هشة) تتأثر ولاتؤثر، ودرس آخر قدمته لنا (أصحى يا نايم) وهو ضرورة الايمان بالمواهب المحلية والاقتناع بقدرتها على نفض الغبار عن درامتنا (النائمة) منذ سنوات، إلى جانب تصحيح تلك المسرحية لمعلومة في غاية الاهمية وهي ان (العِلة) ليست في الجمهور المصرى فهو ذواق للابداع وحريص على متابعته والتدفق الهائل لحضور العروض ابلغ دليل على هذا. العرض كان ممتعا، وانصهر فيه الفنانون فكان كل شيء منظما وبعيدا عن الارتجال، الحركات، الاصوات، وحتى وجوه العرائس كانت معبرة عن الشخصيات، واستحقوا على ذلك تصفيق الجمهور. كما حافظت الملابس على اسطورية الحكاية، وكانت الاضاءة والمؤثرات الصوتية لاعبين أساسيين في الاحداث، فظهر العرض متوازنا الى حد كبير.
لقد نجح المخرج جمال المصري في تقديم رؤيته ببساطة وابتعدت عن التكلف، واستحقت الإشادة من جميع الحضور، الذين اثنوا عليه ، معتبرين ان هذه الخطوة اثراء للحركة المسرحية المصريه الوطنية وتجربة يستفيد منها شباب المسرح أصحى يا نايم عرض يستحق المشاهدة أكثر من مرة كما يستحق الدعم حتى يستفاد منه منتجو السينما فى مصر ليتعرفوا على كيفية تقديم عمل يحمل بين طياته الكثير من الإبهار والتشويق والوطنية.
قدم هذا النص برؤية واعية مجموعة من الممثلين الشباب الذين اتنبأ لهم بمستقبل مشرق يدل علي وعي الجيل القادم ويؤكد ان مصر ولادة، فهم الذين سينتشلون المسرح المصري من عثرته قادهم بحرفية عالية مخرج واع بدور الكلمة في المسرح، متمكن من ادواته الفنية متحكما في ايقاع العرض الذي لم يفلت منه قيد انملة,، ساعده في ذلك مجموعة الممثلين الذين كانوا نجوما، ادوا ادوارم ببراعة.
شكراً اسرة (الصخرة) على هذا العرض الباذخ الجمال، وشكراً للمخرج جمال المصرى على تماسك العرض، شكراً لكم جميعاً وانتم تعيدوننا لزمان المسرح الجميل، شكراً لكم وانتم توقدون في دواخلنا شمعة الامل في مستقبل اخضر لدرامتنا المصرية ولمسارح الدولة
شكرا الفنان مجدى شكرى الذي تميز بالاحساس الصادق وتنوعه فى الادوار التي يقدمها والذى لم يغب ايضا عن المشهد السياسي طوال فترة الثورة حيث شارك في مختلف الفعاليات .
شكرا الفنانه الصاعدة مريم المصرى التى جسدت دورها ببراعه وجذبت الجمهور لفنها الراقى على خشبة المسرح
شكرا لكل الفنانين الذين أبدعوا فى هذا العرض الذى يستحق المشاهدة أكثر من مرة وكذلك كل الدعم لـالفنانه ناردين نبيل والفنانه منال يسري والنجم ممدوح فايز والشباب الصاعد الواعد الفنانه الشابه ندى ناصر وريمون اسعد وفادي الكردي و رجب الشاعر و جرجس رسمي ومحمد ماندو ومحمود نبيل ومادلين حنا وإيريني ممدوح ونرمين فريد وديانا صابر وساره ابراهيم والمطربين مينا المصري و احمد مانو
شكرا لـ للملحن سعد ماركو والموزع عمانوئيل سعد والماكير جينو
شكرا للمنسق العام المتفانى روماني عدلي
شكرا للمخرج المنفذ لوندي نادي و رامي جمال
لاعزاء بعد اليوم لأصحاب (الاعذار الواهية)، ولاعذر كذلك لأصحاب (الشماعات) الذين اثقلوا كاهل هذه البلاد بأسباب (وهمية) عن ضعف مسرحنا و(دونية) كوادرنا المسرحية والدرامية، فلنبدأ العمل الجاد لاعادة المسرح لموقعه الطبيعي وسط دول العالم، ولنضع (أصحى يانايم) نموذجاً لنسير عليه، فهي عمل إبداعي متكامل يستحق ذلك.
تحية تقدير لكل هؤلاء الفنانين دون استثناء علي تقديمهم هذا العرض المتميز الذي توافرت فيه كل عناصر النجاح والتميز
أتمني لكم مزيدا من المغامرة والنجاح وإلي مزيد من التقدم في عالم المسرح الجميل الصعب في حياتنا الآن.وكل حبي مصطفى كامل